الانتفاضة هي المخرج الاستراتيجي لحل القضية الفلسطينية
الملف الفلسطيني حاضر في مختلف أنشطة قيادة النهضة
جانب كبير من الحكام العرب متواطؤون مع العدو الصهيوني
أكد عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة، ومسؤول ملف فلسطين لديها الشيخ
محمد العكروت، على أهمية الانتفاضة الفلسطينية الثالثة؛ كمخرج استراتيجي للأزمات والواقع المرير الذي يسبغ به الاحتلال الصهيوني حياة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وشدد في حوار خاص مع "
عربي21"، على أهمية دور المثقفين الفلسطينيين والعرب في العمل على تدويل القضية وجذب التضامن العربي والعالمي معها من أجل إجبار الحكام على التفكير في خطوات الحل.
وفي إطار الانتصار للقضية الفلسطينية، بين العكروت أن
حركة النهضة رفعت العديد من الشعارات المطالبة بالانتصار للحق الفلسطيني ودعت القيادات الرسمية والشعبية كافة لأن يكون لها موقف مماثل لتعظيم الدور التونسي الرسمي من أجل التحرك الدولي لنصرة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، لافتا إلى أن أحوال البلاد المضطربة أعاقت ذلك قليلا.
وقال: "ما تقوم به قيادة حركة النهضة لا يساوي ما تقوم به المرابطات في القدس"، داعيا إلى "دعم الانتفاضة، فهي المحرك الوحيد الذي سيجبر الأطراف الدولية على التحرك".
ويعول العكروت، وهو عضو الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، على قدرة الفلسطينيين على الاستمرار بالانتفاضة للحصول على حقوقهم المسلوبة والانتصار للقدس والأقصى، مؤكدا أن نجاح الدور الفلسطيني سيعطي أملا كبيرا للتحرك الدولي لمناصرتهم وإزهاق الباطل الصهيوني.
وفيما يلي نص الحوار:
عربي21: الشعب الفلسطيني يعتدى عليه، والمسجد الأقصى تنتهك حرمته، برأيكم سماحة الشيخ ما المخرج في ظل هذا الواقع المرير؟
العكروت: برأيي، أن انطلاق الانتفاضة الثالثة في فلسطين المحتلة ستكون مخرجا لما يعانيه شعبنا الفلسطيني في الأراضي المحتلة، ولعل ما يحدث في القدس المحتلة من انتهاك لحرمة المسجد الأقصى واعتداء وحشي على المرابطين والمرابطات فيه والتنكيل بهم في الطرقات والشوارع أشعل فتيل الانتفاضة وأجج سعيرها ضد المحتل.
ولكن لا يجب الوقوف عند هذا الجانب فحسب؛ أجزم أن ما يقوم به الأبطال في فلسطين، رجالا ونساء وشيوخا، كل بما يستطيع من حجارة وسكاكين وبما يستطيعون في هذا جانب، سيؤدي إلى النصر بإذنه تعالى؛ ولكن هذا لا يعفي بقية الشعوب العربية والإسلامية من مسؤوليتها، فلا بد أن تتآزر الشعوب العربية مع القضية الفلسطينية، والتي هي ليست قضية الفلسطينيين وحدهم؛ وأقول الشعوب لأني أعتبر أن جانبا كبيرا من الحكام متواطؤون مع العدو، ولكن الشعوب ستحمل الحكام المسؤولية، فعلى الشعوب أن تتحرك بالمسيرات لدعم الشعب الفلسطيني من أجل نيل حريته.
عربي21: ما هو دور المثقفين العرب في ذلك؟
العكروت: لا شك أن لهم دورا كبيرا، فأصحاب الأقلام الحرة يجب أن يكتبوا عن القضية في العديد من الجوانب الإنسانية والحقوقية والسياسية، وذلك من أجل تفعيلها؛ بالإضافة إلى وسائل الإعلام المتاحة والتي لم تفعل جيدا، ولا بد من تفعيل دور الشعوب العالمية كذلك، وكل المنظمات الإنسانية والحقوقية العالمية من أجل وقف الاعتداءات المستمرة من قبل العدو بحق الشعب الفلسطيني.
أؤكد إذا تحركنا على هذه المستويات الثلاثة؛ الجانب الفلسطيني بالتحرك المستمر لقهر العدو وإفشال مخططاتهم، والشعوب العربية بما تمتلك من طاقات وقدرات، والشعوب العالمية بالتحرك لنصرة هذه القضية؛ عندها سنجبر حكام العرب وحكام العالم على البحث عن حل، وحينها تبدأ أولى خطوات تدويل القضية الفلسطينية فلا تبقى قضية معزولة.
