قال الأسير المحرر محمد علان إن
الاحتلال الإسرائيلي ظل يراوغ ويماطل في الإفراج عنه حتى آخر لحظة، وأوهمه أنه في اعتقال جديد عندما نقله إلى سجن "هداريم" لاختبار ما إذا كان سيرجع للإضراب من جديد أم لا، إلا أنه أرجع وجبة الطعام معلنا إضرابه، ما أقنعهم بأنه ما زال مصرا على موقفه.
وأوضح علان في حديثه لـ"
عربي21"، الخميس، أن الاحتلال أفرج عنه وفق الاتفاق الذي ينص على إطلاق سراحه بتاريخ 4-11-2015 والذي تم التوصل إليه عقب اعتقاله مجددا من مستشفى "برزلاي"، وكان الاتفاق مع مدير النيابة العسكرية الإسرائيلية في
الضفة الغربية يؤكد على عدم تجديد الاعتقال الإداري للأسير محمد علان بعد انتهاء مدة التمديد الأصلي.
وأضاف أنه بناء على هذا الاتفاق، فإنه فك إضرابه الثاني الذي استمر ثلاثة أيام، والذي توصل إليه المحامي جواد بولس مع سلطات الاحتلال بأن عدم التجديد عن الإداري "قرار جوهري".
وتنسم علان هواء الحرية في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، بعدما أضرب عن الطعام 65 يوما متتالية احتجاجا على اعتقاله الإداري.
واعتقلت قوات الاحتلال علان بتاريخ 6-11-2014، وحولته للاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر، وبعد انتهائها جددت اعتقاله لستة أشهر أخرى، وهو ما دفعه لبدء الإضراب المفتوح عن الطعام بتاريخ 16-6-2015.
وتدهورت حالته الصحية بشكل خطير خلال إضرابه عن الطعام، ونقل إلى مستشفى "سوروكا" ببئر السبع في محاولة لبدء تطبيق قانون التغذية القسرية عليه، وعندما رفض الأطباء تطبيق هذا القانون، نقل إلى مستشفى "برزيلاي" في عسقلان.
وأصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا بتجميد الاعتقال الإداري بحق علان بعد 65 يوما من الإضراب، بعد أن أظهرت الصور الطبقية التي أجريت له تعرض أجزاء من دماغه للتلف، وبناء على ذلك علق الإضراب.
وأعادت قوات الاحتلال اعتقاله في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي لدى محاولته مغادرة مستشفى "برزيلاي".
وبدا صوت علان (30 عاما) مرتاحا وواضحا، وقال إن وضعه الصحي جيد جدا بعد الإضراب، ولكن حتى الآن لم يخضع للفحوصات الكاملة، ولم تتضح الصورة بعد، وينتظر إجراء الفحوصات التي ستتم اليوم.
والأسير علان محام مزاول، من قرية عينابوس في محافظة نابلس، وسبق له أن اعتقل لمدة ثلاث سنوات خلال سنوات دراسته الجامعية.
ووصف أيام الإضراب بـ"الصعبة"، وأوضح أنه "في أول عشرة أيام يعاني الأسير المضرب عن الطعام من الجوع لدرجة أنه يفقد الإحساس بكل شيء، بعد ذلك يفقد الشعور بالجوع وتبدأ علامات التعب تظهر عليه، وبعد الشهر تبدأ علامات الإرهاق ويبدأ يفقد نشاطه الطبيعي ولكنه يستطيع السير على الأقدام، ومن ثم تبدأ الأمور الصعبة.. بعد أربعين يوما من الإضراب تبدأ مادة صفراء بالخروج ما يسبب ألما شديدا حتى يظن أنه قد اقترب أجله. بعد ذلك يبدأ الشعور بالفقدان التدريجي للبصر والسمع ويشعر بجميع ظروف العجز التي يمر بها الإنسا.. والوضع يختلف بالنسبة للأسير المضرب الذي يتناول مدعمات، فقد يتحمل 90 يوما وأكثر".
ونوه إلى أن الرسالة التي أرد إيصالها من خلال إضرابه عن الطعام، تقول: "إننا أبناء الشعب
الفلسطيني نرفض جميع أشكال الخضوع في الاعتقال الإداري، لأنني شخصيا أشعر من خلال اعتقالي الإداري بأنني عبد عند الشاباك الإسرائيلي الذي يضع ضباطه شروطهم ويتحكمون بحرية الإنسان، فالمعتقلون الإداريون لا يوجد لهم سبيل للحرية إلا من خلال معركة "الأمعاء الخاوية، ولا شك أنها طريق صعب وقد يدفع الأسير ثمنا باهظا عند خوضها".
وأشار إلى أنه "خلال الفترة الأخيرة، بحكم وضع المسجد الأقصى، وعقب الاعتقالات المتزايدة، فقد أصبح هناك اكتظاظ شديد في السجون وخاصة سجن عوفر ومجدو، وأصبح هناك نقص في الأغطية والطعام الذي يقدم بشكل سيئ جدا".
وأضاف أن "الاحتلال يكثف من اعتقال الأشبال، ويتعرضون لظروف قاسية من قبل المحققين تتنافى حتى مع القانون الإسرائيلي، فالأسرى يناشدون جميع مؤسسات حقوق الإنسان التعامل بجدية أكثر مع قضية الأشبال".