نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا لروث شيرلوك في بيروت ولويزا لوفلك في القاهرة، حول شبكتي الناشطين في
الرقة، اللتين تنقلان إلى العالم الخارجي ماذا يجري في عاصمة
تنظيم الدولة، حيث تعد هاتان الشبكتان أعين وآذان العالم، وتتكونان من ناشطين يغامرون بحياتهم لكشف
جرائم التنظيم.
ويشير التقرير إلى أن الشبكتين هما "الرقة تذبح بصمت" و"عين على الوطن"، وقد أطلق تنظيم الدولة حملة اعتقالات ضد من يشتبه بعمله معهما.
وتقول الكاتبتان إنه بحسب شبكة الرقة تذبح بصمت، فقد اعتقل تنظيم الدولة حوالي 25 شابا على مدى اليومين السابقين على الحواجز وداخل مقاهي الإنترنت، وقالت الشبكة إن المعتقلين أخذوا للتحقيق معهم، وقالوا إنهم لا يعملون معهم.
وتذكر الصحيفة أن ثبوت العضوية لأي من الشبكتين يعني العقوبة بالسجن أو حتى الإعدام، الأمر الذي يعكس أثرهما وكونهما شوكة في حلق الجهاديين. وبينما يقوم التنظيم بتكريس حكمه، يريد أن تكون الصورة التي تظهر للحياة في المدينة، هي الصورة التي يعطيها التنظيم ذاته.
ويلفت التقرير إلى أن الصورة التي يعكسها الناشطون تتضارب عادة مع الصورة الرسمية، كما أن الناشطين تحدوا أحيانا القوانين التي تحكم عملهم، وقاموا بإرسال التقارير حول الغارات الجوية الأمريكية على أطراف المدينة. وقام الناشطون بتوثيق الإعدامات التي نفذت في "ميدان جهنم" في قلب المدينة، حيث يقوم التنظيم بتنفيذ أحكامه.
وتبين الكاتبتان أن تكثيف حملة تنظيم الدولة ضد الناشطين جاءت عقب سلسلة من الخسائر العسكرية قرب الحدود التركية. ويقوم التنطيم بتعزيز دفاعاته حول الرقة، بعد ان استولى المقاتلون الأكراد على قاعدة عسكرية على بعد 30 ميلا شمال المدينة.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن مدير شبكة "عين على الوطن" أحمد عبد القادر، قوله إن شبكته خسرت ستة رجال العام الماضي. ويضيف: "تم القبض على صحفيينا ثم أعدموا، لقد قطعوا رؤوسهم في الميدان الرئيسي، فمجرد التقاط صورة، أو التحدث مع أحد خارج سوريا، يعد جريمة تستوجب العقاب".
وتورد الصحيفة تأكيد عبد القادر لوجود الحملة القمعية ضد الناشطين في المدينة، وقال إن التقدم الذي أحرزته المليشيات الكردية وحلفاؤها تسبب بحالة من الفزع في المدينة، حيث قام التنظيم باعتقال العشرات من الرجال، وبقيت مصادره غائبة عن الإنترنت، وكان لا يمكن الوصول إليها خلال العشرة أيام الماضية.
وتفيد الكاتبتان بأن التنظيم قام بتركيب كاميرات مراقبة في شوارع الرقة، وقام الناشطون بالإخبار عن أماكن تلك الكاميرات عبر "تويتر". ويقول عبد القادر: "يجيبون على رسائلي فقط عندما يجدون مكانا آمنا لفعل ذلك، ويقوم التنظيم بمداهمات للبيوت، للتفتيش عن وجود إنترنت فيها، كما أنهم يتفحصون استخدام أجهزة الهواتف النقالة في الشارع".
ويكشف التقرير عن أن الناشطين يعملون وحدهم، ولا يعرفون أسماء الآخرين العاملين معهم في الشبكة ذاتها؛ للتأكد من أكبر مستوى من الأمان، ويأملون أن تمنع هذه السرية من كشف هويات الآخرين، إن اعتقل أحد الناشطين، وتم تعذيبه في سجون التنظيم.
وتنوه الصحيفة إلى أنه يتم تهريب التقارير الإخبارية من المدينة عن طريق الهاتف إلى تركيا، حيث يتم توزيعها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. مشيرة إلى أنه في الوقت الذي يشدد فيه تنظيم الدولة على الناشطين، فإن المجموعات الناشطة تعد بالاستمرار في حربها وحدها.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن المتحدث باسم شبكة "الرقة تذبح بصمت" يقول: "عندما يحرم السكان من الكلام نعطيهم صوتا، وعلينا أن نستمر".