نوفال أوبسارفتور: كيف تعمل مجلة تنظيم الدولة "دابق"؟
عربي21 - وناس بن نية29-Nov-1504:02 PM
شارك
خصص التنظيم العدد الأخير من المجلة للحديث عن هجمات باريس
نشرت صحيفة نوفال أوبسارفتور الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن آليات عمل مجلة "دابق" التي يصدرها تنظيم الدولة، وسعت من خلاله إلى تحليل محتوى العدد 12 من المجلة، التي تعتبر جزءا من المنظومة الإعلامية لتنظيم الدولة، الذي يعتمد على وسائط إعلامية مختلفة يسعى من خلالها إلى التسويق لنشاطاته، واستقطاب عناصر جديدة.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن أصل تسمية المجلة الناطقة باسم تنظيم الدولة بـ"دابق" مرتبط بمعتقد ديني يؤمن به التنظيم، الذي يعتقد أن بلدة "دابق" التي تقع في الشمال الشرقي لمحافظة حلب، ستشهد المعركة الحاسمة بين المسلمين و"الصليبيين". ولذلك مثلت عملية إعدام الرهينة الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 مقتل "أول الصليبيين في دابق".
وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة يستند في مزاعمه الدينية حول مدينة "دابق" على الحديث النبوي الذي ورد في صحيح البخاري، حيث يشير الرسول إلى أن الساعة لن تقوم حتى "ينزل الروم بالأعماق أو بدابق"، واعتمادا على هذا المنطق، قرر التنظيم إطلاق تسمية "دابق" على المجلة الناطقة باسمه.
وذكرت الصحيفة أن طريقة عمل الصحفيين التابعين لتنظيم الدولة تقوم على تلقيهم تفاصيل الأحداث التي يجب عليهم تغطيتها، في أوراق تحمل شعار تنظيم الدولة. ويشمل مجال التغطية الإعلامية في تنظيم الدولة، عمليات قطع الرؤوس أو الاحتفالات والمعارك، كما يبدو واضحا في مقاطع الفيديو التي يتداولها أنصار التنظيم.
وقالت الصحيفة إن تنظيم الدولة يعتمد في تحرير مجلة "دابق" على مئات الصحفيين، الذين يتمتعون بامتيازات كبيرة تشمل مساكن فخمة وراتبا شهريا يصل أحيانا إلى 700 دولار، وسيارة. ويقع مقر عمل المجلة الناطقة باسم التنظيم في مبنى يتكون من طابقين في منطقة سكنية قرب حلب، ويشرف على إدارة هذا الهيكل الإعلامي أبو محمد العدناني، الذي يقوم بوضع إستراتيجيات عمل المجلة والدعاية للتنظيم.
وأوضحت الصحيفة أن العدد 12 من مجلة "دابق"، الذي صدر تحت عنوان "الرعب فقط"، تضمنت مقالات وتصريحات تشيد بالعمليات التي تبناها التنظيم في فرنسا وبيروت، وعملية إسقاط الطائرة الروسية. وعمل فريق تحرير "دابق" في هذا العدد على تمجيد الهجمات الأخيرة في باريس، حيث وصف العناصر التي نفذت الهجوم "بالفرسان الثمانية" الذين يذودون عن المجتمع الإسلامي. كما تضمن العدد؛ مراجع دينية، وروايات لبعض الهجمات التي تبناها التنظيم، وتعزية لقتلى المعارك من التنظيم.
ورأت الصحيفة أن العدد الأخير لمجلة "دابق" تضمن رسائل مشفرة، حول العمل الإعلامي والدعاية داخل تنظيم الدولة. وتمثلت هذه الرسائل أساسا في تطور الدعاية داخل تنظيم الدولة، خاصة في الأشهر الأخيرة التي تزايد فيها عدد الفيديوهات بصفة كبيرة، بالإضافة إلى عرض التنظيم لمقالات تتساءل عن إمكانية الاعتراف الدولي به، وهو ما يمكن أن يكون مؤشرا على رغبة الدولة الإسلامية في سلوك هذا الطريق.
وأشارت الصحيفة إلى المقال الافتتاحي في مجلة "دابق"، الذي تضمن انتقادات عنيفة ضد تنظيم القاعدة، حيث اتهم تنظيم الدولة القاعدة بتقديم تنازلات للديمقراطيين والقوميين، كما انتقد نشاطات القاعدة في أفغانستان وباكستان وخاصة في اليمن، حيث تمكن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من تحقيق نجاحات، وهو ما يُعد تهديدا حقيقيا لتنظيم الدولة الذي يسعى إلى فرض سيطرته على الحركة الجهادية.