تخيل نفسك أنك عضو أو داعم لحزب
العمال البريطاني أو الحزب الجمهوري الأمريكي، فماذا سيكون موقفك لو تزوج ابنك أو ابنتك من الحزب المنافس لك، حزب المحافظين البريطاني أو الحزب الديمقراطي الأمريكي؟ الجواب سيكون أنك ستشعر بالغضب وبعدم الارتياح، هذا ما أكده
استطلاع بريطاني أظهر مشكلة التحزب للحزب الذي ينتمي إليه الشخص.
ونشرت صحيفة "التايمز" تقريرا جاء فيه أن "الحملة بدأت بارتداء قمصان عليها عبارة (لم أقبل قط شخصا من حزب المحافظين) في إشارة للقبلة التي يطبعها المتزوجان على وجنتي كليهما بعد إعلان الزفاف".
ويشير التقرير إلى أن دراسة استطلاعية أجراها معهد "يوغف" البريطاني للاستطلاعات وجدت أن نسبة الآباء الذين سيغضبون لو تزوج أبناؤهم من حزب سياسي غير الحزب الذي ينتمون إليه قد تضاعفت خلال الثماني سنوات الماضية.
وتذكر الصحيفة أن الدراسة سجلت زيادة نسبية بين الآباء الذين ينتمون لحزب العمال، حيث قفزت النسبة من 4% إلى 10%، أما حزب المحافظين، الذي عبر فيه الأب أو الأم عن رعبه من أن يكون صهره من حزب العمال، فقد زادت النسبة من 2% إلى 6%.
ويلفت التقرير إلى أن الاستطلاع وجد أن نسبة 28% من حزب العمال عبروا عن عدم ارتياح لو تزوج ابنهم أو ابنتهم من عائلة تدعم حزب المحافظين.
وتبين الصحيفة أن الزيادة مهمة، فقد ارتفعت عن 19% في عام 2009، ما يشير إلى أن خسارة انتخابية مرتين، وحكم محافظين لمدة ستة أعوام، تركا آثارهما على التسامح بين ناخبي حزب العمال. وأصبحت القمصان المكتوب عليها "لم أقبل محافظا" أمرا عاما في اجتماعات حزب العمال.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن المحافظين أقل تحزبا، فبحسب الاستطلاع، فإن هناك واحدا من كل خمسة محافظين سيشعرون بالانزعاج لو تزوج ابنهم أو ابنتهم من مؤيدة أو مؤيد لحزب العمال، وهي زيادة عن نسبة واحد من بين كل ثمانية سجلت عام 2008.
وتنقل الصحيفة عن النائب ستيفن باوند قوله: "أنا أقل طائفية من الناس، لكن لو جاءت ابنتي مع محافظ لتبرأت منها". ويقول النائب المحافظ جاكوب ريز-موغ: "أكبر بناتي عمرها ثمانية أعوام، لكنها لو كبرت وتزوجت اشتراكيا فلا مانع عندي، وبالطبع فلن نتفق أثناء وجبات العشاء، وهناك فرصة لتغيير رأيه، ومن الأفضل أن يكون لديك آثم واحد تدفعه للتوبة أفضل من 99 لا يتوبون".
ويورد التقرير أن الدراسة الاستطلاعية تمت الشهر الماضي، وشارك فيها 1736 شخصا، وتعكس التوجه ذاته الذي سجلته دراسة مماثلة أجرتها جامعة ستانفورد الأمريكية عن مواقف الجمهوريين والديمقراطيين من مسألة التزاوج بينهم، ولاحظت الدراسة زيادة في معدلات عدم الرضا لو تزاوج أفراد من الحزبين، عن تلك المسجلة في الستينيات من القرن الماضي، فقبل جيل عبرت نسبة 5% عن عدم رضاها لو تزوج أحد أبنائها من الحزب المعارض، أما اليوم فثلث الديمقراطيين ونصف الجمهوريين لن يكونوا راضين عن التزاوج بين عائلات الحزبين.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الأرقام المسجلة ما بين عامي 2008 و2010 تظهر قفزة من 13% بالنسبة للديمقراطيين و22% للجمهوريين. وبحسب دراسة أجراها معهد "بيو" فإن نسبة 27% من الديمقراطيين و36% بالنسبة للجمهوريين يعتقدون أن منافسيهم "ضالون بدرجة يهددون فيها سلامة الأمة".