سياسة عربية

الشلل يضرب الحياة بمصر.. في انتظار مفاجآت 11/11

اضراب مصر عمال
مع بدء الساعات الأولى من ليل الجمعة، 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، دخلت مصر في حالة من الشلل التام، بعد أن لزم ملايين المواطنين منازلهم، وتقرر خروج مظاهرات موزعة على مدار اليوم، تحمل عنوان "ثورة الغلابة 11/11"، من قبل رافضين للانقلاب العسكري، وساخطين على تدهور الأوضاع العامة، وسط توقعات بحدوث مفاجآت كبيرة، وخروج مظاهرات حاشدة، لاسيما في المناطق الساخنة بالقاهرة والمحافظات، كحلوان، وميدان رمسيس، ومنطقة كرداسة.
 
وعلى الرغم من عدم إعلان الحكومة حظر التجول، أو فرض حالة الطوارئ بشكل رسمي، إلا أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات الحكومية أدخلت البلاد في حالة من الجمود والشلل؛ إذ توقفت مؤسسات حكومية عدة عن العمل، خاصة البنوك والجامعات، وفُرضت حالة الطوارئ في المحافظات، وتم إغلاق ميدان التحرير، ومقاهي منطقة وسط القاهرة، وسط حملات واسعة من الاعتقالات للعشرات.
 
وشهد محرك البحث العالمي "جوجل" زيادة عمليات البحث من جانب المصريين حول "فرض حظر التجوال" الجمعة، بالتزامن مع الدعوات للتظاهر في 11/ 11، وفق صحيفة "الوفد"، الجمعة.
ونشرت حركات سياسية عدة خرائط لأماكن خروج التظاهرات، أمام المولات والأسواق التجارية والمساجد وفي الميادين.

وتداول نشطاء بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، صورا لمنشورات تم توزيعها على المارة في أكثر من محافظة تحث المواطنين على المشاركة في التظاهرات.

وتلقى عدد من المواطنين رسائل "SMS" مجهولة المصدر، على هواتفهم المحمولة، تفيد بأن الحكومة قررت الجمعة 11/11، فرض حظر التجول بسائر المحافظات، منذ السابعة صباحا حتى السابعة مساء، لكن مصدرا حكوميا نفى صحة ذلك.



وكانت مظاهرات محدودة خرجت بميدان رمسيس، الاثنين، هتفت برحيل السيسي، لكن قوات الأمن فضت المظاهرة سريعا، وألقت القبض على سبعة من المشاركين بها.

غلق ميدان التحرير ومقاهي وسط القاهرة 

وفي إطار الإجراءات الأمنية المشددة التي شملت الاستعانة بعربات مدرعة تخص الجيش، قامت قوات الأمن، مساء الخميس، بغلق البوابة الحديدية لشارع قصر العيني، بينما قامت بفتح الأخرى لمرور السيارات القادمة من الشارع إلى ميدان التحرير، تمهيدا لإغلاق الميدان في وقت لاحق، بعد أن انتقل إليه على عجل عدد من المدرعات، والعشرات من جنود الجيش والشرطة.

وكثفت عناصر الأمن السرية تواجدها بالميدان والشوارع المحيطة به، وداخل محطات مترو الأنفاق، لمراقبة الأوضاع الأمنية، وتمشيط منطقة وسط القاهرة.

وعلى مستوى المقاهي، قال أحد العاملين بمقهى "الندوة الثقافية " في باب اللوق، إن وزارة الداخلية أكدت عليهم إغلاق المقاهي يوم الجمعة.



المحافظات والإدارات الحكومية تعلن الطوارئ

وأعلنت إدارات حكومية عدة حالة الطوارئ، فيما رفعت المحافظات حالة الطوارئ للدرجة القصوى، في إطار قرار رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، بتفعيل غرفة العمليات المركزية على مستوى الجمهورية، لمتابعة ورصد الأحداث في الشارع المصري.      

وأعلنت وزارة الكهرباء حالة الطوارئ للدرجة القصوى في جميع شركات الإنتاج والنقل والتوزيع، خاصة في محطات الإنتاج ومحطات المحولات والتحكمات، تحسبا للمظاهرات.

وقررت الجامعات إلغاء محاضرات طلاب التعليم المفتوح المقرر لها الجمعة، وذلك لاعتبارات أمنية.

وتلقت وزارة التعليم العالي والجامعات إخطارات للتأكيد على إلغاء أي فاعليات أو محاضرات، حفاظا على المنشآت الحيوية في الدولة.

