أثارت استضافة شاب مثلي
الجنس ببرنامج على قناة "الحوار
التونسي"، جدلا كبيرا بين فنانين وإعلاميين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بتونس، حيث طالب كثيرون منهم، مساء الخميس، بمقاطعة القناة "التي تروج للفحشاء"، بحسب تعبيرهم، فيما دافع اخرون عن
المثلية الجنسية.
واستضاف برنامج "كلام الناس" على "الحوار التونسي"، مساء الأربعاء، أحد الشبان المثليين، إلى جانب الإعلامي لطفي العماري والقيادي بنداء تونس الطاهر بن حسين والفنان وليد التونسي والباحث والمفكر الإسلامي محمد بن حمودة وغيرهم.
وفيما دار نقاش طويل بين الشاب، الذي عبّر عن فخره واعتزازه بنفسه، وبين الباحث الإسلامي، دافع الطاهر بن حسين بشدة عن المثلية الجنسية، معبرا عن مساندته المطلقة لجمعية "شمس" للمثليين، ومنتقدا رافضي هذه الظاهرة، حيث خص الممثل الشاب أحمد الأندلسي، الذي وصف المثلية الجنسية في حلقة سابقة من برنامج "كلام الناس" بالمرض، بالقسط الأكبر من النقد والاستهجان.
نصف الفنانين مثليون
كما دافع الإعلامي لطفي العماري، والممثلة الصاعدة رأفة عيادي، عن المثلية الجنسية، إذ هاجمت الأخيرة زميلها الممثل الشاب أحمد الأندلسي الذي لم يكن حاضرا، ما دفع بالفنان وليد التونسي إلى مغادرة البرنامج غاضبا.
بدوره، دافع الممثل المسرحي محمد رجا فرحات، الخميس، عن المثلية في برنامجه على إذاعة "كاب إف إم"، قائلا: "الفنان التونسي الراحل علي الرياحي مثلي ومحمد الصادق باشا باي، الذي حكم تونس أواخر القرن التاسع عشر، مثلي".
وتابع فرحات، وهو نجل المعارض الشرس لبورقيبة الصحبي فرحات والذي دخل السجن بسبب مشاركته في المحاولة الانقلابية العام 1962 حيث تعرض للتعذيب وتوفي في السجن: "سنمحو سيرة فريد الأ طرش وأم كلثوم، فأكثر من نصف الفنانين مثليون (...) والحضارة الإسلامية كلها مثلية، خاصة الأندلس"، كما قال.
وطالبت رئيسة الجمعية التونسية لمساندة الأقليات، يمينة ثابت، في تصريح لإذاعة "شمس إف إم"، الخميس، بـ"سن قوانين تجرم انتقاد المثلية الجنسية"، مشيرة إلى أنه "لو كانت هناك مادة تتعلق بالتجريم لما استطاع أي شخص، فنانا كان أم سياسيا، العودة إلى نشاطه إذا ما نطق بكلمة واحدة حول المثليين"، وفق تعبيرها.
أمر مقرف للغاية
واعتبر الإعلامي رفيق بوشناق والمحامي فتحي المولدي، ببرنامج "راف ماغ" على إذاعة "إي إف إم"، مساء الخميس، أن استضافة قناة الحوار التونسي شابا مثليا، في انتظار بث حلقة من برنامج "عندي ما نقلك" ليل الجمعة، حيث أظهر برومو الحلقة استضافة شاب مثلي ثان، "أمر مقرف للغاية".
كما نشر الكوميدي لطفي العبدلي مقطع فيديو بصفحته الشخصية على موقع "فيسبوك"، انتقد فيه تناول الإعلام لمواضيع لا تهم المواطن التونسي أو المجتمع الغارق في مشكلات أخرى.
ونشر عدد من النشطاء مقاطع فيديو، اطلعت عليها "
عربي21"، انتقدوا فيها قناة الحوار التونسي، مطالبين بمقاطعتها للضغط على المعلنين.
وكتب الناشط مهدي مرزوق: "الحوار التونسي أكثر قناة في بلادنا تضرب قيم الإسلام والعفة والاستقامة والطهارة، وتخرّب الأخلاق في الأسرة، وتروج للإلحاد والملحدين والشذوذ الجنسي والخمور والفجور والمخدرات.. هذه القناة تأثيرها أخطر من 100 خطاب يلقيه بنيامين نتنياهو"، وفق تعبيره.
ناقوس الخطر
وكتب على الدربالي: "في الدول الحقيرة التي لا تحترم شعبها ولا دينها: الخمر أصبح شرابا!! والميسر أصبح حظا!! والغناء أصبح فنا!! والرشوة أصبحت قهوة!! والربا أصبح إعانة!! والتبرج أصبح أناقة!! والتعري أصبح حرية؟ والزنا أصبحت علاقة عابرة؟ والمثلية واللواط أصبحت حرية شخصية!! والأمر بالمعروف أصبح تشددا!! والنهي عن المنكر أصبح تخلفا"، وفق قوله.
وقال حسان بوزيد: "يا توانسة لقد دق ناقوس الخطر ونحن عنه في غفلة!! استيقظوا الله يبارك فيكم!! قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ).. أضحى الشذوذ عاما وعلنا وعلى مسمع الصغير والكبير والأخ والأخت والأب والأم، والجد والجدة.. وأضحت الرذيلة حرية وأصبح التجاهر بها أمرا عاديا"، كما قال.