نشرت صحيفة "الكوريو" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن المعلومات التي كشفها
تنظيم الدولة في العدد الأخير من مجلة "
دابق"، حول الدول التي تقبل بالتفاوض مع التنظيم ودفع فدى مقابل إطلاق سراح رهائنها.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن أحد التقارير الصحفية التي تضمنها العدد الأخير من مجلة "دابق" تحدث عن رفض كلّ من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا الدخول في صفقات لتحرير
الرهائن الذين يحتجزهم التنظيم، مقابل المرونة التي تبديها بعض الدول الأوروبية في هذا المجال.
فبعض الدول تجد نفسها بين خيارين اثنين: إما إنقاذ حياة الرهائن عبر دفع
الفدية، أو التضحية بحياة أشخاص أبرياء.
وأشارت الصحيفة إلى أن تقرير مجلة "دابق" حاول تحليل مواقف الدول التي تخضع لابتزاز التنظيم، وأشارت إلى أن كلا من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا والدنمارك تحاول تجنب المشكلات؛ من خلال الموافقة على دفع ثمن حرية مواطنيها. ويتناقض هذا الأمر مع مواقف الولايات المتحدة وبريطانيا، اللتين تعتبران الخضوع لمطالب "الإرهابيين" جريمة في حق أشخاص آخرين، حيث تساهم هذه الأموال في دعم عمليات التنظيم الذي يواجه مشكلة في البحث عن مصادر تمويل.
وذكرت الصحيفة أن تنظيم الدولة وصف الدول التي تمتنع عن مفاوضته حول حرية مواطنيها، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، بـ"المتغطرسة"، وأشاد في المقابل بتعاون دول أخرى مثل إسبانيا.
وأوردت الصحيفة أن أهم شيء يمكن تسليط الضوء عليه في مثل هذه التقارير التي يصدرها تنظيم الدولة هو الرسائل التي تخفيها هذه التصريحات. وفي هذا التقرير الأخير قال التنظيم إنه يطلب فدية لتحرير الرهائن؛ "استجابة لما أمر به القرآن، وليس لأن تنظيم الدولة في حاجة إلى المال".
وقالت الصحيفة إن تقرير "دابق" يأتي في الوقت الذي يبدو فيه من الواضح أن تنظيم الدولة يواجه مشكلة حقيقية في البحث عن مصادر بديلة للتمويل، مع تواصل عمليات القصف التي تستهدف المنشآت النفطية التي يسيطر عليها في العراق وسوريا. وقد أدى هذا الوضع إلى انشقاق عدد من العناصر داخل التنظيم؛ وذلك بسبب انخفاض أجورهم إلى النصف، أو عجز التنظيم عن سدادها في بعض الأحيان.
وبينت الصحيفة أن تنظيم الدولة يدرك جيدا السياسة المرنة لإسبانيا وماضيها في دفع الأموال مقابل تحرير رهائنها. وهو ما أكده هذا التقرير الذي ذكر أن حكومة مدريد لجأت في مناسبات عديدة إلى رجال الأعمال لدفع أموال للخاطفين لتحرير رهائن إسبان.
وأوردت الصحيفة أن أول شيء يمكن أن تفكر فيه إسبانيا عند احتجاز مواطنيها هو دفع فدية، على الرغم من أن الحكومة الإسبانية تعمل دائما على تفنيد هذه الادعاءات. ففي سنة 2009، تعرض قارب "ألاكرانا" للقرصنة، وفي سنة 2014 تعرض صحفيين إسبانيين للخطف في سوريا، ليتبين فيما بعد أن إسبانيا دفعت فدية حفاظا على أرواح مواطنيها.
وأضافت الصحيفة أن التقرير الذي ورد في مجلة "دابق" حول سياسة تحرير الرهائن كتبه الصحفي البريطاني جون كانتلي، حيث يعمل هذا الصحفي محررا لصالح تنظيم الدولة منذ شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، إثر
اختطافه على يد التنظيم عندما توجه إلى سوريا لتغطية حالة اختطاف أخرى، ليصبح بذلك واحدا من أدوات الدعاية الأكثر أهمية داخل تنظيم الدولة.
وذكرت الصحيفة أن هذا الصحفي قام بتصوير عدد من تسجيلات الفيديو لصالح التنظيم، وهو ما أثار بدوره شكوكا حول "مسرحية اختطافه من طرف تنظيم الدولة"، التي أصبحت موضوع تجاذبات بين المراقبين لملف اختطاف الصحفي البريطاني.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن المقال الذي كتبه كانتلي، تضمن عبارات عديدة يكررها الرهائن الذين يتعرضون للاختطاف من طرف تنظيم الدولة، وهو ما يشبه العبارات الأخيرة التي تفوهون بها قبل موتهم.