ملفات وتقارير

الخليجيون يتزايدون في صفوف تنظيم الدولة

مقاتلون خليجيون ظهروا في أحد إصدارات التنظيم - يوتيوب
تمكن تنظيم الدولة الذي أعلن مسؤوليته عن أعنف هجوم بالكويت يوم الجمعة الماضي، من تكوين شبكة مقاتلين في دول عربية بالخليج نفذت سلسلة تفجيرات انتحارية استهدفت الأقلية الشيعية في شبه الجزيرة العربية.

ينحدر بعض قادة التنظيم من الخليج. ودعت ولاية نجد فرع التنظيم في السعودية إلى إخلاء شبه الجزيرة العربية، خاصة السعودية كبرى دول المنطقة، من الشيعة.

ويتبع تنظيم الدولة منهجا متشددا يكفر الشيعة ويرغب في الإطاحة بالملكية التي يرى أنها تتنافى مع الإسلام.

وفي ما يأتي تفاصيل عن مقاتلين من دول خليجية عربية في التنظيم وهجمات أعلن مسؤوليته عنها في الآونة الأخيرة بشبه الجزيرة العربية.

 خليجيون عرب في قيادات التنظيم

تركي البنعلي: هو من مملكة البحرين وهو منظر بارز لفكر الدولة وله دور نشط في عملية التجنيد، وهو يشجب بقوة منتقدي التنظيم من المسلمين ويدافع عنه كدولة. وبعد قليل من إعلان التنظيم قيام "خلافة" مقرها العراق وسوريا قبل عام أصدر مكتوبا يحث فيه المسلمين على مناصرة القضية. وجاء في سيرة عن حياته كتبها أحد مريديه أن البنعلي -وهو في الثلاثين من العمر تقريبا- ممنوع من دخول عدة دول خليجية وكذلك مصر.

محمد إموازي: يقول مسؤولون غربيون إنه "جون الجهادي" منفذ الإعدامات الأشهر في التنظيم. ولد في الكويت لكنه انتقل إلى بريطانيا عندما كان في السادسة من عمره ونال فيما بعد درجة علمية في برمجة الكمبيوتر من جامعة وستمينستر. ويقال إنه الملثم المسلح بسكين مسلط على رقاب رهائن غربيين مثل جيمس فولي وستيفن سوتلوف. وينتمي إموازي إلى فئة "البدون" في الكويت أي الذين لا يحملون جنسية ويصل عددهم إلى عشرات الآلاف في البلاد. وقال محام وكله والد إموازي إن المسؤولين الغربيين لم يقدموا دليلا يثبت أنه هو "جون الجهادي".

بندر الشعلان: ضابط سابق في أجهزة الأمن السعودية وساعد في هيكلة التنظيم وتشجيع علماء الدين على تأييده. وتشير سلسلة تسريبات أطلقها شخص يقول إنه يقاتل في صفوف التنظيم في سوريا على موقع "تويتر" ولم يتم التحقق منها، إلى قيام الشعلان بدور مهم عندما تفرقت السبل بين الدولة وجبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا، إذ إنه حث شخصيات جهادية في الخليج على مبايعة الدولة والتبرع لها.

عمر "أبو بكر" القحطاني: داعية سعودي اختير ليكون أحد قادة التنظيم الثلاثة الرئيسيين المسؤولين عن الأمور الشرعية.

عثمان آل نازح العسيري: سعودي سافر للقتال في سوريا عام 2013 وهو من الأصوات البارزة التي دافعت عن الانضمام إلى الدولة أثناء خلافها مع جبهة النصرة. وردت أنباء بأنه قتل في سوريا في كانون الثاني/ يناير.

قال اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية لرويترز في  آذار/ مارس، إن 2284 سعوديا في المجمل انضموا إلى جماعات متشددة في سوريا منذ بدء الصراع عام 2011 وإن 645 منهم عادوا إلى المملكة وقتل نحو 570 آخرين.

التمويل

تشتبه الولايات المتحدة بأن جانبا من تمويل تنظيم الدولة يأتي من تبرعات خاصة من أثرياء خليجيين.

وقال ديفيد كوهين وزير الخزانة الأمريكي لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية في كلمة ألقاها في آذار/ مارس 2014 إن الكويت "هي مركز جمع التبرعات للجماعات الإرهابية في سوريا". وقال في كلمة ألقاها في تشرين الأول/ أكتوبر 2014 إن تنظيم الدولة لا يعتمد كثيرا على شبكات التبرعات الخارجية لكنه "يحتفظ بصلات مهمة مع ممولين في الخليج".

هجمات في السعودية

استهدفت الهجمات أبناء الأقلية الشيعية ورجال الشرطة وغربيين في المملكة، وتمثل أخطر تهديد للمتشددين في السعودية منذ أنهت البلاد حملة على تنظيم القاعدة استمرت من عام 2003 إلى عام 2006.

وقتل 24 شخصا في تفجيرين انتحاريين على مسجدين للشيعة بالمنطقة الشرقية في السعودية في أيار/ مايو. ونفذ التفجيرين متشددان سعوديان وأعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عنهما.

وقع التفجير الأول في قرية القديح يوم 22 أيار/ مايو  وقتل فيه 21 مصليا وأصيب قرابة مئة في أدمى هجمات في المملكة منذ سنوات.

وفي يوم الجمعة التالي فجر انتحاري يرتدي نقابا، نفسه داخل مسجد للشيعة بمدينة الدمام فقُتل معه ثلاثة آخرون.

وقالت وزارة الداخلية إن هناك ما يدل على وجود صلة بين زعيم الدولة أبي بكر البغدادي وخلية للمتشددين في السعودية كان مفجر القديح ينتمي إليها.

وقال المتحدث باسم الداخلية السعودية بسام عطية في أيار/ مايو، إن أحد أتباع البغدادي نسق مع خمسة سعوديين محتجزين الآن في السعودية وينتمون إلى الخلية نفسها التي ينتمي إليها المفجر الانتحاري صالح بن عبد الرحمن صالح القشعمي.

هجمات في الكويت

قتل انتحاري 27 شخصا عندما فجر نفسه داخل مسجد للشيعة في مدينة الكويت يوم 26 حزيران/ يونيو  في أعنف هجوم يشنه متشددون في هذه الدولة الخليجية.

وقالت الكويت إن منفذ التفجير سعودي يدعى فهد سليمان عبد المحسن القباع.

وذكر تقرير سنوي لوزارة الخارجية الأمريكية بشأن الإرهاب صدر هذا الشهر، أن الكويت أحبطت عدة محاولات قامت بها الدولة لتنفيذ تفجيرات في 2014، وعززت دفاعاتها الحدودية في مواجهة تسلل متشددين في العراق.

وفي كانون الأول/ ديسمبر 2014، اعتقلت الكويت خلية من 12 شخصا بينهم ضابطا شرطة سابقان بتهمة التخطيط لتفجيرات تستهدف مدنيين وأهدافا حكومية.

وقالت وزارة الداخلية الكويتية في أيار/ مايو، إن سبعة أفراد في خلية مرتبطة بالدولة اعتقلوا في أيار/ مايو لسعيهم لتنفيذ هجمات طائفية.