فجر الجمعة العاشر من حزيران/ يونيو، شن
تنظيم الدولة هجومه الأعنف على مدينة الخالدية منذ أن فرض سيطرته على مركز مدينة الرمادي، أواسط أيار/ مايو الماضي، وتمكن من الحصول على مواقع جديدة في محيط المدينة، ما لبث أن تراجع عن بعض منها بعد اشتداد ضربات التحالف العربي الدولي على مواقعه.
حاول التنظيم فرض سيطرته على مدينة الخالدية، مركز تجمع القوات الأمنية والصحوات، والحشد الشعبي، ومقر الحكومة المحلية المؤقت لمحافظة الأنبار، تمهيدا للسيطرة على قاعدة الحبانية، مركز الإمداد العسكري الأكبر في الأنبار.
مصدر مقرب من تنظيم الدولة، قال في حديث خاص مع "
عربي 21": "لم تكن السيطرة على مدينة الخالدية هدفا للدولة في معارك يوم الجمعة، إنما كان لقياس رد فعل القوات المدافعة عنها، وحجم إسناد التحالف العربي الدولي لتلك القوات، بدليل أن القوة المهاجمة هم عشرات فقط، والدولة عندما تقرر خوض معركة فتح الخالدية، بالتأكيد ستزج المئات من مقاتليها لإنجاز الهدف".
من جانبه صرح مصدر مطلع في شرطة الحبانية لـ "
عربي 21" قائلا: "إن المعارك اليوم باتت تشكل خطورة حقيقية على قاعدة الحبانية الذي يضم قطعا عسكرية من
الجيش العراقي التي تحاول التوجه لمنطقة الفلاحات للمشاركة في عملية تحرير الفلوجة، ولكن حتى اللحظة لم تستطع القوة الخروج من منطقة كولي كمب، حيث أن معركة الخالدية غيرت من التكتيك المتبع، حيث توجه جزء كبير من الفوج المرابط في قاعدة الحبانية لمساندة جبهة الخالدية".
ووصف المصدر المطلع الوضع في قاعدة الحبانية بشكل عام، أنه "شبه مستقر، غير أن التنظيم يركز قصفه على القاعدة، وهو يسعى للسيطرة عليها لتأمين مدينة الفلوجة بالكامل، وأيضا لإلحاق المزيد من الأذى بفريق المستشارين الأمريكيين الذين يشرفون على تدريب متطوعي العشائر".
وقال المصدر المطلع في شرطة الخالدية: "إن المتطوعين هم من أبناء العشائر التي سقطت مناطقهم بيد تنظيم الدولة، ورغم أن الأعداد ليست كما كانت متوقعة، أو كما حدث في العام 2007، وأن عملية التدريب لا تسير بشكل جيد بسبب قصف التنظيم المستمر على القاعدة، لكن الأمر لا يخلو من تفاؤل".
وتابع المصدر، أن "القصف على قاعدة الحبانية بقذائف الهاون، يثير خشية المسؤولين من وقوع إصابات في صفوف المتطوعين يصعب تعويضها، أما بالنسبة للمستشارين الأمريكيين، فليس ثمة خطر حقيقي يهددهم، فهم يتحصنون عادة في ملاجئ آمنة منذ اللحظات الأولى لرصد تحركات التنظيم، وعموما القاعدة نفسها محصنة بشكل عام، ولا نضع في احتمالاتنا إمكانية سقوطها بيد التنظيم".
وسجل "إضافة إلى التحصينات المنيعة ضمن بناء القاعدة قبل عقود طويلة، يعد موقعها الجغرافي عاملا مهما مضافا للتحصينات بوجود مشروع النهر جنوب القاعدة، وهو مانع طبيعي مهم يمثل خط دفاع عن القاعدة، كما يساهم بشكل ما في عرقلة حركة مقاتلي التنظيم عن طريق الجسر المؤدي إلى منطقة سن الذبان، وقد حاول تنظيم الدولة فتح ممر له عبر هذا الجسر للوصول إلى القاعدة، لكن محاولاته باءت بالفشل".
يختم المصدر المطلع حديثه عن طبيعة التنسيق بين القوات العرقية والمستشارين الأمريكيين وعلاقة هؤلاء مع قيادات الحشد الشعبي، بالقول: "الأمريكيون يشرفون على تدريب المتطوعين دون تدخل من الضباط العراقيين بأي شكل كان، ومن المؤكد أن هناك 15 مستشارا أمريكيا يرفضون التعامل مع الحشد الشعبي، ويرفضون دخولهم إلى القاعدة"، ويعزو سبب ذلك إلى أن الأميركيين "يعرفون تماما أن أبناء الأنبار لا يرحبون بالحشد الشعبي، في حين يرحبون بأبنائهم الذين يقاتلون تنظيم الدولة".