قالت صحيفة الأخبار اللبنانية الثلاثاء، إن ثمة متغيرات مهمة سيشهدها
العراق في المرحلة المقبلة ستغيّر المشهد الميداني السائد، مؤكدة أن انتصارات الجيش العراقي وقوات
الحشد الشعبي، دفعت الإدارة الأمريكية إلى تغيير طريقة عمل قواتها الموجودة في بغداد، فاتجهت مباشرة نحو التنسيق مع "الحشد" وإنشاء غرف عمليات مشتركة لتنسيق الجهود في الحرب على تنظيم الدولة.
ونوهت الصحيفة إلى أن واشنطن انتهت من وضع الخطط لتحرير الموصل وسلمتها لبغداد، على أن تكون قوات "الحشد" في مقدمة القوة المحررة.
وأكدت الأخبار أنها علمت من مصدر مطلع أن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، بحث مع قيادات من "الحشد" والجيش العراقي إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين القوات الأمريكية و"الحشد".
وقالت الصحيفة إن مصدرا رفيعا في مكتب رئيس الوزراء العراقي حيد العبادي كشف للصحيفة أن زيارة ديمبسي كانت مفاجئة، ولم تعلن لقاءاته مع القيادات السياسية أو المدنية.
وكشفت مصادر الصحيفة عن اجتماعات عقدها المسؤول الأمريكي مع قيادات من "الحشد" وقيادات عسكرية عراقية تناولت التطورات الميدانية والعمليات التي انطلقت أخيرا لتحرير
الأنبار، فضلا عن مناقشة إطلاق عمليات تحرير الموصل، وذلك وسط أجواء توحي بتوافقات على تعاون "محدود وغير معلن" بين "الحشد" والقوات الأمريكية، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة لتنسيق الجهود.
وأشار المصدر إلى وجود "مخاوف" بين قيادات في فصائل المقاومة العراقية التي سبق أن قاتلت القوات الأمريكية خلال احتلالها العراق. لكنه لفت إلى أنها "أصبحت أكثر مرونة من السابق"، مرجحا وقوف عدة عوامل وضمانات وراء تلك المرونة. ولكن المصدر نفى لقاء العبادي، بالمسؤول الأمريكي، وفقا لصحيفة الأخبار.
تقاسم المهام بين الحشد والقوات الأمريكية
وكشف مصدر في قاعدة الحبانية، شرقي الرمادي، التي تعد مقرا للقوات المشتركة العراقية وفيها عدد كبير من المستشارين الأمريكيين، عن اتفاق جرى أخيرا بتقاسم المهمات في القواطع العسكرية في الأنبار.
ووفق المصدر في القاعدة الذي تحدث إلى "الأخبار"، فإن القوات المشتركة العراقية من الجيش والشرطة و"الحشد الشعبي" و"فصائل المقاومة"، ستتولى تأمين مدينة الرمادي ومحيطها وصولا إلى حدود الفلوجة مع بغداد، فيما ستتولى قوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة مهمات حفظ الأمن من الرمادي غربا، وصولا إلى الحدود العراقية السورية.
وكان ديمبسي قد وصل إلى العاصمة بغداد، السبت الماضي، في زيارة غير معلنة. وأثنى، على غير عادته، على أداء القوات العراقية وسير معارك تحرير مدينة الرمادي، مؤكدا أنه لا حاجة إلى وجود جنود أمريكيين في العراق.
وقالت الصحيفة إن "القوات الأمريكية التي وضعت خطة تحرير مناطق الخالدية والفلوجة والرمادي، سلمت الحكومة العراقية خطة تحرير مدينة الموصل، التي ستكون مباشرة بعد تحرير الأنبار". ووصفت المصادر الخطة بـ"المُحكمة"، و"القادرة على حسم المعركة لمصلحة العراق".
ونوهت "الأخبار" إلى أن "قوات الحشد ستكون في مقدمة عمليات التحرير، وسيكون لها دور رئيس في العملية، على عكس ما يُشاع من رفض لمشاركتها"، مؤكدة أن "الخطة التي سلمت قبل أيام للحكومة، لم يطلع عليها سوى القيادات الأمنية الكبيرة، حفاظا على أهميتها وتنفيذها بسرية".
واستدركت الصحيفة بالقول: "لكن، عملية تحرير الموصل المرتقبة لن تكون سهلة، فجغرافيتها المرتبطة بمدينة الرقة السورية، مكنت تنظيم داعش من تحصين معاقله وزيادة الدعم لمقراته في المدينة، وهو يمتلك مجاميع انتحارية وأسلحة استولى عليها من القوات العراقية التي انسحبت من المدينة، بالإضافة إلى المدنيين الذين سيتخذهم دروعا بشرية. فكل هذا قد يجعل القوات المحررة تتأنى بالتقدم وضرب الأهداف".