سياسة عربية

مقتل 700 مسلح من الحشد الشعبي في بيجي خلال شهر ونصف

حيث يسيطر تنظيم الدولة على مصفاة بيجي - أ ف ب
مدينة "بيجي" تقع في محافظة صلاح الدين تبعد عن شمال بغداد 210 كيلو متر، ولها أهمية خاصة بالنسبة للحكومة العراقية لثروتها الاقتصادية والنفطية، ففيها أكبر مصفاة نفط في العراق، ومن أهم أحياء المدينة هي الحي العصري، حي التأميم، تل الزعتر، الدربات القديمة (الدربات الفوكَ)، وهناك أحياء أخرى أنشأتها الدولة للموظفين العاملين في المصفاة ومحطة توليد الطاقة الكهربائية وغيرها ومن هذه الأحياء: حي الكهرباء، وحي النفط، وحي الزيوت، وحي المصافي الذي يبعد 9.6 كيلو متر عن مركزها.

تدور معارك بمدينة "بيجي" في محاولة للمليشيات الشيعية والشرطة الاتحادية السيطرة على المدينة، والوصول إلى مصفى بيجي والسيطرة عليه، وطرد تنظيم الدولة منها.

تحدث لـ "عربي 21" مصدر حكومي وهو عنصر من صحوات عشيرة الجيسات بالمزرعة جنوب "بيجي" عن معركة "بيجي" قائلا: عناصر التنظيم يمتلكون الأرض، وهم يتحكمون بالمعركة، حيث تقدمت قوات الحشد الشعبي إلى وسط بيجي وحدثت الكارثة بعد السيطرة على أحياء التأميم العصري، وتل أبو جراد، فقام عناصر التنظيم بالهجوم المباغت في ليلة واحدة خسرت المليشيات الشيعية والشرطة الاتحادية في ثلاثة أحياء من المدينة أكثر من 20 آلية، ودمرت دبابتان، وقتل ما يقارب 350 عنصر خلال معركتين استمرت لثلاثة أيام داخل "بيجي".

وقال عنصر آخر بحديث خاص لـ"عربي 21": "أخي هو أحد عناصر الحشد الشعبي قتل في الحي العصري بمدينة "بيجي"، حيث حصل هجوم قوي قتل فيه أكثر من 80 عنصر بينهم كبار من الحشد، وانسحبت العناصر الأخرى دون سحب الجثث لشدة المعركة، ومازالت الآن جثث عناصر الحشد الشعبي من بينهم أخي في أزقة الحي العصري لمدينة بيجي، وعشرات الجثث الأخرى".
 
وفي اتصال لـ"عربي 21" مع قيادي في شرطة صلاح الدين يدعى المقدم أحمد الجبوري قال: تحدثت مع عنصر من المليشيات الشيعية وقال لي خسرنا أكثر من 700 عنصر خلال شهر ونصف في بيجي، وخسرنا أكثر من 250 آلية من كل محاور مدينة "بيجي"، ولم نستطيع أن نحصل على تقدم فعلي في أي منطقة.
 
وأضاف لـ "عربي 21" أن عنصرا جريحا قادم للموصل من التنظيم كان قد شارك في معارك "بيجي"، أكد انتشار رائحة كريهة في مدينة بيجي، وذلك لكثرة جثث تعود لعناصر المليشيات الشيعية والشرطة الاتحادية، حيث أن أحد الشوارع بحي العصري يضم أكثر من 30 جثة قتلوا أثناء محاولة هروبهم خارج مدينة بيجي، على حد قوله.

 ويضيف: "من جهة أخرى حاصرنا قوة من المليشيات في قرية البو جواري القريبة من المصفى لمدة يومين، وبعدها هاجمناهم وتم قتلهم جميعا، كانوا حوالي 50 عنصر، وتم الاستيلاء على ثماني آليات".
 
ويقول لـ "عربي 21" مقاتل آخر تابع لتنظيم الدولة: "نحن نعتبر مدينة بيجي خط الدفاع الأول عن الموصل، والشرقاط، والمدن الأخرى، وبكل قوة سندافع ونوقع خسائر بالمليشيات، ولن نجعلهم يسيطرون على المدينة التي مازلنا نسيطر عليها بالكامل وتراجعت المليشيات إلى السكك غرب بيجي، والمالحة، والمزرعة جنوب "بيجي" بعد الضربات القوية التي تلقوها".