كشفت دعوة وزير إسرائيلي لضم الضفة الغربية المحتلة إلى "إسرائيل" حجم تطلعات دولة الاحتلال نحو توسيع حدودها المتحركة، بحسب مختصين في الشأن الإسرائيلي.
ودعا وزير التربية والتعليم الإسرائيلي اليميني المتطرف،
نفتالي بينيت، إلى
ضم الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967، وقال: "حان الوقت للتضحية بالنفس لضم مناطق الضفة الغربية لإسرائيل، وتحقيق الحلم بأرض إسرائيل الكاملة" وفق ما نقله موقع "i24" الإسرائيلي.
وأضاف بينيت خلال كلمة ألقاها في مؤتمر عقد الجمعة، بالشطر الغربي لمدينة القدس المحتلة: "يجب البدء في مرحلة الحسم بكل ما يتعلق بأرض إسرائيل، وذلك من خلال بدء العمل منذ اليوم، وإن كان من خلال التضحية، على جعل مناطق الضفة الغربية جزءا لا يتجزأ من دولة إسرائيل، وأن تخضع لسيادتها".
وهاجم الوزير المتشدد الذي يتزعم حزب "البيت اليهودي"، كل المتمسكين "بشعار حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية"، لافتا إلى أنه "لا وقت لدينا لتقسيم أرض إسرائيل؛ ليس بالأقوال، ولا بالأفعال، وليس بالاتفاقيات الهادئة، ولا بالذرائع".
وحذر زعيم المعارضة الإسرائيلية، رئيس حزب "المعسكر الصهيوني" المعارض، يتسحاق هرتسوغ، من تصريح بينيت، مؤكدا أنه "قد يؤدي إلى
حرب أهلية، وعزل إسرائيل دوليا".
ويشارك حزب بينيت في الائتلاف الحكومي بزعامة بنيامين نتنياهو، ويضم أحزابا وحركات صغيرة؛ تنشط في الأساس بين المستوطنين المتطرفين، ويدعو إلى ما يسمى "أرض إسرائيل الكاملة"، ويطالب دوما بمصادرة الأراضي عبر التوسع الاستيطاني.
ليس الوحيد
من جهته؛ قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، توفيق أبو شومر، إن "كثيرين من زعماء إسرائيل يدعون إلى ضم الضفة الغربية، ومن أبرزهم وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، وكافة كتل الحريديم (اليهود المتدينين) التي تسعى لاقتصار إسرائيل على اليهود فقط".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "إسرائيل ستكون أكثر توسعا، ولن تكتفي بحدودها الراهنة، وهي تستغل الظرف الحالي في المنطقة من أجل تحقيق مخططها"، مؤكدا أن دولة الاحتلال "لم تعد لاعبا صغيرا في المنطقة، فقد أصبحت لاعبا كبيرا ومؤثرا في العديد من ملفات المنطقة الكبيرة".
وأشار أبو شومر إلى أن "العرب مقصرون دائما في فهم ما تسعى إليه إسرائيل؛ وهذا التقصير يدفعهم للخطأ في وضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة".
وأكد أن الوزير الإسرائيلي "صرح بما هو مكنون في السرائر والضمائر"، لافتا إلى أن التصريح يشير إلى "مخطط قديم للدولة اليهودية التوراتية؛ وهو أن لنهر الأردن ضفتين؛ الأولى لنا، والأخرى لنا، كما جاء على لسان الصهيوني جابوتنسكي".
ورأى أبو شومر أن بينيت "يسعى لأن يكون الأكثر تطرفا، وحديثه لم يأت من فراغ، فهو يراهن على الصوت الانتخابي اليميني القادم، في الوقت الذي يسعى فيه نتنياهو إلى ضم حزب المعسكر الصهيوني المعارض لحكومته الحالية".
معضلة اليمين
من جانبه؛ قال الباحث في الشأن الإسرائيلي، جلال رمانة، إن "إسرائيل لا تجرؤ على القيام بضم الضفة الغربية المحتلة، التي يصل عدد سكانها من المواطنين إلى نحو مليوني فلسطيني".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "معضلة اليمين الإسرائيلي الذي يؤمن بالاستيطان في فلسطين وخاصة بالضفة الغربية المحتلة؛ أنه يتعامل مع الضفة وكأنها أراض مضمومة لإسرائيل، ويستولي على أراضي المواطنين، ويوسع الاستيطان أينما أراد"، مشيرا إلى أن أحزاب اليمين الإسرائيلي تسعى "لرفع عدد المستوطنين اليهود في الضفة إلى مليون مستوطن على الأقل".
وأوضح رمانة أنه "في حال تغيرت الأحوال العالمية أو الإقليمية، مع استمرار وتصاعد الانتفاضة الثالثة؛ فإن إسرائيل ستدفع الثمن مرتين؛ مرة بسبب الانسحاب من الضفة، والثانية عند هروبها من المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أرض الضفة، كما حصل مع قطاع غزة".