أفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن النيابة العامة في بلدة نانتير أعلنت الثلاثاء أنه" لا وجه حق للدعوى المرفوعة في قضية تعرض الرئيس
الفلسطيني الراحل
ياسر عرفات "للاغتيال" عبر السم كما تؤكد أرملته.
وأعطت النيابة العامة "قرارا نهائيا يقضى بعدم وجود وجه حق" لهذه الدعوى حيث لم يصدر أي إتهام في إطارها.
وكان عرفات توفي قرب
باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر 2004 فيما رفعت أرملته
سهى عرفات دعوى عام 2012 أمام محكمة في نانتير بضواحي باريس الشمالية تؤكد تعرض الزعيم الفلسطيني للقتل بالسم.
من جهة أخرى أفاد تقرير لخبراء بالطب الشرعي في سويسرا قبل عامين بأن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ربما مات مسموما بمادة البولونيوم المشع.
وتشير سجلات عرفات الطبية إلى أنه مات في عام 2004 جراء إصابته بجلطة ناجمة عن اضطراب في الدم، لكن رفاته استخرجت العام الماضي وسط تواصل المزاعم بأنه مات مسموما.
وجاء في التقرير السويسري، الذي نشرته قناة الجزيرة الفضائية وصحيفة الغارديان البريطانية، خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 أنه عثر على "معدلات مرتفعة بصورة غير متوقعة" من البولونيوم المشع، مما يؤيد "بصورة معقولة" نظرية أنه مات مسموما.
لكن الخبراء أكدوا وجود مشاكل عدة في
التحقيق الذي أجروه، بما في ذلك أن التحقيق مبني على عينات محدودة، وأن الفارق بين تاريخ الوفاة وإجراء الفحوصات ثماني سنوات.
وكان تقرير فرنسي قد استبعد فرضية موت ياسر عرفات مسموما، وجاء تقرير الخبراء الروس مطابقا للتقرير الفرنسي، ولكنّ الخبراء السويسريون شكّوا في أن يكون إعلان الروس "تصريحا سياسيا" لا يستند إلى أي أسس علمية.
وقالت سها عرفات، أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل، إن نتائج التقرير كشفت عن"جريمة حقيقية.. اغتيال سياسي"، مضيفة في تصريحات إعلامية سابقة: "أكد هذا كافة شكوكنا.. لقد ثبت علميا أنه لم يتوفى طبيعيا.. ولدينا دليل علمي أن هذا الرجل قتل."
والبولونيوم-210 مادة فائقة الإشعاع. وتوجد هذه المادة بمستويات منخفضة في أغذية ويولدها الجسم بصورة طبيعية. لكن الجرعات الكبيرة من هذه المادة بوسعها أن تكون قاتلة.
وبعد مرور 11 سنة على رحيله، لا يزال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات رمزا وطنيا وبطلا بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي ينتظر الحصول على دولته المستقلة.
ولكن منذ عام 2000 ومع فشل مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، تبدو عملية السلام متعثرة، بسبب تعنت إسرائيل و مواصلتها لأنشطتها الاستيطانية في الأراضي المحتلة بينما يشترط الفلسطينيون تجميد الاستيطان قبل العودة إلى طاولة المفاوضات.