سياسة عربية

لماذا يحرص نظام السيسي على توثيق علاقته بـ”إسرائيل”؟

نتنياهو وشكري
طرح التقارب المصري الإسرائيلي، وتوافق الرؤى بين الجانبين في السنوات القليلة الماضية، التي أعقبت انقلاب تموز/يوليو العسكري في مصر؛ العديد من التساؤلات حول دور “إسرائيل” في إجهاض الربيع العربي، وأهداف نظام السيسي الانقلابي من توثيق علاقته بدولة الاحتلال.
 
 وفي هذا الصدد؛ قال الباحث والمترجم في الشأن الإسرائيلي، أبو بكر خلاف، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طرح فكرة نسج علاقات وتحالفات مع الأنظمة العربية، وخاصة الخليجية، على أن يكون ذلك مدخلا لإحداث تغيير في مسار السلام الفلسطيني?—?الإسرائيلي”.
 
 وأضاف لـ”عربي21": “لأن التسليح الغربي في المنطقة العربية مرتبط بالتعهد بالحفاظ على أمن إسرائيل؛ فإن كل النظم الحالية راحت تتخذ المواقف والسياسات التي تؤكد على التزامها بأمن إسرائيل، وتوجيه القدرات إلى عدو آخر هو التطرف الإسلامي”.
 
 وأوضح خلاف أن التوجه لـ”إسرائيل” وتقديم الولاء لها؛ هو بمثابة جواز المرور إلى الغرب، وهو ما حدث مع السيسي الذي دعمته “تل أبيب” دوليا، وفرضته باعتباره البديل الأفضل لتمثيل مصر، بدلا من تيارات الإسلام السياسي، مؤكدا أن “السيسي لعب دورا كبيرا في تقديم المقاومة الفلسطينية على أنها إرهاب؛ بما يتوافق مع مزاعمها للعالم الخارجي”.
 
 شرعية بديلة
 
 من جهته؛ قال الكاتب الصحفي، قطب العربي، إن “السيسي يدرك أن بوابة القبول الدولي هي إسرائيل، فإذا ضمن رضا تل أبيب؛ ضمن رضا العواصم الكبرى”.
 
 وأضاف لـ”عربي21" أن “هناك قاسما مشتركا بين هؤلاء الحكام وإسرائيل، وهو أن خصمهم الأساسي هو التيار الإسلامي، ويحاولون تصدير الصورة للغرب في إطار محاربة الإرهاب”، مشيرا إلى أن “هذا التقارب يأتي في أعقاب الارتداد على موجات الربيع العربي، التي أكدت للشعوب أن تغيير السلطة ليس فقط هدفا مشروعا، وإنما ممكنا أيضا، وهو ما جعل الحكومات تهرول نحو إسرائيل”.
 
 واعتبر العربي أن “مخاوف السيسي من زوال حكمه؛ أذابت الحواجز بينه وبين إسرائيل، ورفعت الحرج عنه تحت مسمي جهود محاربة الإرهاب، وأتاحت له الفرصة في التوسع بمفهوم الإرهاب، بحيث يشمل كل من ينادي بالديمقراطية، بحجة الحفاظ على الأمن القومي”.
 
 نزعة أيديولوجية
 
 بدوره؛ قال المتحدث الرسمي باسم حزب الأصالة، حاتم أبو زيد، إن “التوافق في وجهات النظر بين القيادات المصرية والإسرائيلية؛ ناتج بالأساس عن نزعة أيديولوجية صهيونية لدى القيادة في مصر؛ أكثر من كونها مقاربة سياسية مصلحية مؤقتة”.
 
 ودلل على ذلك بالإشارة إلى تصريحات وزير خارجية الانقلاب، سامح شكري، التي قال فيها إن خلافه مع حركة حماس هو بسبب توجهها العقدي، الذي يجعل تلاقيها مع نظامه مستحيلا، بالإضافة إلى ما سبق أن “أعلنه وكلاء بالمخابرات المصرية؛ من أن مصر مسؤولة عن حماية أمن إسرائيل، وتصريح السيسي أيضا بأنه لن يسمح بمهاجمتها”.
 
 وكان شكري قد زار “إسرائيل” في 12 تموز/يوليو الجاري، واجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرتين في اليوم ذاته بالقدس المحتلة.
 
 وأضاف أبو زيد لـ”عربي21" أن “التقارب بين النظام العربي، ومن جملته المصري، مع العدو الإسرائيلي؛ قائم وقديم، ولكن ثورات الشعوب العربية كشفت ما كان مخفيا، وكشفته أيضا الثورة المضادة التي تآمر من خلالها العدو الصهيوني والأنظمة العربية معا؛ على الشعوب العربية الثائرة، وغدروا بها”.
 
 همزة وصل
 
 أما الصحفي والمحلل السياسي، أسامي البشبيشي، فرأى أن “التقارب الإسرائيلي المصري يعكس مدى سيطرة العدو الصهيوني على نظام السيسي، الذي ليس بمقدوره الانحراف عن أجندته”، معتبرا ذلك “دليلا دامغا على أن الصهاينة لهم اليد الطولى في الترتيب للانقلاب العسكري بمصر، ووأد ثورات الربيع العربي”.
 
 وقال لـ”عربي21" إن “النظام المصري استخدم تنظيم الدولة كفزاعة لمنحه الضوء الأخضر لمحاربة التيار الإسلامي، وعزز من جسور التواصل مع إسرائيل علانية دون مواربة، ومنحها شرعية دولية”، مبينا أن “السلطة الانقلابية في مصر ترى أن العدو الصهيوني همزة الوصل بينها وبين أمريكا والغرب، وبقدر ولائها للمشروع الصهيوني؛ تتحصل على الدعم الدولي العسكري والمادي”.