استقبلت
سوريا أكثر من 100 سفينة شحن في الأسابيع القليلة الماضية في أكبر زيادة في حركة
السفن، في أكثر من عام، مع تصعيد
روسيا دعمها لحليفها رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وجاءت السفن مباشرة من روسيا ومن موانئ على البحر الأسود، مثل كونستانتزا في رومانيا، وأيضا من لبنان ومصر، بحسب بيانات ملاحية ومصادر تجارية دولية ومعلومات تتبع السفن.
وتظهر البيانات أن الشحنات تتضمن إمدادات لدعم العمليات القتالية، إضافة إلى حبوب وسكر، لأولئك المشاركين في الصراع الذي يزداد حدة، ولم تتمكن "رويترز" من التأكد من مصادر مستقلة مما تحمله السفن.
وقالت متحدثة باسم الحكومة الروسية إن روسيا لم تصدر أي أوامر لتسليم سلع إلى سوريا.
وقالت المصادر إن بعض التسليمات جاءت تلبية لأوامر من الحكومتين الروسية والسورية، بينما جاءت شحنات أخرى من موردين من القطاع الخاص يقتنصان فرصا لبيع منتجاتهما وسط تصاعد القتال.
وقال مصدر من الشرق الأوسط يتاجر في السلع الأولية: "العوامل اللوجستية لجلب الشحنات معقدة ومضطربة في الوقت الحاضر. نرى ذلك كله بسبب التدخل الروسي الكبير"، مضيفا أن تكلفة الشحن البحري إلى سوريا على سفن الحاويات قفزت في الأسبوعين السابقين 25 بالمئة لتتجاوز 80 دولارا للطن.
وشهدت الأزمة السورية، والمستمرة منذ خمس سنوات، تصعيدا منذ أن بدأت طائرات حربية روسية شن ضربات جوية ضد المعارضة المسلحة التي تحارب نظام الأسد في 30 أيلول/ سبتمبر، بعدما زادت روسيا وجودها في منتصف الشهر ذاته بقوات إضافية في قاعدتها البحرية في ميناء طرطوس وفي مطار على الشريط الساحلي.
واستقبل ميناء طرطوس سبع سفن فقط في أواخر آب/ أغسطس، لكن هذا العدد قفز إلى 29 سفينة في الأسبوع حتى 12 تشرين الأول/ أكتوبر، بحسب بيانات بول ستار البريطانية، كما أظهرت البيانات أن 95 سفينة وصلت إلى طرطوس في الفترة من منتصف أيلول/ سبتمبر إلى 21 تشرين الأول/ أكتوبر.
وفي ميناء اللاذقية الرئيسي الآخر، بلغت حركة السفن ذروتها خلال أيلول/ سبتمبر، مع وصول 34 سفينة في الفترة من منتصف الشهر حتى 21 تشرين الأول/ أكتوبر، بحسب بيانات بول ستار.
ومن جهة أخرى، أظهرت بيانات "تومسون رويترز إيكون" لتتبع السفن أن 60 سفينة على الأقل وصلت إلى اللاذقية وطرطوس منذ منتصف أيلول/ سبتمبر.
ومن الشائع وجود اختلافات في بيانات السفن مع اختلاف أنظمة التتبع.
وقالت المصادر إن الغذاء والوقود والمعدات والإمدادات العسكرية هي البضائع الأكثر ترجيحا على متن السفن في موجة الوصول الأخيرة.
وقال مصدر تجاري إن شحنات السكر الخام زادت بشدة أيضا في الأسابيع الثلاثة الماضية بعد أشهر من واردات بطيئة.
وزادت روسيا الشحنات الإنسانية من الحبوب إلى سوريا بتوريد 71 ألف طن منذ بداية السنة التسويقية الحالية في الأول من تموز/ يوليو، وفقا لبيانات للتصدير أشار إليها إيجور بافنسكي، نائب رئيس التسويق الاستراتيجي بشركة روساجروترانس لإدارة البنية التحتية للسكك الحديدية، ويمثل هذا 88 بالمئة من صادرات روسيا من القمح إلى سوريا للموسم السابق 2015/2014 .
وقال مصدر في صناعة الأسلحة الدولية، على دراية بتحركات الأسلحة في الشرق الأوسط، إن المعدات التي نقلتها روسيا بحرا تشمل ذخائر وأسلحة ثقيلة وقنابل ومعدات إلكترونية وأجهزة للتنصت وأجهزة للتشويش على الرادارات، وجرى نقل هذه الإمدادات في الغالب بواسطة السفن، لكن بعضها نقل أيضا جوا.
وقال فياتشيسلاف دافيدنكوف، المتحدث باسم "روسوبورنوكسبورت"، التي تحتكر تصدير الأسلحة الروسية: "نحن لا نعقب قط على المواعيد أو التواريخ أو طرق أو عدد الشحنات.. لا تعقيب".
وقالت وكالة أنباء إنترفاكس في بداية تشرين الأول/ أكتوبر، نقلا عن مصدر عسكري، أن الأسطول الشمالي وأسطول البحر الأسود وأسطول البلطيق لروسيا أرسلوا أيضا ناقلات نفط لتوريد وقود للطائرات لطلعات سلاح الجو الروسي، في حين جرى نشر سفينة للاستطلاع لمراقبة الاتصالات في سوريا والدول المجاورة ومياههما الإقليمية.
وامتنع مصدر عسكري روسي عن التعقيب.