وقررت الإدارات الجامعية رفع درجة الاستعدادات القصوى للأمن الإداري بكل الجامعات، ومنع الإجازات والراحات الأسبوعية؛ لتأمين الجامعات من الداخل، على أن تتولى الشرطة تأمين محيط الجامعات من الخارج.

انتشار أمني كثيف في القاهرة والمحافظات

وجابت دوريات مشتركة لقوات الشرطة والجيش شوارع مدن عدد من المحافظات.  

وأكدت وزارة الداخلية أنها لن تسمح بخرق قانون التظاهر، وأنه سيتم التعامل بحسم وقوة مع التظاهر أو قطع الطرق أو تعطيل مصالح المواطنين أو اقتحام الميادين العامة على مستوى الجمهورية. 

حملة اعتقالات واسعة والتهمة "نية التظاهر"

وبالتزامن مع الإجراءات الأمنية السابقة، ألقت الأجهزة الأمنية بالمحافظات القبض على العشرات؛ بحجة اعتزامهم المشاركة في التظاهر.

وأعلنت وزارة الداخلية ضبط 20 خلية تنتمي لتنظيمات عدة، أبرزها "حسم، وأجناد مصر، وولاية سيناء، والحراك المسلح"، مشيرة إلى أنها ضبطت خلية الأميرية، وتحفظت على خمسة من عناصرها، وتلاحق سبعة آخرين هاربين لتواصلهم مع داعش، وتجنيد الشباب للسفر لسوريا والعراق، وضبطت خلية سيناء التي حاولت تهريب أكثر من 260 بندقية آلية وتليسكوب لأرض الفيروز. 

وفي الغربية، ألقت قوات الشرطة القبض على 15 من الداعين لتظاهرات الجمعة، في أثناء حملهم لافتات تطالب المواطنين بالمشاركة في "ثورة الغلابة".

وفي إطار حملتها في صفوف أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين"، بجميع محافظات الجمهورية، استباقا للتظاهرات، اعتقلت الشرطة نائبين سابقين بالفيوم، وخمسة بالدقهلية، اتهمتهم وزارة الداخلية في بيان لها بـ"إفشال جهود التنمية"، فضلا عن آخرين من بني سويف وغيرها من المحافظات.

وتسربت أنباء عن إعداد قوات الشرطة قائمة بأسماء العشرات من المطلوب القبض عليهم بالتزامن مع التظاهر. 

وفي محافظة المنيا بصعيد مصر، شنت مديرية أمن المنيا، حملة ألقت القبض على 11 من أنصار الرئيس محمد مرسي، بدعوى أنهم هاربون من أحكام قضائية بالمؤبد في قضايا اقتحامات وعنف.

إعلاميو السيسي يهددون المتظاهرين

ومن جهتهم، استمر إعلاميو السيسي في تهديد المصريين، وإخافتهم من النزول للتظاهر.

وقال تامر أمين لـمتظاهري 11/11 إن رجال الجيش والشرطة تنتظر من يريد التظاهر، وتخريب البلاد، وزعزعة الأمن والاستقرار، للقبض عليه.

وأضاف في برنامجه، "الحياة اليوم"، عبر فضائية "الحياة": "مفيش مواطن مصري محترم، مهما كان مكوي بالغلاء.. عايز يهدم بلده.. النجدة موجودة، والبوليس موجود، علشان اللي يقل عقله، ويعمل حاجة ليها علاقة بتخريب البلاد".



وفي السياق نفسه، قال عمرو أديب إن السيسي والحكومة والأجهزة السيادية قد اتخذت قرارات واضحة، خلال اجتماعهما منذ يومين، بالحسم أمام دعوات التظاهر يوم 11 نوفمبر.

وأضاف أديب في برنامج "كل يوم"، عبر فضائية "أون إي"، أن "يوم الجمعة ده مش ها يبقى فيه هزار، محدش ها يهزر فيه"، وفق وصفه.

وشدد على أن هناك دولة، ويجب أن تكمل، و"يعدّي أو مايعديش.. ماعندناش أي مشكلة". 



أما أحمد موسى، فاتهم جماعة الإخوان بأنها أطلقت "ثورة الغلابة" من أجل إثارة الرأي العام، مشيرا إلى أن عناصر الإخوان من الداخل والخارج يعملون عليها، وأن جميع مواقعهم الإخبارية تروج لها.

وزعم في برنامجه "على مسؤوليتي"، عبر فضائية "صدى البلد"، الأربعاء، أن "الجماعة تستغل المواطنين من أجل إحداث الانقلاب على الدولة والرئيس السيسي"، بحسب تعبيره.