سياسة عربية

صحوات تلوح بالتصعيد مع الشرطة بعد مقتل قيادي بعامرية الفلوجة

ترى الصحوات أنها الأجدر باستلام زمام الأمور في مناطقها - أرشيفية
مع طول مدّة الحصار الذي يفرضه تنظيم الدولة على ناحية عامرية الفلوجة (30 كيلومترا إلى الجنوب من مركز الفلوجة في محافظة الأنبار غرب العراق)، تزداد الخلافات بين صحوات عشيرة البوعيسى من جهة، وفصائل الحشد الشعبي ممثلة بحزب الله العراقي من جهة أخرى، حيث تطور الأمر لاشتباكات قتل فيها قيادي في الصحوات، مع تحذير من توسع نطاق هذه الاشتباكات في حال دفع الحكومة بعناصر إضافية من المليشيات لمناطق الصحوات.

فبعد فترة من الهدوء النسبي بين مليشيات الحشد والصحوات، طفت على السطح موجة جديدة من الخلافات يقول عنها القيادي في صحوة عامرية الفلوجة، سطام العيساوي، في حديث خص به "عربي21": "نحاول بالتنسيق مع قيادات في صحوات البوعيسى تطويق مثل تلك الخلافات، وفرض الصلح بشكل مؤقت، وهي خلافات تخدم تنظيم الدولة الإسلامية فقط، لكنها مع الأسف باتت تتسع لتشمل شرطة الأنبار التي تمارس مهامها في الناحية بعد انسحابها من الرمادي".
  
وجاء مقتل القيادي في الصحوات، عادل العيساوي، خلال محاولته تلافي التقصير الحكومي في دعم وإسناد المقاتلين المدافعين عن مدينته، عامرية الفلوجة، حيث سعى إلى تطوير بعض الأسلحة في شركات التصنيع العسكري للتصدي لتنظيم الدولة في وجه هجماته المتكررة على الناحية، حيث زادت الحاجة إلى المزيد من الأسلحة بعد انسحاب قوات الشرطة من مدينة الرمادي عقب سقوطها بيد التنظيم.

وعلى خلفية هذا العمل، نشبت خلافات حادة مع شرطة الرمادي، يروي تفاصيلها لـ"عربي21"، شاهد عيان من عناصر الشرطة، رفض الكشف عن اسمه، قائلا: "بدأ الخلاف مع شرطة الرمادي حول عائديه شركة التصنيع، ورفض عادل العيساوي تسليمها إلى ضابط شرطة الرمادي، ثم تطور الخلاف إلى اشتباك بالأيدي، واستخدام الأسلحة الشخصية، ونتج عنه مقتل ضابط من شرطة الرمادي برصاصة في الصدر أطلقها شقيق مدير الناحية، عادل العيساوي، الذي قُتل هو الآخر عندما بادره أحد أقرباء الضحية بإطلاق النار عليه فورا، بعدها تم إخلاء القتيلين إلى مستشفى الناحية".
  
على أثر ذلك، عقدت قيادات من عشائر عدة اجتماعا لتطويق الأزمة والخروج منها بأقل الخسائر. وكان من نتائج الاجتماع؛ الاتفاق على هدنة مؤقتة لفرض التهدئة، والترتيب لصلح ينهي أي خلاف مستقبلي، "إلا أنّ عائلة الضابط المقتول ترى أن ابنها قُتل بعد أن جاء مدافعا عن ناحية العامرية.

ويقول سطام العيساوي: "هددت شرطة الرمادي بالاستعانة بكتائب حزب الله العراقي التي تعيش علاقات متوترة مع مقاتلي الصحوات، وشرطة عامرية الفلوجة الذين يطالونها بالمغادرة، أو الالتزام بأوامر قيادة شرطة المحافظة والجيش في الناحية".

ومع الكثير من المؤشرات الميدانية على اقتراب موعد هجوم تنظيم الدولة على الناحية، تتطور الخلافات بين الأطراف المختلفة في الناحية وما حولها.

ويقول العيساوي: "كان عادل العيساوي من أوائل المقاتلين المدافعين عن الناحية، وبعد أن تأكدنا من أن الحكومة لن تدعمنا كما تدعم مليشيات الحشد الموجودة في الناحية، فتح عادل مشروعه لتطوير الأسلحة على قدر المستطاع، وكان منعزلا في الفترة الأخيرة في الورشة متنقلا بينها وبين السواتر الأمامية".

ويضيف: "كان تصرف الضابط المقتول تصرفا استفزازيا، حيث إن عادل العيساوي لديه موافقة من مدير الناحية على العمل في الورشة، وشرطة الرمادي جاءت هاربة من الرمادي، وعليها الانضواء تحت قيادة الناحية، لا إصدار الأوامر، والاستيلاء على بعض المواقع واتخاذها مقرات لها".

ويتابع العيساوي: "ما كنا نعانيه من تصرفات مليشيات الحشد جعلنا نتعامل بصرامة مع أي شخص من خارج مناطقنا يحاول أن يفرض نفسه قائدا علينا، فنحن من تصدى للتنظيم على مدى سنوات، ونعرف كيف ندافع عن مناطقنا"، حسب قوله.

وحذّر القيادي في صحوات البوعيسى، في ختام حديثه الخاص لـ"عربي21"؛ من تداعيات هذه الحادثة، واحتمالات تطورها إلى اقتتال داخلي يخدم تنظيم الدولة، مشددا على أن "على قيادة شرطة الأنبار سحب عناصر شرطة الرمادي فورا قبل أن تتطور الخلافات إلى ما لا تحمد عقباه، ولقطع الطريق على معركة داخلية يكون الرابح الوحيد منها تنظيم الدولة الإرهابي"، على حد وصفه.