قال الجيش الأمريكي الخميس: "إن
العراق نشر للمرة الأولى جنودا دربهم
التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ضمن حملة لاستعادة
الرمادي عاصمة محافظة الأنبار من قبضة تنظيم الدولة".
جاء الإعلان خلال زيارة لم يعلن عنها مسبقا لوزير الدفاع الأمريكي آشتون
كارتر إلى بغداد؛ حيث التقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وأكد على "الحاجة إلى
قوات برية عراقية قادرة على قتال التنظيم المتشدد".
وقال كارتر لقوات أمريكية في مطار بغداد: "نحن نحقق بعض التقدم. نحتاج لفعل المزيد".
وانتزع التنظيم السيطرة على الرمادي قبل شهرين؛ ليوسع نفوذه على وادي نهر الفرات غربي بغداد في انتكاسة كبرى لحكومة العبادي والجيش المدعوم من الولايات المتحدة.
وكان سقوط الرمادي أسوأ هزيمة تلحق بالجيش العراقي منذ أن اجتاح مقاتلو تنظيم الدولة شمال العراق الصيف الماضي، وأثار تساؤلات بشأن قدرة حكومة بغداد التي يهيمن عليها الشيعة على تجاوز الانقسام الطائفي الذي ساعد التنظيم على التوسع في الأنبار.
وقال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الخميس: "إن حوالي ثلاثة آلاف جندي دربهم التحالف انضموا لمعركة استعادة الرمادي".
وأضاف وارن أن "نحو 500 مقاتل من العشائر السنية الذين دربهم ضباط عراقيون تحت إشراف جنود أمريكيين يشاركون أيضا في العملية".
وأشار وارن إلى أن "القوات العراقية مدعومة بالضربات الجوية لقوات التحالف تسعى لحصار الرمادي عاصمة محافظة الأنبار؛ لقطع الإمدادات عن تنظيم الدولة الإسلامية، ومحاصرة مقاتليه قبل شن هجوم للسيطرة على المدينة".
وأصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الشهر الماضي تعليمات بإرسال 450 جنديا أمريكيا آخر للعراق للانتشار في قاعدة التقدم الأكثر قربا من القتال الدائر بمحافظة الأنبار، التي تبعد 25 كيلومترا تقريبا فقط عن الرمادي.
وكان أحد أهداف الانتشار الأمريكي الجديد في قاعدة التقدم تشجيع العشائر السنية على المشاركة في المعركة ضد تنظيم الدولة، وتنسيق الجهود في قاعدة عين الأسد الجوية، التي توجد في الأنبار أيضا.
وسعى كارتر للتأكيد على ذلك الهدف في بغداد، التي أجرى فيها محادثات مع قيادات سنية، بينهم محافظ الأنبار.
وذكر وارن أن "القوات العراقية مدعومة بغارات جوية يشنها التحالف تقوم حاليا بعملية لتطويق الرمادي؛ بهدف قطع مصادر إمداد الدولة الإسلامية، ومحاصرة مقاتليها قبل التقدم للاستيلاء على المدينة".
وقال وارن نقلا عن مصادر على الأرض: "إن القوات العراقية تقدمت صوب منطقة حول جامعة الأنبار في الرمادي، وتتحرك بشكل ممنهج ومدروس ومتأن".
وقال: "إن الولايات المتحدة تقدر أن هناك ما بين ألف وألفي مسلح من الدولة الإسلامية في الرمادي".
وكان قادة فصائل شيعية خاضت معظم المعارك في العراق ضد تنظيم الدولة في الأشهر الاثني عشر الماضية قد أعلنوا إن التركيز الأساسي ليس على الرمادي، وإنما على مدينة الفلوجة القريبة، التي تخضع لسيطرة التنظيم منذ أكثر من عام ونصف العام.
وقال وارن: "إن حكومة بغداد لمحت إلى أن الفصائل الشيعية لن تشارك في عملية الرمادي"، مضيفا أن "حكومة العراق لمحت إلى أنها لا تنوي استخدام قوات الفصائل الشيعية في عملية تحرير الرمادي".
وفي ختام اللقاء الذي دام 45 دقيقة مع كارتر سعى العبادي للتأكيد على دور القوات العراقية في المعركة ضد تنظيم الدولة.
وقال العبادي: "إن القوات العراقية هي التي تقاتل على الأرض، وهي التي تحرر الأراضي المتبقية".