أفادت مصادر في قيادة المجلس العسكري، الذي يقود المعارك ضد المليشيات الحوثية بمحافظة
تعز (وسط
اليمن)، أن الاستعدادات الخاصة بالمعركة الفاصلة لفك الحصار وتحرير تعز باتت شبه مكتملة، حيث لم يتبق سوى تحديد ساعة الصفر للبدء بتنفيذ الخطة، وفق قولها.
وأكدت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، لـ"عربي21"، أن بعض أجزاء الخطة قد بدأ العمل عليها فعلا، وهو الجزء المتعلق ببعض التحركات العسكرية الأولية التمهيدية.
وأضاف: "يمكنني التأكيد أن الجميع حاليا على أهبة الاستعداد، بانتظار إطلاق صافرة البداية للتحرك، وفق بقية أجزاء الخطة الرئيسية المتفق عليها مع قيادات
التحالف العربي".
ومؤخرا، استدعت قيادة التحالف العربي الموجودة في عدن، قيادة المجلس العسكري ومعها قيادات ميدانية في المقاومة الشعبية بمحافظة تعز (256 كم جنوب العاصمة اليمنية صنعاء)، وعقدت معها لقاءات لإعداد وضبط خطة فك الحصار عن المدينة المحاصرة منذ أكثر من خمسة أشهر.
وتسيطر قوات الجيش الوطني مع رجال المقاومة الشعبية على المدينة الرئيسية في تعز، فيما تبسط المليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، على المنفذين الرئيسيين للمدينة، من جهتي الشرق والغرب، ما ساعد المليشيات على فرض حصار مطبق على المدينة، ومنع دخول المواد الغذائية والمياه والأدوية والمعدات الطبية.
ومع نهاية الشهر الماضي، عقب الانتهاء من طرد المليشيات من محافظة مأرب النفطية (173 شرق العاصمة صنعاء)، أعلن التحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، عن انتقاله إلى الإعداد لخطة فك الحصار عن تعز، تمهيدا لتحريرها من قبضة الميليشيات الانقلابية، حيث استدعت قيادات المجلس العسكري والمقاومة الشعبية إلى عدن للوقوف أمام متطلبات المعركة القادمة.
ونهاية الأسبوع الماضي، حاول الحوثيون الالتفاف من الجهة الجنوبية الغربية للمحافظة، في محاولة لقطع المنفذ الوحيد لدخول التعزيزات العسكرية إلى المدينة، حيث شقت المقاومة الشعبية طريقا جبليا وعرا هناك، وتمكنت عبره من إدخال عدد من المدرعات العسكرية الحديثة، التي دفع بها التحالف العربي تمهيدا للمعركة الفاصلة.
ونجحت مجاميع تابعة للمليشيات الحوثية من السيطرة على المنطقة المؤدية إلى ذلك المنفذ، لكنها فشلت من التقدم أكثر صوبه، بعد أن تحركت قوات من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة "الضباب"، جنوب غرب المدينة، وصدت تلك المحاولة.
ويوم السبت أعلن المجلس العسكري أن قواته تمكنت، مع رجال المقاومة الشعبية، من صد وإفشال محاولة توغل للميليشيات في تلك الجبهة.
وعلمت "عربي21" أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية واصلا، الأحد، تقدمهم نحو مركز منطقة "المسراخ" الريفية التي سيطرت عليها المليشيات قبل يومين.
وأفادت مصادر محلية أن المقاومة تقدمت وسط غطاء جوي وقصف كثيف من طائرات التحالف، وطاردت تجمعات المليشيات الحوثية، فيما شوهد عناصر هذه المليشيات وهم يفرون نحو منطقة "الأقروض" بجبل صبر، جنوبا، وهو أحد المنافذ السهلة التي تبقت لهم بعد وقوعهم تحت الضغط، نتيجة تنادي أبناء المناطق الريفية المحيطة والقريبة إلى حمل السلاح والتحرك لتطهير مناطقهم من المليشيات.
ويتهم أبناء المنطقة، الموالون للمقاومة، قيادات في منطقتهم، تابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام، جناح صالح، أنها من تآمرت وسهلت للمليشيات الدخول إلى تلك المنطقة التي ظلت طوال الفترة الماضية بمنأى عن الحرب، فيما غالبية سكان هذه المنطقة تقف ضد المليشيات الحوثية، وتمثل امتدادا للحاضنة الاجتماعية للمقاومة الشعبية.
في هذه الأثناء، علمت "عربي21" أن ألوية عسكرية، تتبع الجيش الوطني المؤيد للشرعية، بدأت بالتحرك من عدن صوب محافظة لحج المجاورة، ووصلت إلى الحدود المتاخمة لمحافظة تعز.
وبحسب مصادر في المقاومة، فإن هذه الأولوية العسكرية المسنودة برجال من المقاومة الشعبية والمعززة بقوات تابعة للتحالف، تحركت على رتلين عسكريين، من جهتين متقابلتين.
ورفضت المصادر تقديم المزيد من المعلومات عن تلك التحركات وقوام هذه القوات، فقد اكتفت بالقول إن هذه التحركات تندرج في إطار الاستعدادات الجارية لتحرير محافظة تعز.
يأتي ذلك، في وقت أكد فيه المركز الإعلامي للمقاومة الشعبية بتعز، أن قوات من الجيش الوطني، معززة برجال من المقاومة الشعبية، وصلت في وقت مبكر من يوم الأحد إلى بلدة "الوازعية"، المحاددة للشريط الساحلي ومضيق باب المندب غرب محافظة تعز، حيث تمكن الانقلابيون قبل أكثر من شهر من السيطرة على أجزاء رئيسية منها، ومنذ ذلك الحين ظلت تخوض معارك كر وفر مع المقاومة المشكلة من أبناء المديرية.
وقال المركز إن الجيش الوطني والمقاومة تمكنا، الأحد، من تطهير جبل "دباسو" وجبل "الفويقعة" الاستراتيجيين في منطقة الأحيوق التابعة للمديرية.