بدا مستغربا التجرؤ الذي أقدم عليه رئيس الوزراء
العراقي حيدر
العبادي على قائد فيلق القدس الجنرال
قاسم سليماني الشخصية بارزة النفوذ في الساحة العراقية وفي المنطقة، حيث رفض انتقادات الأخير لحزمته الإصلاحية خلال اجتماع في بغداد.
فمنذ تولي إياد علاوي حكم العراق إبان 2003 وتلاه إبراهيم الجعفري وصولا إلى
نوري المالكي ومن ثم حيدر العبادي، لم يتواتر أي نبأ عن خلاف ما ضد الجنرال الإيراني قاسم سليماني، الذي يحظى بشكل شخصي باهتمام بارز داخل الأوساط السياسية والقيادات العسكرية العراقية حتى عدته إيران بأنه مستشارها الأمني في العراق.
السلطات الإيرانية تعلن بين الحين والآخر عن مقتل أحد ضباطها البارزين في معارك مباشرة مع تنظيم الدولة في العراق، الذي يعدّ تدخلا صريحا في الشأن العراقي، وأخذ إيران زمام المبادرة الفعلية لقيادة القطعات العسكرية العراقية في مدن سامراء وتكريت والأنبار وديالى.
قاسم سلمياني ظهر ولأكثر من مرة في مقاطع فيديو انتشرت سريعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال إشرافه المباشر على المعارك في المدن العراقية.
وتواجد سليماني يرمز لمدى التحالف المصيري بين بغداد وطهران، فيما نشرت العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر سليماني برفقة رئيس منظمة بدر هادي العامري، وكتائب حزب الله وأبو مهدي المهندس في جبهات القتال التي تشهدها بعض مناطق العراق، لتؤكد الأنباء التي تتحدث بأن إيران لا تتولى القيادة العسكرية فحسب، بل العملية السياسية برمتها خاضعة لأوامر إيرانية بحتة.
ووصل قاسم سليماني إلى مدينة كربلاء العراقية نهاية الأسبوع الماضي في زيارة قيل إن السلطات الإيرانية تحاول من خلالها ترميم الكتل الشيعية التي تعاني كثيرا في الوقت الراهن أمام تحديات الشارع العراقي الذي بدأ ينتفض ضد سياسة الحكومة التي يقودها التحالف الوطني الشيعي.
الهيئة السياسية للتحالف الوطني الشيعي التي يرأسها وزير الخارجية إبراهيم الجعفري عقدت اجتماعا هاما مطلع الأسبوع الحالي في العاصمة بغداد، وبحضور الجنرال الإيراني سليماني.
ومن أبرز الحاضرين نوري المالكي، والأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، وزعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم وممثل عن التيار الصدري، بحسب موقع رووداو الكردي.
الأنباء التي وردت من داخل أروقة الاجتماع تؤكد أن حضور سليماني لإصلاح أروقة "البيت الشيعي" وضمان عدم تقديم نائب رئيس الجمهورية المقال عن منصبه نوري المالكي إلى المحاكم.
ومن المزمع تقديم المالكي إلى المحاكم العراقية بذريعة اتهامه سحب القوات العسكرية في مدينة الموصل (مركز محافظة نينوى) حزيران/ يونيو 2014، ما سمح لتنظيم الدولة بالتوغل والسيطرة على ثاني أهم المدن العراقية.
وأبدى الجنرال الإيراني خلال الاجتماع انزعاجه من الإصلاحات التي أصدرها رئيس الحكومة العراقية العبادي، خاصة ما يتعلق المساس بنوري المالكي.
وحديث سليماني وتدخله بالشأن العراقي لقي رفضا واعتراضا مبالغا فيه من قبل حيدر العبادي، ما دفع بالجنرال الإيراني إلى مغادرة الاجتماع متوترا.
سابقة العبادي وجرأته على التصدي لتدخلات قاسم سليماني قد تغير الكثير من المعطيات في العملية السياسية التي تعصف سوءا في البلاد، خاصة وأن العاصمة بغداد والعديد من المدن العراقية تشهد مظاهرات عارمة تجوب الشوارع مطالبة الحكومة العراقية لإجراء إصلاحات حكومية وإدارية ضمن مؤسسات الدولة.