اعتبرت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء، الأحد، أن "إعلان وقف المملكة العربية
السعودية مساعداتها لتسليح الجيش
اللبناني وقوى الأمن الداخلي، يمثل رسالة سياسة واضحة لأطراف مختلفة بالمنطقة، وتحديدا
مصر"، بحسب تعبيرها.
وأوضحت أن المساعدات السعودية التي توقفت كانت مقررة لتسليح الجيش اللبناني من خلال شراء أسلحة من فرنسا تقدر بـثلاثة مليارات دولار، بالإضافة إلى وقف مساعدة عسكرية أخرى تبلغ قيمتها مليار دولار كانت مقررة لمساعدة الأمن الداخلي اللبناني.
وفي مقالة نشرتها الوكالة بعنوان "رسالة السعودية إلى مصر عبر لبنان"، فقد أشارت "سبوتنيك" إلى أن "الإعلان السعودي يعكس غضب المملكة من مسار المشهد السياسي اللبناني الداخلي والتوجهات الخارجية لبعض القوى السياسية الفاعلة، كما أنه محاولة للضغط على لبنان للسير في الاتجاه الذي يحقق مصالح المملكة في المنطقة، خاصة تلك المتعلقة بالعلاقة مع إيران والموقف من الأزمة السورية".
وأضافت "سبوتنيك" في تحليلها، الذي احتفت به وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء، أن "الحكومة اللبنانية عبرت عن الأسف من القرار المفاجئ، والأمل في أن تعيد السعودية النظر في القرار، في إطار العلاقات الطبيعية التاريخية بين البلدين والحرص على استمرار علاقات الأخوة والصداقة والمصالح المشتركة".
وأوضحت أن "القرار يشير إلى أن ما تقدمه السعودية من مساعدات أو دعم سياسي لدول العربية، إنما هو مرتبط بمواقف إيجابية من وجهة نظر صناع القرار السعودي في دعم سياسة الرياض واستراتيجيتها بالمنطقة، مطالبة باتخاذ إجراءات للدفاع عن مصالحها وتجاهل التوجهات الحقيقية للرأي العام الداخلي وحقه في اختيار مساره السياسي المناسب".
وأكدت الوكالة الروسية أن "القرار السعودي بتعليق المساعدات إلى الشعب اللبناني يحمل رسالة إلى كافة الشعوب التي تتلقى مساعدات من المملكة العربية السعودية، بأنها يمكن أن تواجه الغضب السعودي بوقف المساعدات في حال اتخذت مواقف سياسية تخالف سياسة المملكة، خاصة تلك المتعلقة بالأوضاع المتأزمة في المنطقة، لا سيما الأزمة السورية".
واختتمت "سبوتنيك" مقالها بالتساؤل: "هل يمكن للمملكة أن تتخذ القرار نفسه تجاه مصر التي أعلنت عن موقفها من الأزمة السورية، والعمليات البرية التي تخطط لها السعودية بالتعاون مع قطر وتركيا والولايات المتحدة ودول أخرى خليجية؟".
ويأتي هذا التحليل، في ظل تباين بين الموقفين السعودي والمصري حول الأزمة السورية، كان آخر التصريحات المرتبطة به، رفض مصر للتدخل العسكري في
سوريا، على نقيض ما دعت إليه السعودية.
وتنظر كل من مصر والسعودية نظرة متباينة إلى الأزمة السورية؛ فبينما تدعم السعودية مع تركيا وقطر المعارضة السورية وتشدد على إسقاط الأسد، فقد اختارت مصر الوقوف مع الحل الروسي القاضي بـ"استهداف الإرهابيين" ضمن الاستراتيجية الأمنية والعسكرية التي تتبعها داخل مصر نفسها بعد الانقلاب.