سياسة عربية

ضغوط أمريكية لإبعاد ضباط مرتبطين بالحشد قبل معركة الموصل

يقول المصدر إن قيادات في الجيش تأتمر بأمر قادة المليشيات وليس بوزارة الدفاع - أرشيفية
تسعى القيادات العسكرية الأمريكية، بالتنسيق مع وزارة الدفاع العراقية، لاستبعاد العديد من قادة الألوية والأفواج العسكرية، وإعادة تشكيلها وتأهيلها على غرار اللواءين 71 و72 المنتظر إشراكهما في العملية العسكرية المرتقبة في محافظة نينوى.

وقال مصدر مطلع في قيادة عملية بغداد لـ"عربي21"، إنّ "الولايات المتحدة بدأت بالتدقيق في ملفات كبار الضباط وقادة الألوية والأفواج؛ لاستبعاد الذين يدينون بالولاء للحشد الشعبي وينفذون تعليماته وتوجيهاته، حتى لو تعارضت مع توجيهات وزارة الدفاع"، كما قال.

وأضاف المصدر أنّ "قيادات الحشد الشعبي بدأت تتدارس خطورة الإجراءات التي تنوي الولايات المتحدة اتخاذها، ضد الضباط التابعين لفصائلهم في وحدات الجيش العراقي".

وكشف عن وجود عسكري أمريكي وصفه بـ"الواضح" في المنطقة الخضراء، يقتصر على "المظاهر الأمنية"، بحسب تعبيره.

ونقل المصدر عن قيادات في مليشيات الحشد الشعبي قولها "إنّ المساس بنفوذ فصائل الحشد الشعبي خط أحمر، سواء جاء من الأمريكيين أو من رئيس الوزراء الذي يُدرك خطورة المساس بالضباط في وزارتي الدفاع والداخلية، وما تتبعه من تداعيات قد تؤدي إلى انهيار مؤسسات الدولة إذا اتخذنا قرار سحب التابعين لنا من المسؤولين في وزارات الدفاع والداخلية والمالية والنفط والخارجية، إضافة إلى الأجهزة الأمنية".

ولفت إلى وجود "العديد من القيادات العسكرية المهمة في وزارة الدفاع وقيادات عسكرية في وحدات الجيش، تعمل ميدانيا مع الحشد الشعبي في محيط بغداد ومحافظة ديالى، متحدّين بذلك أوامر وزارة الدفاع التي تفرض تلقي أوامر ضباط الجيش العراقي من الوزارة حصرا".

وقال: "هناك تهديدات جدية من قيادات الحشد الشعبي بالانتشار في شوارع بغداد وإعلان حالة طوارئ، إذا نفذت وزارة الدفاع تعليمات الضباط الأمريكيين واستبعدت الضباط المحسوبين على الحشد الشعبي".

وأكد أن أي قرارات تتخذها قيادات مليشيات الحشد الشعبي قد "تؤدي إلى انشقاقات في الجيش العراقي، حيث يتمتع الحشد بنفوذ واسع من خلال القيادات العسكرية المتنفذة في الوزارة؛ التي لا تنفذ أوامرها إلا بعد التداول مع القياديَيَن في الحشد الشعبي هادي العامري وأبو مهدي المهندس الذي لا يزال من أصحاب القرار المتنفذين، رغم إعفائه من موقعه السابق في الحشد الشعبي"، كما قال.

وتوقع أن يقوم الحشد الشعبي "بنشر مجاميعه في الأحياء السُنّية ببغداد، لزعزعة الاستقرار الأمني وإعطاء انطباع بين الناس بنتائج قرارات الأمريكيين، الذين تسببوا في إحداث فراغ أمني بسبب استبعاد الضباط الموالين للحشد الشعبي".

لكنه لفت إلى أنّ الإجراءات المُتوقع تنفيذها "لا تشمل وزارة الداخلية المسؤولة عن الملف الأمني بالعاصمة".

ونوّه المصدر إلى أن "نجاح الولايات المتحدة في تحرير الرمادي، وما سبقه من استقدام المزيد من الجنود الأمريكيين وتنسيقهم مع الفرقة الذهبية والمقاتلين السُنّة، وبقاء الحشد الشعبي بعيدا عن المعركة، أقنع الأمريكيين بأنّ تكرار النجاح في الموصل لا يمكن أن يحصل إلا بعدم مشاركة الحشد الشعبي والقيادات العسكرية الموالية له".

وختم المصدر حديثه مع "عربي21" بالتأكيد أنه لمس من القيادات الأمريكية رغبتها بالعمل مع الفرقة الذهبية التي تدربت على يديها خلال احتلالها العراق، إضافة إلى البشمركة الكردية والمقاتلين الذين انخرطوا في البرنامج الأمريكي لتدريب المقاتلين السُنّة، وعدد محدد من الألوية العسكرية التي أعاد الأمريكيون تأهيلها بعد سقوط الموصل.