اعتبر محللون وسياسيون أن إطالة أمد الصراع في
اليمن، دون الحسم من قبل قوات
التحالف العربي، المساندة للسلطات الشرعية، يشير إلى أن المعادلة تتطلب أسلوبا جديدا لإدارة المعركة، طالما أن عملية استنزاف
الحوثيين وقوات علي عبد الله صالح عسكريا، لم تحدث أي تغييرات في خطوط التماس سوى القليل.
وقالوا إن تعزيزات "الحوثي" البشرية والحربية، مستمرة إلى جبهات القتال مع
قوات المقاومة الشعبية، في غياب أي قرار سياسي حاسم، من حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمر مكن الحوثيين من استعادة مواقع ومناطق عدة، كانت بحوزة عناصر المقاومة.
تشتت وغياب تصور
وبهذا الخصوص، رأى أستاذ العلوم السياسة بجامعة صنعاء، أحمد الزنداني، أن استمرار المعارك وعدم القدرة على الحسم العسكري، لا يعكس قوة الحوثيين والجيش الموالي لعلي صالح، بقدر ما يعكس وجود خلل جوهري في صفوف قوات الشرعية وقوات التحالف المساندة لها، لكنه استدرك قائلا: إن "المقاومة موجودة على الأرض وتعمل فوق طاقتها".
وأضاف في حديث خاص لـ "
عربي21" أن صانعي القرار السياسي، مشتتون، وغائبون عن مشهد الصراع الذي يمكنهم من إدارة المعركة بمنأى عن الإرادة الشعبية، وهو ما "عرقل عملية الحسم"، ويعكس ذلك في نظره " افتقار السلطات الشرعية، للمشروع الوطني الذي يعي مصادر القوة لدى الشعب، للعمل على دعمها وتمكينه من نيل حريته واستقلاله".
في سياق آخر، أوضح الزنداني أن دول التحالف لعبت دورا مهما، لشعورها بخطر التمدد الإيراني على أمنها القومي، إلا أنها لا تزال تعاني من "غياب التصور الحقيقي للخطوات التي ينبغي اتخاذها لإدارة المعركة". مؤكدا أن هناك قوى ضمن التحالف تسعى جاهدة، لاستثناء قوى فاعلة على الأرض، لديها قبول شعبي من شأنه "حسم المعركة بشكل فعال".
ولفت أستاذ العلوم السياسية اليمني، إلى أن معالجة مشكلة "الحسم" لابد أن يرتكز على الثوابت الوطنية لليمن كدولة جمهورية موحدة عربية إسلامية، للقضاء على كل المشاريع الضيقة التي تتسبب في إطالة أمد الصراع، وهذا ما يجب أن تتبناه وبكل وضوح كل القيادات السياسية والحزبية".
استنزاف فاشل
من جانبه، قال رئيس تحرير موقع "الخبر"، صفوان الفائشي، إن معادلة الصراع في اليمن، تتطلب من قوات التحالف إعادة النظر في عملياتها العسكرية، وفي الجهات التي تتسلم الدعم المقدم منها سواء كان "عتاد عسكري أو أموال، وتغيير طريقة التكتيك العسكري".
وفي حديث خاص لـ "
عربي21" أكد أن التحالف مخترق، من قبل الحوثيين وعلي عبد الله صالح، عبر قوى تعمل ضمن التحالف العربي، تدعمهم معلوماتيا ولوجستيا، وعسكريا، لأهداف ستكشفها الأيام المقبلة".
مضيفا أن "هذه الحرب الطاحنة، ستؤول في نهاية الأمر إلى اقتسام ما أسماه بـ"كعكة السلطة"، وكأن شيئا لم يحدث".
من جانب آخر، أوضح الفائشي أنه "لا يمكن لأي خبير عسكري، تسمية ما يجري في اليمن بـ"حرب استنزاف" هدفها الحوثيين، بالنظر إلى عدد القتلى في صفوف المقاومة، إذ إن الاستنزاف يجبر الخصم على إعادة النظر في حربه التي يخوضها، لكن هذا لم يحدث فيما يتعلق بالحوثيين".
واعتبر رئيس تحرير موقع" الخبر"، أن "عملية الاستنزاف التي يتحدث عنها التحالف غير واقعية"، في ظل تعزيزات يومية للحوثيين إلى جبهات قتال اليمنيين، دون أن يستهدفها طيران التحالف.
وما يعزز فشل استنزاف الحوثي، بحسب الفائشي، أن "سلطة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أثبتت فشلها في السيطرة حتى على المدن المحررة، ولم تقدم غير التصريحات فمثلما فشلت في السابق داخليا لن تقدم أي جديد من الخارج".
ويواصل الحوثيون والقوات الموالية لهم، الدفع بتعزيزات عسكرية إلى مختلف جبهات القتال، وسط تهاوي عددا من المواقع والمناطق التابعة للمقاومة الشعبية، أمام هذا الزحف في كلا من محافظة تعز، ومدينة دمت في الضالع (جنوب البلاد).