"أنا كنت بحاجة فقط لشخص واحد ليحمل معي بوستر الحملة ونقف أمام مسجد الحصري في منطقة السادس من أكتوبر، لكني فوجئت بأكثر من 2100 شخص متضامن مع الحملة"، هكذا استهل عادل جمال، وهو مواطن
مصري أطلق حملة "شكرا أخي السوري"، حديثه لـ"
عربي21".
وأكد جمال أن الأحداث الأخيرة التي بات يعيشها السوريون، وحالة الشتات التي يمرون بها، دفعه للقيام بهذه الحملة، فرأى أنه من واجبه أن يقدم شيئا لإخوته في
سوريا بعد تخاذل الحكومات العربية عن نصرتهم، كما يقول.
ويقول عادل جمال لـ"
عربي21": "أنا أحد المتابعين عن قرب للقضية السورية، وربما يعود الأمر إلى أن غالبية أصدقائي من السوريين".
ويضيف: "بما أن الفترة الأخيرة حفلت بالكثير من الأحداث السلبية، وجدنا أن الحالة النفسية لجميع
اللاجئين سيئة جدا ومتردية، ولأني شخص محدود الصلاحيات، وجدت أن أفضل شيء قد أقوم به هو أن أدعمهم نفسيا، حتى لو اقتصر الأمر على كلمة شكرا، مع ابتسامة من القلب، وهدية رمزية، قد ترفع قليلا الروح المعنوية لدى السوريين"، حسب قوله.
ويتابع عادل حديثه لـ"
عربي21": "وجدت أن هناك طرقا عدة ليعبر الإنسان عن مساعدته وتضامنه؛ عوض أن يكتب شعارات رنانة على الـ"فيسبوك" قد لا يكون منها أي فائدة".
ويرى أنه "حتى نزولي في الشارع وتضامني بكلمات بسيطة وهدية رمزية قد لا يحل عقدة السوريين، لأن الإنسان يشعر دائما بالعجز أمام هذه المأساة الكبيرة؛ إلا أنه على الأقل قد يكون سببا في التأثير الإيجابي على القليل من الأشخاص، ولربما هم بدورهم أيضا يؤثرون إيجابيا على الأشخاص الذين حولهم وجيرانهم، وهكذا حتى تتوسع الدائرة".
وكانت الخطة أن يقوم المشاركون في الحملة بالنزول إلى الشوارع في مناطق في القاهرة ورفع لافتة مكتوب عليها "شكرا أخي السوري" على مساحة متوسطة في اللوحة لجذب انتباه المارة، مع ابتسامة صغيرة، وهدية رمزية عبارة عن "سوار" مكتوب عليه كلمة سوريا.
وقد يكون هذا العمل الفردي بادرة لعمل جماعي في التطوع الخيري لمساعدة اللاجئين، وبالفعل بعدها قامت مجموعة من الأطباء المصريين بالتطوع لعلاج اللاجئين السوريين المقيمين في مصر، لا سيما بعد حادثة غرق الطفل إيلان الكردي التي أثارت شجن الجميع وتعاطفهم. وتبرع أحد المحامين بفتح مكتبه للسوريين للاستشارات القانونية لجميع السوريين وبشكل مجاني.
ويتابع عادل: "البعض تبرع بإحضار هدايا للأطفال في يوم الحملة، وهو يوم الـ18 من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، بينما تعهد آخرون بإحضار الملابس، وتكفل آخرون بتأمين النقود للعائلات الفقيرة".
وبالإضافة لهذه الحملة، يعمل عادل مع مجموعة من أصدقائه بتأمين الدعم للمشاريع الصغيرة للعائلات السورية، مثل الطبخ في المنزل أو أعمال الحياكة والتطريز، أو الرسم وصنع الإكسسوارات، حيث يقومون بتصوير هذه المنتجات ثم التسويق لها من خلال صفحاتهم على الـ"فيسبوك". وتتم هذا النشاطات في محافظات عدة في مصر، آملين أن تشمل كافة المحافظات المصرية.
وتفاعل مع هذه الحملة أعداد كبيرة من المصريين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تقول رنا إحدى المشاركات في الحملة: "أخي السوري، أنت مقيم في مصر ومن أهل البلد ولست لاجئا، أنتم نورتونا وزدتمونا شرفا".
بدورهم السوريون شكروا الشعب المصري على وقوفه إلى جانبهم رغم مأساتهم أيضا، حيث يقول عبود: "إخوتنا أهل مصر، نحن لن ننسى وقوفكم بجانبنا، ولا يمكن أن ننكر فضلكم علينا، مصر وسوريا بلد واحد".
أما ميساء فتقول: "شكرا لك أخي المصري الذي تحاول أن تحمل من همومنا، ولو بشكل معنوي وبنية طيبة وبابتسامة صادقة".
وجاءت هذه الحملة بعد أيام من إطلاق مجموعة من اللاجئين السوريين حملة "شكرا ألمانيا"، التي من المفترض أن تجوب شوارع ألمانيا ويطلق لها هاشتاغ على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث رفض أحمد، وهو أحد المشاركين في حملة "شكرا أخي السوري"، أن ينسى فضل دولة احتضنتهم في أزمتهم.