ملفات وتقارير

من وراء محاولة اغتيال القرني.. تنظيم الدولة أم الحرس الثوري؟

القرني أيد إعدام السعودية للشيخ نمر النمر ومنظري تنظيم الدولة - أرشيفية
تضاربت الأنباء حول الهجوم الذي تعرض له الداعية السعودي عائض القرني في مدينة زامبوانجا الفلبينية، الثلاثاء، والذي أدى لإصابته، ومقتل المنفذ واعتقال مسلحين اثنين شاركا بالهجوم.

اقرأ أيضا: شاهد لحظة إطلاق النار على الداعية القرني (فيديو)

وقالت شبكة "سي إن إن الفلبين" إن "المسلح القتيل لا زالت هويته مجهولة لأنه لم يكن يحمل أوراقا ثبوتية"، موضحة أن الموقوفين الآخرين هما: مجير أبو بكر (31 عاما)، وجنيد قادري صالح (36 عاما)، في حين قالت صحيفة أخرى إن إطلاق النار تم من خلال مسدس عيار 45 ملم، بحسب صحيفة (مانيلا تايمز)".

ولم تتبن أي جماعة أو تنظيم حتى الآن المسؤولية عن محاولة الاغتيال، في وقت يمثل به الشيخ القرني السياسات السعودية التي تواجه إيران، كما أنه كان من البارزين بمواجهة خطاب ودعوة تنظيم الدولة، فمن هو المسؤول عن محاولة اغتياله؟

"اقتلوا أئمة الكفر"

كانت مجلة "دابق" التابعة لتنظيم الدولة أهدرت دم الداعية عائض القرني، مع عدد من الشيوخ السعوديين، أبرزهم: مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ، وإمام المسجد الحرام عبد الرحمن السديس، والداعية صالح المغامسي، والداعية محمد العريفي الذي وصفه التنظيم بالصبي.

وأشار المقال إلى مشايخ آخرين؛ هم الشيخ سعد الشثري، وعبد الله المطلق، والشيخ سلمان العودة، والمقرئ عادل الكلباني.

وجاء هدر دم القرني والشيوخ الآخرين، في العدد "13" من مجلة التنظيم، والذي كان بعنوان "الرافضة"، وذلك ردا على إقرار الشيوخ السعوديين لإعدام السلطات السعودية لـ 47 شخصا، مطلع العام الجاري، من بينهم منظرون جهاديون خصهم التنظيم، مثل: فارس آل شويل الزهراني، حمد الحميدي، وعبد العزيز الطويلعي.

وشجب التنظيم في مقاله، وأهدر دم من أسماهم علماء الطاغوت، الذين قال إنهم يستخدمون منهج السلف وتعاليم الإمام أحمد بن حنبل والشيخ محمد بن عبدالوهاب لتبرير قتل المجاهدين. 

مبايعة للبغدادي

يأتي ذلك بعد إعلان جماعة "أبو سياف" الجهادية المعروفة مبايعتها لتنظيم الدولة في أيار/ مايو الماضي.

وبثت مؤسسة "الوفاء الإعلامية" فيديو صور بطرق بدائية لجماعة "معركة الإعصار" الناشطة في جنوب الفلبين، والتي تتبع لجماعة "أبو سياف" الجهادية المعروفة، أعلن خلاله أحد المتحدثين بيعتهم للبغدادي.

اقرأ أيضا: جماعة جهادية في الفلبين تبايع "البغدادي" (فيديو)

وكانت جماعة "معركة الإعصار"، التي أعلنت بيعتها، بثت مقاطع لتدريبات عسكرية لشبان قالوا إنهم "جنود الخلافة في الفلبين".

ويظهر الفيديو شح الأسلحة الموجودة لدى المجموعة، حيث تدربوا جميعهم على بضعة بنادق غير متطورة، كما يبدو أن مكان المعسكر كان داخل إحدى الغابات، التي لربما تخضع تحت سيطرة جماعة جهادية مسلحة، حيث إن الشبان رفعوا رايات التنظيم عاليا، دون أدنى ريبة أو حذر.

الجزيرة نفسها

ومن بين الجماعات التي أعلنت بيعتها لتنظيم الدولة في الفلبين جماعات مقاتلي "بانجسامورو" الأحرار الإسلامية، وحركة العدالة بانجسامورو.

وتتواجد جماعة بانجسامورو في الجزيرة نفسها التي ألقى بها الشيخ عائض القرني محاضرته، في مدينة زامبوانجا الفلبينية، مما يرفع نسبة الاتهامات بمسؤولية تنظيم الدولة عن عملية الاغتيال، التي قد تكون تمت عن طريق مؤيد للتنظيم، لا منتسبا له بالضرورة، على غرار هجمات باريس التي حصلت نهاية العام الماضي.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حذر من انتشار تنظيم الدولة بشكل سريع في غرب أفريقيا وشمالها والشرق الأوسط وجنوب آسيا وجنوب شرقها خلال 18 شهرا فقط، محذرا من وقوع هجمات في الفلبين وأوزبكستان وباكستان وليبيا ونيجيريا.

مخطط إيراني للتفجير

ومن جانب آخر، كشفت صحيفة فلبينية قبل أيام عن إحباط مخطط إيراني قبل وصوله إلى "مرحلة متقدمة" لخطف طائرة ركاب تابعة للأسطول الجوي السعودي وتفجيرها، في جنوب شرق آسيا، بعد إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي نمر النمر، في وقت دعم به الشيخ القرني إعدام النمر.

وقالت صحيفة "مانيلا تايمز" الفلبينية، الثلاثاء، إنها اطلعت على وثائق سرية، تؤكد أن "السفارة السعودية في الفلبين أبلغت وزارة الشؤون الخارجية، بأن المخابرات السعودية تلقت معلومات تفيد بأن الحرس الثوري الإيراني يستعد لشن هجمات على طائرات سعودية".

اقرأ أيضا: كشف مخطط إيراني لتفجير طائرات سعودية في دول آسيوية

الحرس الثوري وحزب الله

وكانت وزارة الخارجية الفلبينية الاثنين، كشفت عن أسماء ستة "إرهابيين يمنيين"، يُتوقع أنهم يخططون لتنفيذ عمل إرهابي ضد طائرات سعودية، يشمل الخطف أو التفجير.

ووفقا لصحيفة "manila bulletin" الفلبينية، فإن الإرهابيين الستة تابعون للحرس الثوري الإيراني باستثناء علي ماهر علي؛ إذ إنه أحد عناصر حزب الله اللبناني. وأسماء الآخرين هي: (محمد إبراهيم مؤيد، أحمد بن عبدالله الجرموزي، إسماعيل أحمد الجرموزي، حسن الموسوي وأحمد حسن بحبح).

وفيما لم يعلن أي تنظيم أو جهة مسؤوليته عن التفجير، تظل الأسئلة مفتوحة حول المسؤول عن الاغتيال، في ظل استهداف للسعودية، وممثلها في الفلبين الشيخ القرني، خصوصا في ظل موقفه المؤيد بشدة لإعدام نمر النمر الذي استفز إيران والحرس الثوري ووكيلهما حزب الله، والمنظرين الجهاديين الذين يدعمهم تنظيم الدولة والذي أعلنه في تغريدة على تويتر