عربي21: في ظل الواقع العربي الصعب، ما الدور الذي يمكن أن تقوم به حركة النهضة من أجل إحياء القضية الفلسطينية، وجعلها ذات الاهتمام الأبرز عربيا ودوليا؟
العكروت: لا شك أن حركة النهضة تقوم بدورها تجاه القضية الفلسطينية بالوسائل المتاحة لديها، فمنذ انطلاقة الانتفاضة، قررنا الخروج بمسيرة وطنية، ودعونا كل الأحزاب التونسية للمشاركة كي نضغط على الحكومة ورئاسة الدولة لتصبح هذه المسيرة وطنية؛ ولكن يبدو أن الانشغالات داخل البلاد وبعض الاضرابات جعلت الأطراف الأخرى لم تتفاعل بشكل سريع؛ كما نتحرك على مستوى رئاسة الحركة على المستوى الدولي، فالشيخ راشد الغنوشي حينما ذهب إلى أمريكا كان من ضمن الملفات التي طرحها مع الحكام الأمريكان هي القضية الفلسطينية والمصرية.
نحن كل ما أتيحت لنا فرصة مع الأطراف الدولية، يكون الملف الفلسطيني حاضرا، وكذلك في تونس على مستوى رئاسة الدولة والحكومة ورئاسة الحركة؛ فالنهضة تعتبر أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العادلة، ورفعنا شعار؛ الشعب يريد تحرير فلسطين، وبذلك نحن في قيادة حركة النهضة، القضية الفلسطينية حاضرة، ولكن أحيانا لا نبادر ولا نتسرع بالتحرك بحثا عن الأفضل.
عربي21: من خلال هذا التحرك، ما هي أهم النتائج التي توصلتم إليها من أجل نصرة القضية الفلسطينية؟
العكروت: من الواضح أن تحرك النهضة ورفعها للعديد من الشعارات المناصرة للحق الفلسطيني، أجبرت بعض الأطراف الأخرى؛ مثل جبهة اليسار للتحرك، فحينما تنتهج بعض الأطراف وتسير على منوال حركة النهضة فهذا أمر مهم بالنسبة لنا، وهذا من شأنه أن يدفع بقية الأطراف الأخرى من اليساريين والقوميين وغيرهم لأن يتحركوا، لذلك نحن حرصنا في المسيرة على أن نعطي كلمة للسيد أحمد الكحلاوي، لكنه لم يحضر لظرف خاص، وأعطينا الكلمة للسفير الفلسطيني السابق، جمعة ناجي، في رسالة منا مفادها أن القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم و إنما هي قضية أعم وأشمل.
عربي21: ما هي أهم نتائج التحركات الدولية، التي قام بها رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي فيما يخص القضية الفلسطينية؟
العكروت: حقيقة، النتائج حتى الآن ليست واضحة، لكننا نقدر أنها ستكون بالتراكم لما يروون أن هناك انتفاضة ثالثة، وهذا سيدفع الأطراف الدولية للتحرك ليس من أجل عيون القدس أو الإسلاميين، ولا من أجل حقوق الإنسان؛ ولكن من الفهم الآني للمنظومة الدولية لأنه لا يحركهم إلا ابنهم المدلل دولة الاحتلال الصهيوني.
لذلك ما نقوم به من تحركات سياسية له أهمية، ولكن الأهم هو الواقع الذي ستفرضه هذه الانتفاضة الثالثة حينما يشاهدون الجندي الإسرائيلي وهو يهرب أمام امرأة أو شاب أو طفل فلسطيني يحمل حجارة؛ هذا يرعب الأطراف الدولية التي غرست الكيان الصهيوني في المنطقة.
ما تقوم به قيادة حركة النهضة لا يساوي ما تقوم به المرابطات في القدس، وبالتالي علينا أن ندعم الانتفاضة فهي المحرك الوحيد الذي سيجبر الأطراف للتحرك الدولية أن تتنازل خاصة عندما يرون ابنهم المدلل في حالة هزيمة ورعب.
عربي21: هل من الممكن أن تتوج هذه الفعاليات بمشروع وطني عربي إسلامي لتحرير فلسطين؟
العكروت: الفكرة موجودة، وبالتأكيد سأطرح هذا على قيادة الحركة ورئيسها من أجل أن نقوم بمشروع عربي وإسلامي لنصرة القضية الفلسطينية.