أكد الإعلامي المصري الموالي لرئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، "إبراهيم عيسى"، أن أهم زيارة قام بها السيسي، منذ "توليه الرئاسة"، على حد قوله، هي لمحطة الصرف الصحي بالإسكندرية.
ووصف عيسى ساخرا تلك الزيارة بأنها "لقاء تاريخي مع الواقع الصادم المباشر".
جاء ذلك في مقاله الذي حمل عنوان: "الرئيس السيسي ينزل من على سطح
القمر"، بجريدة "المقال"، التي يرأس تحريرها، في عددها الصادر الثلاثاء.
وكان السيسي قد قام -في ساعة مبكرة من صباح الأحد- بزيارة قصيرة للغاية إلى الإسكندرية تفقد خلالها محطة معالجة الصرف الصحي الشرقية، بهدف خدمة منطقة شرق ووسط الإسكندرية، والمعالجة الثانوية لمياه الصرف الصحي بسعة 800 ألف متر مكعب يوميا.
واعتبر عيسى في مقاله أن: "زيارة محطة الصرف الصحي هي الهبوط من على سطح القمر، حيث إعادة النظر فعلا في تلك المشروعات العملاقة التي تستهدفها الرئاسة، التي ترفع درجة الكلفة كثيرا وبشكل خطير، بينما لا تحقق تغييرا حقيقيا في الوقت الحالي، لما تعانيه مصر من أزمات ومشاكل".
وأكد على أهمية "الهبوط من على سطح القمر إلى ما هو ضروري وحتمي وحالي إلى المشروعات التي تمس حياة المصريين وضروراتها العاجلة، والملحة"، بحسب تعبيره.
وأضاف: "كانت أمطار الإسكندرية والبحيرة ومحافظات مصر، كاشفة تماما لعجزنا، وضعفنا في المحليات"، مواصلا أنها "عرت تماما التهرؤ والهراء الذي تعانيه بنيتنا الأساسية"، وفق قوله.
وشدد عيسى على أن الأولويات لابد أن تتغير، وأن المطلوب قبل الصعود للقمر هو الحد الأدنى للحياة الكريمة من مياه شرب نظيفة، وسلع غذائية متوفرة، وتعليم وصحة وصرف صحي آمن، ومواصلات متاحة وسهلة، ومرور طبيعي، يحفظ الحياة الآدمية"، بحسب وصفه.
وأشار إلى أن هناك طريقين للبحث عن موارد، أولهما المشروعات العملاقة التي تجر الاقتصاد خلفها، لكن مشكلتها أنها تحتاج إلى استثمارات هائلة، وأموال طائلة، ووقت طويل.
وقال: "نحن لا نملك أيا من هذه العناصر إطلاقا"، وأردف: "الطريق الثاني، وهو الأهم، الشغل الحقيقي في ملفات
التعليم، والصحة، والخطاب الديني".
وهكذا، توصل عيسى إلى أنه : "لو قرر السيسي أن يقدم لمصر مشروعا واحدا فقط في مدته الرئاسية الأولى، واكتفى بنجاح هذا المشروع، لكان سببا لتجديد رئاسته. فليكن، هو إعادة المواطن المصري ليشرب من الحنفية (الصنبور) ماء نظيفا خاليا من أي تلوث"، وفق قوله.
واختتم مقاله قائلا: "نعم.. مياه الشرب النظيفة النقية الصحية هي أهم ما يمكن أن يحققه للشعب كي يتجرع في جوفه ماء نظيفا"، على حد تعبيره (!).
ويذكر أن السيسي قام بنحو 24 زيارة خارجية خلال 17 شهرا من تنصيبه نفسه حاكما لمصر في الثامن من حزيران/ يونيو عام 2014.
ولاحظ مراقبون في مقال عيسى أنه يشير بشكل مباشر إلى فشل جميع المشروعات التي شغل السيسي بها مصر خلال الفترة الماضية، ومنها جهاز علاج فيروس سي، ومشروع إقامة العاصمة الإدارية، وحفر تفريعة قناة السويس، واستصلاح مليون ونصف مليون فدان.
وأشاروا إلى تواضع آمال عيسى في السيسي بعد أن كان إعلاميو السيسي يقدمونه على أنه سيحقق ما لم يحققه الرئيس محمد مرسي، ليكتفي منه الشعب الآن بتوفير ماء نظيف، على حد قوله، مع أن أي شعب في العالم يحتاج إلى الماء النظيف، والصرف الصحي، وشبكة الطرق، والتعليم الجيد، والمستشفيات المؤهلة.. إلخ، وليس الماء النظيف فقط، متسائلين: هل قام السيسي بانقلابه من أجل "ماء نظيف".