اعتبر رجل الأعمال
المصري، رئيس حزب "المصريين الأحرار"، نجيب
ساويرس، تخصيص حقائب وزارية بعينها للأقباط حاليا، في مصر، نوعا من ذر الرماد في العيون.
وألمح إلى تطلعه لإسناد رئاسة الوزراء والبرلمان في مصر إلى المسيحيين، مشيرا إلى أن نظرة واحدة إلى المواقع السيادية التي تولاها الأقباط في حكومات ما قبل 23 يوليو 1952 توضح أنهم تولوا أعلى المناصب والوظائف العامة، مثل منصب رئيس وزراء مصر، ورئيس البرلمان، وغيرها، وفق قوله.
جاء ذلك في مقال نشره ساويرس بجريدة "الأخبار" الحكومية، تحت عنوان: "رُبّ صُدفة"، ردَّ فيه على هدى عبدالناصر، نجلة الرئيس المصري الراحل، التي أعلنت رفضها قوله إن التمثيل القبطي في الحكومات المتتالية التي أعقبت ثورة 23 يوليو قد تدهور، وإنه ليس من الصدفة عدم وجود ضابط مسيحي واحد في مجموعة "الضباط الأحرار".
وأثار المقال سجالا بين نشطاء مؤيدين ومعارضين لما جاء فيه، واستندوا جميعا إلى ذرائع واهية، وأخذ سجالهم شكلا طائفيا بامتياز.
ساويرس لهدى وشرف: "ما أدراك ما الستينيات؟"
وأكد ساويرس أنه لم يكن ينوي استكمال الحديث في هذا الموضوع لأن مجرد فتح موضوع الطائفية يعرض صاحب الرأي إلى حملات الهجوم، والتشكيك في النوايا والاتهام بتأجيج المشاعر، والنفخ في النار لإشعال الموقف، وفق وصفه، إلا أن العشرات من النشطاء المسيحيين أعربوا عن تأييده في معركته تلك، وإن أخذت شكلا طائفيا، سواء على حسابه في "تويتر"، أو صفحته في "فيسبوك".
واعتبر ساويرس في رده أن تلك الاتهامات "اتهامات فارغة أصبحت لا تؤثر فيه" وأنه أصبح معتادا على التعرض لها، وأن ما دفعه للكتابة مرة أخرى فيها هو بعض الردود والتعقيبات على مقاله، التي وجد فيها طمسا وإنكارا لحقائق ووقائع حدثت بالفعل، وشهد عليها شهود، وأن مجرد إنكارها والسكوت عنها يعتبر تزييفا للتاريخ.
والأمر هكذا، كشف ساويرس أنه تلقى "رسالة رقيقة ومهذبة من هدى عبدالناصر" تقول فيها إن الطائفية قد بدأت بعد ناصر، وإن الأقباط في عهده قد استراحوا من تعصب الإخوان، وإثارتهم المصطنعة للفتن، وفق ادعائها.
ومن جهته، أشار رجل الأعمال المسيحي إلى أنه رد على هدى قائلا: "في المسألة الطائفية يؤكد التاريخ تحالف الضباط الأحرار مع الإخوان في التحضير للثورة، وهم كانوا بالفعل يعادون الأقلية القبطية"، وفق زعمه.
ثم عاد ساويرس للرد مجددا على سكرتير عبدالناصر، سامي شرف، واتهمه بأنه يتجاهل ما وقع في تلك الفترة (بعد 23 يوليو 1952) "من تعذيب وتنكيل وانتهاكات جسيمة لحقوق ولآدمية المعارضين والمخالفين في الرأي، فضلا عن كبت الحريات، وتركيز الإعلام في يد شخص واحد صاحب حظوة وصديق لناصر، على حد قوله.
وبينما شدد ساويرس على أن تحالف الضباط الأحرار والإخوان في التحضير لثورة 23 يوليو حقيقة لا ينكرها إلا ساذج، فإنه اختتم مقاله قائلا: "إن نظرة واحدة إلى المواقع السيادية التي تولاها الأقباط في حكومات ما قبل يوليو توضح أنهم قد تولوا أعلى المناصب والوظائف العامة مثل منصب رئيس وزراء مصر ورئيس البرلمان وغيرها لا يسع المكان لذكرها".
واستطرد: "أما اليوم فيتم تخصيص حقائب وزارية بعينها للأقباط كنوع من ذر الرماد في العيون"، مضيفا: "لا أحد يريد إلا العدل والمساواة بين أبناء وطن واحد".
نشطاء مسيحيون يؤيدون ساويرس
أعرب عدد كبير من النشطاء عن تأييدهم لساويرس، فيما ذهب إليه بمقاليه.
فقال جيمي دياب: "فعلا بالحرف هذا هو تاريخ ناصر والثورة والإخوان والأقباط".
وقال رأفت نادي: "أنت أسد.. ربنا معاك لكن الحاقدين زعلوا.. ولا يهمك".
وقال مينا صبري عطا: "يقول الإنجيل: "يدافع عنكم وأنتم صامتون"، ولكنك تمثل لنا بركانا مسيحيا ثائرا.. ربنا معاك".
وقالت ملكة فوزي: "لا توجد وحدة وطنية.. كل ده كذب من أيام السادات، وإلى يومنا هذا.. انظر إلى المدن الجديدة في أيام السيسي.. فيها جوامع، ولا توجد كنيسة".
وقال عيضة حبيب: "هتفضل تكتب وكعادتهم برده هيقولوا عليك خائن.. ما تتعبشي نفسك.. دي بلد عايزة تصليح عقول امتلأت بالغباء، ومش عايزين يفكروا".
نشطاء يعارضون ويرفضون الطائفية
في المقابل اتهم نشطاء ساويرس بالعنصرية، والطائفية، ورفضوا ما ذهب إليه.
وقال إبراهيم سلامة: "كيف لخمسة بالمئة أن يساووا خمسة وتسعين بالمئة.. أفق يا عميل الصهاينة".
وقال عمر سليمان: "دع التاريخ للمؤرخين، وانتق معاركك.. ماذا يفيد هذا الكلام وكيف ينفع الأقباط وما يحدث لهم الآن؟ وماذا فعل ال 65 عضوا التابعين لحزبك في البرلمان تجاه هذه المشكلة؟ هذا ما نريد أن نسمعه منك، وليس درسا في التاريخ، فهناك من أقدر منك في سرده".
ومتفقا مع عمر سليمان قال فؤاد كمال: "المقالان ليس لهما محل للإعراب، ولا يشكلان أهمية.. ماذا إذا كان أو لم يكن هناك ضابط قبطي في ثورة 23 يوليو.. لا يؤثر ذلك في شيء.. تبقى حقائق وأخطاء نعاني منها إلى الآن: التأميم قتل الصناعة الوطنية وسرق أموال وجهد الكثيرين.. توزيع الأراضي على الفلاحين انتهى بضياع الرقعة الزراعية.. اختيار أصحاب الولاء مقابل أصحاب الخبرة".