قال وزير الخارجية التركي،
مولود جاويش أوغلو، إنه على حكومة حيدر العبادي في
العراق أن تحول وعودها إلى أفعال دون مزيد من التأخير، داعيًا إلى حل فيدرالي فعال يتفق مع نصوص الدستور العراقي.
جاء ذلك خلال كلمة له بعنوان "الدور التركي في شرق أوسط مضطرب"، الاثنين، ألقاها الوزير في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقال جاويش أوغلو إن "العراق في أزمة مستمرة منذ سنين، داعش هي آخر حلقات هذه المأساة وربما الأكثر تعقيدًا".
وانتقد الوزير التركي حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، مؤكدا أن "السياسات الطائفية والتعسفية التي مارستها الحكومة السابقة بعد رحيل القوات الأمريكية هي ما أوصل العراق إلى ما هو عليه اليوم".
ودعا جاويش أوغلو الحكومة الحالية إلى "اتباع سياسة يمكن من خلالها الوصول إلى المضطهدين واستعادة ثقتهم"، مشيرًا إلى أنه "لم يعد بالإمكان حكم العراق بالطريقة التي كان يحكم بها قبل داعش، يجب التغيير نحو حكم فيدرالي فعال".
ولفت إلى أن "النجاح العسكري ليس كافيًا" وحده، ولكن "هناك حاجة لخطوات سياسية وإنسانية يجب اتخاذها في الوقت نفسه"، مؤكداً على ضرورة أن تترك تكريت (مركز محافظة صلاح الدين في الشمال) وغيرها من المناطق المحررة "ليتم حمايتها وإدارتها من قبل السكان المحليين".
وأضاف: "المهمة التي نتحدث عنها ليست سهلة ويجب ألا نسلط عليها ضغوطاً لا داعي لها ولكن للأسف فإن ضرورة الاسراع في تنفيذها بادية للعيان"، مشيرا إلى أن هذا هو "ما دفع بلاده لتقديم الدعم السياسي والعسكري والإنساني إلى العراق، نحن ننفذ برنامجاً لتدريب تسليح وحدات حكومة إقليم كردستان (شمال العراق) والحرس الوطني للموصل".
وفي الشأن الإيراني قال جاويش أوغلو: "كنا واضحين مع إيران في أن سياساتهم في المنطقة تثير الطائفية، ويجب أن يسحبوا أياديهم من المنطقة".
وعلى الصعيد السوري، دعا المسؤول التركي المجتمع الدولي إلى "ممارسة الضغط على النظام السوري، ليجلس على طاولة المفاوضات"، مشيرًا إلى ضرورة "ملء الفراغ السياسي في سوريا بحكومة تمثل التطلعات المشروعة للشعب السوري"، في إشارة إلى "التحالف الوطني السوري" الذي قال إنه معترف به من قبل 114 دولة و13 منظمة دولية كمعارضة شرعية.
الوزير التركي حذّر من أن "الطائفية تهديد عام للمنطقة"، مؤكدا على أن "السياسات المبنية على الطائفية لا تصنع أي مواقف رابحة وأن الكل يخسر في خضم الصراع الطائفي بما فيهم أولئك الذين يفضلون الصراع الطائفي قبل غيرهم".
وقال إن فرنسا هي الوحيدة من دول أصدقاء سوريا التي دعمت فكرة إقامة مناطق آمنة للنازحين داخل سوريا.
وضرب جاويش أوغلو مثالا على هذا الصراع الطائفي باليمن، مشيرا إلى أن حل الأزمة في اليمن وليبيا يتمثل في "حوار سياسي، نحن بحاجة إلى حلول سياسية مبنية على التراضي والإجماع الوطني".
وانتقد جاويش أوغلو النظام
المصري قائلا إن سياساته ضد معارضيه "تدفع أولئك الناس الذين يراهم كمعارضين إلى تحت الأرض وباتجاه الراديكالية"، معربا عن قلقه من أن ترك الصدامات بين الحكومة والمعارضين لها قد يولد "فورانا اجتماعيا جديدا وأكثر عنفا في مصر لا محالة".
وأوضح أن "المشاكل البنيوية والعميقة في مصر يمكن حلها فقط عن طريق مناخ ليبرالي وسياسي كفؤ، لذا فنحن نشجع جميع الأطراف على إقامة نظام سياسي شامل".
ودعا جاويش أوغلو إلى دعم الشعب التونسي والتضامن معه كون التجربة السياسية التي أفرزها "ترينا أنه من الممكن إيجاد حل سياسي مشروع للمشاكل التي تواجهها بلدان في طور التحول".
ورحب في الوقت نفسه "بالتفاهم السياسي الذي توصلت إليه مجموعة 5+1 مع إيران في لوزان" السويسرية، معربًا عن استعداد بلاده "لتقديم دعمنا الفعال لهذه العملية".