كشفت مصادر فلسطينية، النقاب عن رفض السلطة برام الله لطلب سعودي بإقامة مباراة كرة قدم بين منتخبي البلدين في قطاع
غزة، بدلا من
الضفة الغربية المحتلة.
وأوضحت المصادر أن هذا الطلب جاء خلال المفاوضات التي تمت بين اللواء جبريل
الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ونظيره السعودي أحمد عيد، يوم الاثنين 21 أيلول/ سبتمبر الماضي في العاصمة الأردنية عمّان، حول إقامة مباراة
المنتخبين الفلسطيني والسعودي في التصفيات المؤهلة لـ"كأس العالم" 2018 و"كأس آسيا" 2019، والمقررة بتاريخ 13 تشرين أول/ أكتوبر الجاري على الأراضي الفلسطينية.
وبحسب المصادر، فإن الاجتماع بين الرجوب وعيد، انفض دون التوصل إلى اتفاق بشأن الطلب السعودي بنقل المباراة خارج الأراضي الفلسطينية، تجنبا لاحتكاك البعثة السعودية مع سلطات جيش الاحتلال الإسرائيلي عند المعابر الموصلة لملعب "فيصل الحسيني" الدولي بالرام شمال مدينة القدس المحتلة، والذي كان من المقرر أن يستضيف المباراة.
وكشفت أن الجانب الفلسطيني عرض نقل لاعبي المنتخب السعودي من العاصمة الأردنية عمّان على متن طائرات مروحية، تحسبا للاحتكاك مع جيش الاحتلال عند المعابر، في حين تمسك الجانب السعودي بموقفه المطالب بنقل المباراة لأي دولة يحددها الاتحاد الفلسطيني لـ"اعتبارات سياسية بحتة".
وأضافت المصادر: "أمام إصرار الجانب الفلسطيني إقامة المباراة في الضفة الغربية ورفض الجانب السعودي ذلك بحجة أن ذلك يعتبر تطبيعا ويرفض دخول لاعبيه عبر المعابر الإسرائيلية وتفتيشهم هناك، فقد اقترح الأخير إقامة المباراة في قطاع غزة كونه منطقة محررة ولأن لاعبيه لن يحتكوا بالجيش الإسرائيلي خلال وصولهم لغزة؛ وهو الاقتراح الذي قوبل برفض شديد من قبل الرجوب بحجة إغلاق معبر رفح وعدم وجود ملاعب مؤهلة في غزة لاستضافة مباريات كهذه".
وأوضحت أنه أمام إصرار الجانب الفلسطيني على إقامة المباراة في الضفة الغربية ورفضه نقلها إلى غزة أو خارج الأراضي الفلسطينية بحسب الطلب السعودي ووصول المفاوضات إلى طرق مسدود للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين؛ فقد اضطرت السعودية إلى التوجه بشكل رسمي إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي وافق على طلبها الاثنين 27 أيلول/ سبتمبر إقامة المباراة خارج الأراضي الفلسطينية، على أن يتم تحديد المكان بالتشاور مع الجانب الفلسطيني.
وأشارت المصادر إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" تفهم المبررات المقنعة التي قدمت من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم، في حين أكد مكتب اللجنة المنظمة لـ"مونديال روسيا" 2018 أنه استنادا للمادة (رقم 3/ الفقرة 4) في لائحة المونديال، فإن هذا القرار "نهائي وملزم"، إلا أن ذلك قوبل برفض من الرجوب، مؤكدا أنه "قرار ظالم" بحق الشعب الفلسطيني، متعهدا ببذل قصارى جهده من أجل إقامة المباراة على الأراضي الفلسطينية.
وأعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم، في بيان مقتضب نشره على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن "الفيفا" وافق على نقل المباراة إلى بلد محايد دون أن يذكر المزيد من التفاصيل.
وأكد مصدر باتحاد الكرة السعودي أن موافقة "فيفا" على نقل المباراة خارج الأراضي الفلسطينية، جاءت استجابة للمبررات التي ساقها اتحاد الكرة السعودي بشأن العوائق السياسية التي تمنع دخول منتخب بلاده إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأوضح أن "فيفا" لم يُحدد الدولة البديلة المستضيفة، تاركا للجانب الفلسطيني والسعودي الاتفاق على الأمر.
وكانت مباراة الذهاب أقيمت في السعودية في الحادي عشر من حزيران/ يونيو الماضي، بعدما كانت مُقررة في فلسطين، حيث تدخل رئيس السلطة محمود عباس آنذاك، وأعلن عن قراره بإقامة المباراتين في السعودية تقديرا لها ولمكانتها العربية والإسلامية، وهو ما وافق عليه الرجوب مُرغما حيث أكد خلال تعليق له على الموضوع "تحفظه على القرار السياسي".
ويلعب المنتخب الفلسطيني مع منتخبات المجموعة الأولى، ضمن التصفيات المشتركة المؤهلة لبطولتي "كأس العالم" 2018، و"كأس آسيا" 2019، والتي تضم السعودية والإمارات وماليزيا وتيمور الشرقية.
وكان المنتخب الإماراتي قد وصل إلى الأراضي الفلسطينية في الثامن من أيلول/ سبتمبر الماضي ولعب مع المنتخب الفلسطيني ضمن هذه المجموعة على ملعب "فيصل الحسيني" في الرام الذي رفضت السعودية اللعب عليه، حيث انتهت المباراة بالتعادل السلبي بدون أهداف.