سياسة عربية

مختصون: الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم حرب بإعداماته الميدانية

أبو ماريا استشهد خلال محاولته منع الاحتلال من اعتقال نجله - أ ف ب
اعتبر مختصون قتل الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الخميس، للمواطن فلاح حمد زامل أبو ماريا (53 عاما) داخل منزله جريمة حرب وإعداما مباشرا.

وقال الباحث في مجال حقوق الإنسان ياسر علاونة، إن القتل العمد من المخالفات الجسيمة لاتفاقية جنيف الرابعة التي نصت على حماية المدنيين وقت النزاع، وقد أشارت الاتفاقية إلى ضرورة معاقبة مرتكبي تلك الأعمال بنصها، وتتعهد الأطراف السامية المتعاقدة بأن تتخذ أي إجراء تشريعي يلزم لفرض عقوبات جزائية فعالة على الأشخاص الذين يقترفون أو يأمرون باقتراف إحدى المخالفات الجسيمة لهذه الاتفاقية.

وقتلت قوات الاحتلال فجر اليوم الخميس المواطن فلاح أبو ماريا من بلدة بيت أمر شمال الخليل بإطلاق الرصاص عليه بشكل مباشر.

وأضاف علاونة في حديثه لـ"عربي21"، أن "القتل العمد هو مخالف جسيمة لما ورد في الاتفاقية بشكل واضح وصريح ويشكل انتهاكا للحق الذي ضمنته الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي انضمت إسرائيل إليها وصادقت عليها، فالحق بالحياة حق إنساني مقدس لا يجوز إهداره تحت أي ظرف، فالعهد الدولي الذي صادقت إسرائيل عليه ينص في المادة 6 على أن الحق في الحياة حق ملازم لكل إنسان، وعلى القانون أن يحمي هذا الحق، ولا يجوز حرمان أحد من حياته تعسفا".

وأوضح، أن القتل العمد وفق نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية يشكل جريمة حرب.

من جهته، قال مدير نادي الأسير في محافظة نابلس رائد عامر، إن ما حدث في الخليل وبالأمس في جنين، هو "جريمة بكل معنى الكلمه".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن جيش الاحتلال والحكومة الإسرائيلية يصعدان ضد الشعب الفلسطيني، فإلى جانب القتل العمد اعتقلت قوات الاحتلال عشرات العمال أثناء سعيهم للعمل في مناطق عام 1948، وسن قانون بحكم عشرين عام على الأطفال ملقي الحجارة، واعتبر أن ذلك "مؤشرا على سياسة إجرامية جديدة ضد الشعب الفلسطيني".

ونوه إلى أن الدوافع لذلك "الضغط على الشعب الفلسطيني لتقديم تنازلات، وجرنا لوضع غير مستقر
نهائيا".

وكان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، قال إن عمليات القتل الإسرائيلية اليومية للمواطنين هدفها ضرب الاستقرار وخلق مناخات من التوتر في المنطقة.

ودعا أبو ردينة إسرائيل للتوقف فورا عن خلق هذه المناخات المدمرة.

وقال في تصريح نقلته "وفا"، إن إسرائيل تهدف من وراء هذه الممارسات لإرسال رسالة للمجتمع الدولي المؤيد والمتعاطف مع القضية الفلسطينية، ولفت أنظار العالم عن النجاحات السياسية للقيادة الفلسطينية وإشغاله في صراعات لا تحمد عقباها.

300 شهيد أعدموا ميدانيا

وذكرت إحصائية لنادي الأسير أن الإعدامات الميدانية بحق الفلسطينيين، طالت أكثر من 300 مواطن خلال الأعوام السابقة؛ وطالب نادي الأسير بإدراج ذلك ضمن جرائم الحرب التي يحاكم عليها دوليا لردع حكومة الاحتلال.

بدوره قال المختص بالشؤون الإسرائيلية سمير حمتو، إن استشهاد أبو ماريا "كان خلال حالة دفاع عن نجله، وهذه الجريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهذه الجريمة ليست جديدة على جيش يتميز بالعنصرية وقائم على عقيدة القتل والإجرام وتصفية الوجود الفلسطيني ومصادرة حق الإنسان الفلسطيني في العيش على أرضه بحرية وأمان".

وتشهد مدن الضفة الغربية مداهمات شبه يومية لقوات الاحتلال يتخللها تفتيش للبيوت واعتقالات.

 وقال حمتو في حديثه لـ"عربي21"، إنه "لا يمر يوم إلا ويرتكب جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين جرائم بحق الفلسطينيين، وهذه سياسة متعمدة هدفها النيل من إرادة الفلسطينيين وإرهابهم وثنيهم عن التفكير في مقاومة المحتل".

ونوه إلى أن استمرار التصعيد الإسرائيلي سيزيد من احتقان وغضب الشارع الفلسطيني داعيا إلى "وقفة وطنية جادة للتعبير عن الغضب على ما يجري بحق شعبنا، ورفع الصوت عاليا ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الجرائم الإسرائيلية، ووقف التنسيق الأمني فورا".

وذكرت رواية جيش الاحتلال أن "الجنود تعرضوا لهجوم من جانب تجمهر عنيف عندما ذهبوا لاعتقال محمد للاشتباه في ارتكابه مخالفات أمنية".

وزعمت أن رجلا هاجم جنديا، ولذا أطلق الجندي النار على إحدى قدميه.

وأشارت إلى أنه لدى مغادرة الجنود المكان تعرضوا لهجوم آخر بالحجارة، ولذا "ردوا بإطلاق النار تجاه المحرض الرئيسي".

وقالت إن جنديا أصيب بـ"جرح خفيف".

عامر عقب بقوله إن الاحتلال يسوق الحجج لتبرير جرائمه، وتتمثل الحجة بأن الضحية يشكل خطرا على حياتهم؛ وأضاف: "نحن أمام سياسة تتمثل بالإعدامات الميدانية".

في حين قال المختص بالشؤون الإسرائيلية سمير حمتو إن "الاحتلال دائما يسوق حججا ومبررات واهية لارتكاب جرائمه بحق شعبنا ليظهر أمام العالم أنه هو الضحية، فجيش قائم على عقيدة القتل والإجرام لا يحتاج لمبررات، وإلا بم تفسر إطلاق النار بشكل عشوائي باتجاه منزل يقطنه آمنون ودون أن يكون هناك أي مقاومة آو اعتداء عليهم؟ وما مبرر قتل الأطفال وآخرهم طفل الأمس؟ وما مبرر قتل أكثر من 600 طفل فلسطيني وقتل عائلات بأكملها خلال الحرب على غزة؟".

وكان شاب فلسطيني آخر استشهد الأربعاء قرب مدينة جنين بالضفة الغربية.

وقال شهود عيان إن الشهيد محمد علاونة (22 عاما) لقي حتفه بعد إصابته بجروح خطيرة عقب اقتحام قوات إسرائيلية قرية برقين، غربي جنين، وشنت حملات دهم وتفتيش في العديد من المنازل، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الأهالي وجنود الاحتلال الذين أطلقوا الأعيرة النارية، فأصيب علاونة الذي نقل لمستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في جنين، حيث وصفت حالته بالحرجة، قبل أن يعلن الأطباء عن استشهاده في وقت لاحق.