قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن تحالفا من
القبائل السورية المؤثرة أعلن عنه؛ ليواجه
تنظيم الدولة في العراق والشام.
ويشير التقرير، الذي أعده كيم سينغوبتا، إلى أن التحالف القبلي تم تشكيله بمساعدة من المبعوث الدولي الخاص للأمم المتحدة إلى
سوريا ستيفان دي ميستورا، وقائد القوات الغربية السابق في أفغانستان الجنرال الأمريكي جون ألن، وهو ممثل الرئيس باراك أوباما للتحدث مع جماعات المعارضة السورية التي تقاتل نظام
الأسد.
وتبين الصحيفة أن زعماء العشائر قد التقوا في السعودية وفي دول الخليج، التي تعد الداعمة الرئيسة للمعارضة السورية عسكريا وماليا. مشيرة إلى أنهم سيلتقون قريبا بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
ويقول سينغوبتا إن زعماء العشائر هؤلاء مؤثرون كثيرا في مجتمعاتهم القبلية، ويقودون مئات الآلاف من السوريين. وقد التقوا قبل أسبوعين بالمبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في جنيف. وطلب من 11 زعيما منهم المساعدة في التوصل إلى حل سلمي مع الحكومة السورية.
ويذكر التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أنه في بداية الشهر الماضي طلب منهم القائد الأمريكي السابق للقوات الغربية في أفغانستان جون آلن، الذي أوكلت إليه مهمة تشكيل قوة فاعلة من جماعات المعارضة السورية، أن يجندوا أبناء قبائلهم في الحرب ضد تنظيم الدولة.
وتفيد الصحيفة بأن الولايات المتحدة تهدف إلى إنشاء صحوات سنية في سوريا، على غرار الصحوات العراقية.
وأجرى الكاتب مقابلات مع بعض زعماء القبائل، عقب الإعلان عن تشكيل تجمع للقبائل، تحت اسم "تحالف القبائل والعشائر السورية"، وقد أكد الزعماء القبليون أنهم مصممون على مقاومة أي تدخل خارجي، خاصة أن الولايات المتحدة تريد منهم مواجهة تنظيم الدولة، أما السعودية ودول الخليج الأخرى فتطالبهم بتوجيه أسلحتهم نحو الأسد وتنظيم الدولة.
ويلفت التقرير إلى أن الأردن قد عبر عن استعداده لتدريب أبناء العشائر، لكن القادة قالوا إنهم سيقررون الموافقة من عدمها بعد لقائهم بالملك الأردني.
وتنقل الصحيفة عن زعيم عشيرة العطيفات من قبائل عنزة عايض العطيفي قوله إن هدفهم هو تشكيل جبهة موحدة، بناء على ما جرى بينهم وبين ألن؛ لتلافي الانقسام أو الشك.
ويؤكد سينغوبتا أن زعماء العشائر ليسوا جزءا من الائتلاف الوطني السوري، ولا يرغبون بأن يحلوا مكانه. ويعتقد الكاتب أن قادة العشائر السورية يعدون عاملا رئيسا في النزاع السوري، مشيرا إلى شكوك زعماء العشائر بالنوايا الأمريكية.
ويقول الشيخ عايض للصحيفة: "تحدثت بنفسي مع جماعة الجنرال ألن، عندما طلبوا من مقاتلينا الانضمام والقتال ضد تنظيم الدولة". وأضاف: "في الحقيقة إننا نقاتل داعش بأنفسنا، وقد فعلنا هذا دون دعم أو غطاء أمريكي".
ويورد التقرير أن الشيخ عايض قد تساءل عن السبب الذي يدعو أمريكا لدعم الأكراد والشيعة في العراق وليس العرب، ويقول: "لماذا يقدمون الدعم الجوي للمقاتلين الأكراد والشيعة في العراق، وليس لنا؟ قد أخبرنا الأمريكيين أننا سنفكر بما قالوه لنا عندما يتم التعامل بطريقة متساوية. ولكن الحوار سيستمر، ولم ندر ظهورنا للأمريكيين بعد".
ويوضح الكاتب أن زعماء العشائر السورية يشتكون بشكل عام من أن الأمريكيين يطلبون منهم مواجهة تنظيم الدولة، في الوقت الذي يطلقون فيه التصريحات اللفظية حول مواجهة الأسد. ويقولون إن السبب في ذلك هو حاجة باراك أوباما للإيرانيين، داعمي نظام الأسد الرئيسين، في إشارة إلى المحادثات النووية بين
إيران والقوى الدولية.
وتنقل الصحيفة عن الشيخ إرحيمان كوان الجبارة من قبيلة العقيدات، قوله: "على الولايات المتحدة حماية العراق بعد الفوضى التي خلقتها هناك، ويريد أوباما توقيع صفقة نووية مع إيران لتكون إرثه السياسي"، ويضيف: "إن من تمت التضحية بهم من أجل هذا هم السوريون. وكذلك السياسات الطائفية لنوري المالكي والأسد، التي خلقت هذا الوضع المريع".
ويقول الشيخ الجبارة: "أنا وإخواني الشيوخ نحظى بدعم حوالي 300 ألف شخص من عشائرنا المباشرة، وعدد كبير آخر من العشائر الممتدة وفروع القبيلة. واكتشفنا أن لدينا مسؤولية، وأن علينا التحرك. ولو أراد النظام سلاما فنحن بالطبع سنناقشه. ولكننا لم نشاهد إشارات عن جدية النظام للحوار".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن شيوخ القبائل قد انتقدوا المبعوث الأممي الخاص دي
ميستورا، الذي كان بطيئا في الرد على الفظائع، مثل البراميل المتفجرة، وقالوا إن النظام استخدم اتفاقيات وقف إطلاق النار المحلية للتوسع.