شلل حياة في مصر بذكرى الثورة وهذه هي الأسباب (فيديو)
القاهرة- عربي21- حسن شراقي25-Jan-1611:44 PM
شارك
التواجد الأمني في شوارع مصر كان الأكثر لفتا للأنظار - ا ف ب
لم يستجب مؤيدو رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي إلى دعوته إياهم للاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير، الاثنين، ولم ينزل منهم سوى قرابة عدد يقدر بعشرات من البسطاء، رافعين الإعلام، وفي حين اختفت مشاهد رقص النساء على أنغام أغنية "بشرة خير"، وقف أحدهم بالصاجات محتفلا بالمناسبة في ميدان التحرير، المفتوح فقط لمؤيدي السيسي، والمغلق في وجه معارضيه.
وإلى جانب ذلك، أغلقت المحال، وخلت الشوارع من المارة والسيارات، ولزم قطاع عريض من المصريين منازلهم، في حالة شبيهة بعصيان مدني مصغر، لم تمر به مصر خلال العقود الأخيرة، كما مرت به في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، الاثنين.
وجاء ذلك إما بحكم الإجازة التي حصلوا عليها ذلك اليوم، أو بحكم الطقس شديد البرودة والمطر، أو بسبب الخوف من تهديدات الأذرع الإعلامية والأمنية للسيسي من النزول إلى الشوارع للتظاهر ذلك اليوم، حتى لا يعود المرء جثة هامدة إلى منزله.
وفي جميع الأحوال، رأى مناهضو الانقلاب في هذا المشهد لمصر الهادئة، التي بلا حراك في الشوارع، والمحال المغلقة، والناس في بيوتهم، أمرا يحسب لهم، وعلى نظام السيسي الذي اضطر الناس، أو اضطره معارضوه، إلى أن تعيش مصر هذه الحالة المؤكدة من الشلل التام الذي أصاب البلاد، ضد نظام السيسي، الذي استعان بآلته الأمنية والعسكرية الباطشة في كل شارع وميدان ومحافظة، من أجل قمع الناس.
إعلاميو السيسي يقرون بالعصيان
وأقر إعلاميو السيسي بحالة العصيان هذه بشكل غير مباشر.
فقال سيد علاء: "يا رب كل أيامنا تكون 25 يناير.. الجو أوروبي جميل.. والناس مبسوطة.. والشوارع فاضية".
وسخر أحمد موسى من الشوارع الفاضية فقال: "ما تعرفشي تمشي من كثرة الناس والبشر والزخم اللي كان موجود.. الشوارع النهارده زحمة جدا".
وأصدرت حركة "عصيان" بيانا حصلت صحيفة "عربي21" على نسخة منه قالت فيه: "إن ما يحدث الآن في مصر هو عصيان مدني كامل بكل معانيه ووسائله، مشددة على أنه يجب علي الانقلاب المصري الرضوخ لمطالب هذا العصيان، والتراجع للوراء، وترك الشعب المصري لينتزع حريته"، وفق البيان.
وأبرز نشطاء حالة العصيان المدني التي عاشتها محافظات مصر، وخلو الشوارع تماما من أي حركة، وقيام أصحاب المحال بغلقها.
وقال أحد سائقي السرفيس بمدينة دمياط إنه تلقى اتصالا من شخصية عرفت نفسها بقيادة أمنية، طلبت منه عدم الخروج للعمل بالسيارة الاثنين، وحذرته من مخالفة التعليمات، وذلك خوفا من مشاركة المواطنين في المظاهرات ضد الانقلاب.
غلق الميادين والتمترس بالمنشآت
وكانت الدولة المصرية بكامل قوتها قد استنفرت تأمينا لذكرى الثورة، وزادت عدد قواتها في الشوارع إلى قرابة 400 ألف ضابط وجندي، تابعين للجيش والشرطة، وعززت انتشارها في الميادين كافة، وحول المنشآت العامة، وسيَّرت دوريات تأمينية في مختلف الشوارع والمناطق السكنية من قوات الجيش والشرطة.
ونقلت وزارة الداخلية مقرها من وسط القاهرة بالقرب من ميدان التحرير ومجلس الوزراء إلى مقر جديد بأكاديمية الشرطة حوى مكتب الوزير، وبعضا من كبار مساعديه.
وجابت عشرات الآليات العسكرية شوارع القاهرة، وأضحت الميادين العامة في عهدة الجيش. وأعلنت سفارات غربية دعوة مواطنيها لتوخي الحذر.
غرفة عمليات بمجلس الوزراء
ووصل الهلع بنظام السيسي حد عمل غرفة عمليات مركزية بمجلس الوزراء، لمتابعة الحالة الأمنية، بحضور مندوبين عن وزارات الدفاع والداخلية والتنمية المحلية والصحة والكهرباء وهيئة الإسعاف.
وسارعت الغرفة بإصدار بيان ينفي "ما تم نشره في بعض وسائل الإعلام عن حدوث اقتحام لميدان التحرير"، وفق البيان.
ولكن الغرفة اعترفت بحالة العصيان المدني التي ضربت البلاد، فأشارت في بيانها إلى "حالة من الهدوء سادت جميع الميادين في كل المحافظات، فيما عدا عدد محدود للغاية مكون من 50 إلى 200 شخص من التجمعات في محافظات كفر الشيخ والبحيرة والشرقية والمنوفية ومنطقة المطرية بمحافظة القاهرة، ولم تتعد الفترة الزمنية لتلك التجمعات 30 دقيقة، وتم التعامل معها بواسطة قوات الأمن".
في المقابل، بدأ إعلام السيسي الترويج لمزاعم أن القبضة الأمنية قد آتت ثمارها، متغافلا عن عشرات المظاهرات التي خرجت الاثنين، وأن قرار عدم المواجهة هو قرار معارضي الانقلاب بالأساس، من أجل الحفاظ على قواهم البشرية لمواجهات مقبلة، ومحطات أخرى ضد النظام، مكتفين في بعض الأحيان بوقفات بسيطة ورمزية في أماكن التجمع، والانصراف سريعا بمجرد مجيء قوات السيسي.
كما يزعم إعلام السيسي وجود حالة من الاستقرار، الآخذة في التنامي بين المواطنين، دون أن يعبأ بوجود حالة من الغليان والغضب الشعبي من نظام السيسي.