سلطت صحف قطرية، الأحد، الضوء على زيارة وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الرسمية للعاصمة التركية
أنقرة أمس، معتبرة أن البلدين "تتشاركان رؤية موحدة لما يجري في المنطقة والعالم".
وفي افتتاحيتها، قالت صحيفة الشرق، إن زيارة الوزير القطري، "تؤكد عمق العلاقات القطرية – التركية، وتجديد دعم
الدوحة، لتركيا قيادة وحكومة وشعبا، في مواجهة محاولة
الانقلاب الفاشلة".
وأشارت أن الزيارة "تعتبر أول زيارة يقوم بها مسؤول عربي رفيع إلى
تركيا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، التي وقعت منتصف تموز/ يوليو الحالي، تشدد على مدى عمق ومتانة وتميز العلاقات الثنائية بين الدوحة وأنقرة".
ولفتت الصحيفة أن "أكثر ما يظهر ذلك التميز والمستوى الرفيع الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين الشقيقين، هو الاتصال الذي أجراه الأمير، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال الساعات الأولى من المحاولة الانقلابية الفاشلة، وتأكيده دعمه ودعم شعبه لأخيه فخامة الرئيس أردوغان وللشعب التركي".
من جهتها، أشادت صحيفة الراية بـ"مواقف دولة قطر الداعمة لأشقائها في تركيا"، في إشارة إلى الاتصال الذي أجراه أمير البلاد، مع الرئيس التركي، ليلة المحاولة الانقلابية.
اقرأ أيضا: أردوغان: أمير قطر أول من اتصل ليلة الانقلاب.. فمن الثاني؟
وذكرت أن "الدول الغربية التي تشكك في الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة التركية ضد المتورطين في المحاولة الانقلابية الفاشلة عليها أن تدرك أن أنقرة ليست وحدها، وأن دولة قطر ستظل داعمة لتركيا، وأن زيارة سعادة وزير الخارجية جاءت لتؤكد للقيادة والحكومة والشعب التركي هذا الدعم الذي لا حياد عنه؛ لأنه ينطلق من واجب الأخوة والدين".
وأضافت "من المؤسف أن تشكك بعض الدول الغربية في صدق نوايا الحكومة التركية في الإجراءات الاحترازية ضد جماعة
فتح الله غولن (متهمة بالتخطيط للمحاولة الانقلابية) باعتبار هذه المواقف الغربية، أثبتت أن تلك الدول التي تتشدق بالديمقراطية تكيل بمعايير مزدوجة تجاه المحاولة الانقلابية الفاشلة، رغم إدراكها بخطورة هذه المؤامرة، ليس على استقرار تركيا وديمقراطيتها وأمنها وحسب، وإنما على المنطقة والعالم".
وخلصت الراية إلى القول إن "دعم الشعب التركي، الذي استطاع بوعيه السياسي إحباط المحاولة الانقلابية، واجب شرعي، وأن دولة قطر تنطلق في مواقفها الداعمة لتركيا من هذا الواجب".
واستقبل الرئيس التركي، أمس، وزير الخارجية القطري، وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعمها وتطويرها، إضافة إلى بحث آخر التطورات في المنطقة لاسيما تطورات الأوضاع في سوريا، والسبل الكفيلة بوضع حد للأزمة المتصاعدة.
كما أجرى "آل ثاني"، لقاءين منفصلين مع رئيس الوزراء، بن علي يلدريم، ووزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، بحثوا عدة قضايا ذات اهتمام مشترك.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، ليلة الجمعة (15 تموز/ يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولت السيطرة على مفاصل الدولة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن"- غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لاسيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.