سياسة عربية

لوتون: هل تكون هدية جبهة النصرة في العيد استرداد حلب من تنظيم الدولة؟

قامت تركيا بنشر قواتها على الحدود خوفا من استغلال الأكراد لهجمات جبهة النصرة - ا ف ب
نشرت صحيفة لوتون السويسرية، تقريرا تحدثت فيه عن رغبة جبهة النصرة في السيطرة على مدينة حلب مع اقتراب عيد الفطر، أكدت فيه أن مثل هذه الخطوة قد تمثل صفعة قوية لنظام بشار الأسد، الذي يجد نفسه في وضع حرج، خاصة وأن حلب هي العاصمة الاقتصادية لسوريا.
 
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي 21"، إن جبهة النصرة، التي تمثل فرع تنظيم القاعدة في سوريا، قد قرر القيام بحملة عسكرية هدفها الاستيلاء على مدينة حلب، التي تعتبر القلب الاقتصادي للبلاد، بمناسبة نهاية شهر رمضان وقدوم العيد، وأكدت أن الجبهة قد سمّت حملتها هذه "حملة أنصار الشريعة"، باعتبار أنها تطمح إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في حلب بعد "تحريرها".
 
وأفادت أن الجبهة "تريد أن تنصر إخوانها المظلومين في حلب، وأن تنتقم لنسائهم وأطفالهم الذين تمت استباحتهم وإراقة دمائهم، وذلك عن طريق السيطرة على كل المنافذ الحيوية للمدينة، ودفع الطرف المقابل نحو المواجهة المباشرة".
 
كما ذكرت أن حلفاء جبهة النصرة في تزايد مستمر، حيث تحظى اليوم بدعم المملكة السعودية، وقطر والإمارات العربية المتحدة وتركيا، وأضافت أن خسارة مدينة حلب ستكون عبارة عن صفعة مؤلمة لنظام بشار الأسد، الذي فقد كل أمل في استعادة السيطرة على كامل البلاد، بالنظر للهزائم العديدة التي تكبدها ومعنويات جنوده المتدنية.
 
وأشارت الصحيفة أن الوضع في حلب يختلف عن الوضع في بقية أنحاء البلاد، إذ لا ينحصر الأمر في تنافس طرفين على هدف واحد، بل إن الصراع يتجاوز جبهة النصرة ونظام الأسد ليشمل تنظيم الدولة، والمقاتلين الأكراد في شمال البلاد، حتى أصبح الجميع يحارب الجميع، بعد أن استنفذت سنوات الحرب كل فرص التحالفات الظرفية، وهو ما سيؤدي إلى إعادة تقسيم المجال السوري بطريقة مختلفة.
 
ونقلت الصحيفة، عن الباحث والمحلل المختص في الشأن السوري فرانسيس بالانش، أن "الوضع في سوريا عبارة عن لعبة من أربعة أطراف، وأن كل تحالف يمكن أن يقوم سيواجه تحالفا مقابلا".
 
كما أشارت الصحيفة إلى أن تركيا تراقب الوضع بكل دقة، وقد قامت بنشر قوات احتياطية على امتداد حدودها مع سوريا، وذلك تخوفا من استغلال الأكراد لهجمات جبهة النصرة، من أجل تكوين شريط كردي يربط بين العراق وسوريا قد يتحول مع مرور الوقت إلى دولة كردية على الحدود التركية، وهو ما يمثل أمرا غير مقبول بالنسبة لأنقرة.
  
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن المتضرر الأكبر من هذا الصراع هو المواطن السوري البسيط، الذي اضطر إلى ترك مدينة حلب واللجوء إلى المخيمات حفاظا على حياته، ليبقى عرضة للظروف المعيشية القاسية وابتزاز المجموعات المسلحة التي تستغل هذه الظروف لتجنيد الشباب.