سياسة دولية

لوفيغارو: من يكون منفذ هجمات القاعدة العسكرية بتينيسي؟

منفذ الهجوم على القاعدة العسكرية محمد يوسف - أرشيفية
نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول الخلفية الاجتماعية والأكاديمية والعائلية لمحمد يوسف، منفذ الهجوم على القاعدة العسكرية بمدينة تشاتانوغا بولاية تينيسي الأمريكية، التي راح ضحيتها 4 عناصر من قوات المارينز، سلطت فيه الضوء على انعدام الدلائل التي قد تشير إلى انضمام هذا الشاب الأمريكي ذي الأصول العربية لأي تنظيم مسلح أو حتى تبني أفكار يمكن وصفها بأنها "متطرفة".
 
وأوردت الصحيفة في هذا التقرير، الذي ترجمته "عربي 21"، أن محمد يوسف عبد العزيز، ذا الأربعة وعشرين سنة، وهو كويتي حاصل على الجنسية الأمريكية، قد لقي حتفه يوم الخميس؛ إثر إقدامه على قتل أربعة جنود مارينز بمدينة تشاتانوغا بولاية تينيسي.
 
وأضافت أن هذا الشاب ولد في الكويت، من أم كويتية وأب فلسطيني، وأنه قد انتقل مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد اندلاع حرب الخليج الأولى. كما أشارت إلى أنه قد تحصل على الجنسية الأمريكية، وعاش طفولته في الضاحية السكنية الهادئة هيكسون، التابعة لمدينة تشاتانوغا، وعاش الحياة العادية للطبقة المتوسطة الأمريكية.
 
وأوضحت أن محمد يوسف عبد العزيز ارتاد المعهد الموجود في الحي، واختار ممارسة رياضة الملاكمة، وكان رياضيا جيدا، ومؤهلا لتعلم الفنون القتالية، ثم تحصل على شهادة مهندس من جامعة تينيسي، وكتب على ألبوم صور تخرجه من المعهد، أين تظهر صورته وهو حليق الذقن وقصير الشعر، كلمات استبق من خلالها المستقبل، حيث كتب "اسمي سبب في إثارة حالة طوارئ وطنية، وأنت؟".
 
وذكرت الصحيفة أن جيران عائلة عبد العزيز يصفون والدي محمد يوسف بأنهما كتومان ولطيفان ومتدينان. كما أن والده، الذي كان يعمل في الأشغال العامة للمدينة، كان قد تم وضعه في السابق تحت المراقبة من قبل مركز التحقيقات الفدرالي، بعد الاشتباه في تمويله لتنظيمات مسلحة من خلال شركات أخرى تعمل كواجهة، ولكن ابنه محمد يوسف لم يظهر في سجلات الشرطة قبل ارتكابه لحمام الدم يوم الخميس.
 
كما قالت إن الشاب قام بإنشاء مدونة شخصية نشر فيها مقالان، منذ يوم 13 تموز/ يوليو الماضي، واحد بعنوان "سجن اسمه الدنيا"، يصف فيه مآسي العالم الدنيوي ورغبته في الفرار، وآخر بعنوان "فهم الإسلام: حكاية ثلاثة عميان" وهو عبارة عن حكاية  ذات عبرة يتحدث فيها عن فهمه ونظرته للإسلام.
 
وأشارت إلى أنه كتب سابقا أنه "يجب أن ندعو الإله أن يلهمنا الفهم الصحيح للإسلام، وأن يمكننا من التعايش مع هذا الفهم، وأن يسهل لنا القيام بدورنا كما يجب"، وأضاف أن الحياة "قصيرة ومرّة"، وأن على المسلم ألّا يضيع أي فرصة من أجل التفاني في "خدمة الله".
 
وذكرت "لوفيغارو" أن الصور الأخيرة للجاني المحملة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهره بلحية كثيفة، كما تم توقيفه منذ فترة من قبل الشرطة بتهمة القيادة تحت تأثير المخدرات. وأضافت أن محمد يوسف يظهر مبتسما وشريد العينين في الصور التي تم أخذها عند اعتقاله.
 
وفي الأخير، أكدت الصحيفة أنه لم يتم تحديد أي روابط بين محمد يوسف وأي تنظيم إرهابي، وأن الشاب قد تعود ارتياد مسجد مدينة تشاتانوغا الذي أكد القائمون عليه أنه لا يُشجع على التطرف، ولا يحرض على العنف، حيث قالوا: "نحن لا نرغب في نشر هذا الفكر الأسود. ليست هاته هي الرسالة التي نريد نشرها، ولكننا لا نستطيع السيطرة على ما يقوم به الناس على الإنترنت".


صحيفة لوفيغارو الفرنسية
تقرير: أوجيني باستييه 

الرابط:https://premium.lefigaro.fr/international/2015/07/17/01003-20150717ARTFIG00135-qui-etait-muhammad-youssef-abdulazeez-le-tueur-de-chattanooga.php