توقفت الحملة العسكرية التي تقودها
السعودية على
الحوثيين في
اليمن، فوقفت السعودية بنصف انتصار ونصف هزيمة للحوثيين، ولكن
مصر بدت وكأنها مستفيدة من كل ذلك.
فكان من اللافت الموقف المصري السريع من المشاركة في "
عاصفة الحزم"، وبذلك لم تقدم السلطات المصرية موقفا متعارضا مع السعودية التي قبلت بالسلطة التي وصلت إلى الحكم عبر انقلاب عسكري في مصر، فلم يتخلف نظام عبد الفتاح السيسي عن "مسافة السكة"، وكان داعما ملاحظا في "عاصفة الحزم"، إلى جانب أنه هو ذاته الذي دعا إلى جيش عربي مشترك، وبمشاركته لم يتناقض مع نفسه.
وعلى الرغم من ذلك كله، جاءت مشاركة مصر في العمليات علنية، ولكنها -وفق مراقبين- كانت وكأنها غير موجودة، وبشكل لم يحسب عليها على الإطلاق.
وبذلك، لم تخسر الحوثيين، فالحل السلمي -وفق ما تم تداوله- قد أدارته مصر، وبموافقة حوثية كاملة، وبوفد جاء إلى القاهرة، بعد أن دعا رئيسها إلى الحوار أكثر من مرة، وأرسلت وزير خارجيتها سامح شكري إلى السعودية لوضع اللمسات الأخيرة له، وقبلت السعودية، وفق ما تناقلته صحف مصرية.
واستفادت مصر مما حدث في اليمن، حيث اتخذت الأزمة فرصة لتعزيز قواتها ووجودها أكثر وأكثر في باب المندب.
وكان من اللافت تصريحات السيسي التي قال فيها إن "أمن الخليج من أمن مصر، وهو خط أحمر"، متخوفا ممّا أثاره إعلامه من "البديل الإخواني اليمني" ومن قبول السعودية "الشراكة مع الإخوان في اليمن"، وتخوفه من تمدد هذه الشراكة إن حدثت مع الإخوان من اليمن إلى خارجه.
واعتبرت الصحافة في مصر أن تأكيد ضرورة مشاركة مصر منذ اللحظة الأولى جعل مصر تبدو قوة معتبرة لها نفوذها في المنطقة عند الجميع.