أقر وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري، وإيران محمد جواد ظريف، السبت، بصعوبة التوصل في القريب إلى اتفاق حول البرنامج النووي
الإيراني.
وقال كيري قبيل بداية
محادثاته مع نظيره الإيراني "مايزال أمامنا عمل شاق وهناك نقاط معقدة جدا، واعتقد أننا جميعا نتطلع إلى بذل الجهود النهائية لمعرفة إمكانية التوصل إلى اتفاق".
وأضاف كيري قبل مغادرة الصحافيين للقاعة، "أعتقد أن الجميع يود أن يرى اتفاقا، ولكن علينا أن نعمل حول بعض النقاط المعقدة"، مضيفا أنه "متفائل".
من جهته اعتبر ظريف أن على المفاوضين "العمل بجد لإحراز تقدم والمضي إلى الأمام".
وزاد "نحن مصممون على القيام بكل ما في وسعنا لتثمر هذه الجهود، وبطبيعة الحال فهذا يعتمد على القيام بأشياء كثيرة ونحن سنعمل على ذلك".
ودخلت المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني مرحلة حاسمة السبت فيما لم يعد أمام المفاوضين سوى أيام معدودة لتسوية أكثر المسائل صعوبة.
والمفاوضات الماراتونية حول هذا الملف الشائك الذي يعتبر من أصعب المسائل في العلاقات الدولية منذ بداية سنوات الألفين، يفترض أن تنتهي في 30 حزيران/يونيو لكن معظم المفاوضين يتفقون على القول بأنه يمكن تمديدها لبضعة أيام.
وفي الوقت الذي ستبدأ فيه المرحلة الأخيرة من المفاوضات "الأصعب" بدأ وزراء الدول المعنية، إيران ودول مجموعة خمسة زائد واحد (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين وألمانيا) التوافد إلى فيينا.
وينتظر وصول وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، السبت، إلى فيينا فيما قد يصل الأحد، وزيرا الخارجية البريطاني فيليب هاموند، والألماني فرانك فالتر شتاينماير.
وأعلنت بروكسل أن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغريني، ستصل إلى فيينا، الأحد، وستستمر المحادثات خلال أيام عدة حتى وإن لم يبق الوزراء حكما بشكل متواصل.
وقال مصدر دبلوماسي غربي في هذا الصدد، "ستكون أمامنا أيام وليال متوترة ومعقدة، وسيتعين علينا الحفاظ على كثير من الهدوء والدم البارد، لأن تسوية النقاط الأساسية في الملف تبقى بالغة الصعوبة".
وبحسب هذا المصدر الذي أكد أن "خلافات كبيرة ما تزال قائمة حول المواضيع الكبرى بالرغم من إحراز تقدم".
وقال هذا المصدر "الشفافية، عمليات التفتيش، رفع العقوبات والبعد العسكري المحتمل (للبرنامج النووي الإيراني)، هي المواضيع الأكثر صعوبة الواجب تسويتها في الأيام المقبلة"، معتبرا أن النتيجة النهائية هي الآن مسالة خيارات سياسية.
وصرح كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، الجمعة، في فيينا أن هناك "مسائل خلافية مهمة وأساسية"، ماتزال عالقة في المفاوضات بين إيران ودول مجموعة 5+1 حول برنامج طهران النووي، وأضاف "في الإجمال إن العمل يتقدم ببطء وأيضا بصعوبة".
وقال عراقجي بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية، "صحيح أنه تم إحراز تقدم وأنه تم سد الثغرات في جزء كبير من نص الاتفاق النهائي لكن الثغرات المتبقية تتعلق كلها بخلافات جوهرية وأساسية في وجهات النظر".
ومنذ أشهر عدة تتناول الخلافات الرئيسية بين الطرفين الجدول الزمني لرفع العقوبات الدولية الذي ترغب طهران برفعها دفعة واحدة عند إبرام اتفاق، وحول تفتيش المواقع العسكرية الذي ترفضه إيران، أو أيضا بشأن التوضيحات التي تطلبها الدول الكبرى حول البعد العسكري المحتمل للبرنامج النووي الإيراني.
ويريد المجتمع الدولي من جهته الحصول على ضمانات بأن البرنامج النووي الإيراني هو لغايات مدنية بحتة وأن طهران لن تسعى لاقتناء السلاح النووي، مقابل رفع تدريجي للعقوبات المفروضة على طهران منذ 2005 وتخنق اقتصاد البلاد.
وأجرت طهران والدول الكبرى مباحثات لسنوات بدون نتيجة، وبدأت منذ أيلول/سبتمبر2013 مفاوضات مكثفة للتوصل إلى اتفاق يكرس التقارب بين الولايات المتحدة وإيران بعد خلافات مستمرة منذ 35 عاما، وعودة جمهورية إيران إلى الساحة الدولية فيما يخيف تنامي نفوذها القوى السنية في المنطقة و"إسرائيل".
وقد أبرمت مجموعة 5+1 وإيران في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 اتفاقا مرحليا جدد مرتين وتوصلت بصعوبة في لوزان في نيسان/أبريل الماضي إلى تحديد أطر ما يمكن أن يكون عليه أي اتفاق نهائي.
وقال مسؤول أميركي كبير طلب عدم كشف اسمه "علمنا على الدوم أنه عندما نقترب من النهاية يصبح الأمر أكثر صعوبة، لأن الرهانات تصبح أكثر أهمية، نترك دائما الأصعب إلى النهاية".