قتل 36 شخصا بينهم أجانب مساء الثلاثاء، في اعتداء نفّذه ثلاثة انتحاريين في مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول، في هجوم هو الأكثر دموية مما شهدته المدينة التركية التي سبق واستهدفت ثلاث مرات في العام الجاري، بحسب ما أعلن رئيس الوزراء بن علي يلدريم.
وقال رئيس الحكومة التركية للصحفيين في موقع الهجوم، إنه "وفقا للمعلومات الأخيرة، قتل 36 شخصا"، لافتا إلى أن "الأدلة تشير إلى
داعش".
اقرأ أيضا: عشرات القتلى والجرحى في تفجير بمطار إسطنبول (فيديو)
وبحسب السلطات، فإن انفجارات وقعت بداية عند مدخل محطة الرحلات الدولية نحو الساعة الـ19:00 بتوقيت غرينتش.
وبدأ المهاجمون بإطلاق النار على مسافرين وشرطيين أثناء خدمتهم، ثم بدأ تبادل لإطلاق النار وفجر الانتحاريون أنفسهم، في سيناريو يعيد إلى الأذهان اعتداءات باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي (130 قتيلا).
بين المتمردين الأكراد وتنظيم الدولة
رجح الخبير في شؤون الأمن والإرهاب عبدالله آجار لـ"سي أن أن تورك" فرضية هجوم تنظيم الدولة.
وقال إن "هذا يشبه إلى حد كبير أساليبهم"، في إشارة إلى الاعتداءات التي استهدفت المطار ومحطة مترو في بروكسل في 22 آذار/ مارس الماضي (32 قتيلا).
وتعرّضت
تركيا منذ العام الماضي لسلسلة اعتداءات دامية نسبت إلى الأكراد وتنظيم الدولة.
وشهدت أنقرة وإسطنبول، أكبر مدينتين تركيتين، موجة هجمات أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مطار في تركيا. ففي كانون الأول/ ديسمبر، كان مطار "صبيحة كوكجين" هدفا لهجوم تبنته "صقور حرية كردستان"، أسفر عن مقتل أحد الموظفين.
وقد نصحت القنصليتان الأمريكية والفرنسية مواطني الدولتين، بعدم التواجد في منطقة المطار.
من جهتها، قدمت سلطات مطار بروكسل تعازيها لتركيا عبر صفحتها على "تويتر".
وعلقت جميع الرحلات الجوية المقلعة من مطار أتاتورك، أكبر مطارات تركيا والحادي عشر في العالم، الذي شهد في العام الماضي مرور 60 مليون مسافر.
لكن يلدريم لفت إلى أن حركة الطيران استؤنفت منذ الساعة الثالثة صباحا بالتوقيت المحلي (00:00 بتوقيت غرينتش).
وتوجه رئيس الوزراء على الفور من أنقرة إلى إسطنبول، في حين عقد العديد من الوزراء اجتماع أزمة في العاصمة.
وضربت الشرطة طوقا أمنيا في المكان، بحسب الصور التي أظهرت أيضا تجمهر عدد من الأشخاص.
وأظهرت صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أضرارا كبيرة داخل المحطة، وعددا من المسافرين ممددين على الأرض.
اقرأ أيضا: أردوغان يدعو إلى "مكافحة دولية مشتركة" ضد الإرهاب
وعرض التلفزيون التركي صورا مؤثرة جدا، تظهر شرطيا يطلق النار على أحد المهاجمين، ثم يتعرض لإصابة، ويسقط أرضا.
وضرب عدد كبير من عناصر الشرطة طوقا أمنيا حول المكان، بحسب شاهد.
إدانات
من جانبه، أدان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "بشدة" اعتداء إسطنبول، واصفا إياه بـ"العمل الفظيع".
وقال خلال مؤتمر صحفي في بروكسل: "أريد أن أدين هذا الهجوم بشدة"، معربا عن خشيته من أن "هذه الاعمال الإرهابية المتتالية لا نتيجة لها إلا بجعل الوضع في تركيا أكثر صعوبة".
من جهتها، أدانت الولايات المتحدة الهجمات "الفظيعة" في مطار أتاتورك الدولي، مؤكدة دعمها لتركيا، بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض.
اقرأ أيضا: قادة العالم يدينون تفجيرات مطار أتاتورك بإسطنبول
بدوره، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "الهجوم الإرهابي"، داعيا إلى تعزيز التعاون الدولي لمكافحة أعمال مماثلة.