سياسة عربية

المصريون في اليمن يشكون تجاهل قوات "مسافة السكة" لهم

تجاهلت السلطات المصريين المقيمين في اليمن - أرشيفية

قوات "مسافة السكة" التي أشار إليها الرئيس المصري بعد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، التي هبت للمشاركة في عملية "عاصفة الحزم"، برية، وبحرية وجوية، إذا لزم الأمر، كما قال بيانه الرئاسي، بل ودكت -وفق الإعلام المصري- مواقع الحوثيين، لم تمد يد المعونة لإنقاذ مصري واحد، ممن تقطعت بهم السبل في اليمن، من جراء العملية، ما جعلهم يستصرخون السلطات المصرية لإنقاذهم، وكانت المفاجأة أنها تركتهم لمصيرهم، مكتفية بمطالبتهم بتجنب أماكن الاشتباكات، بعد أن غادر السفير المصري عدن قبل ساعات من بدء العملية العسكرية.
 
ويبلغ عدد أعضاء الجالية المصرية في اليمن نحو 18 ألفا، بحسب إدارة التمثيل الخارجي بوزارة القوى العاملة المصرية، يعملون مدرسين وأطباء وممرضين، بعد إعارتهم من وزارتي التعليم والصحة، إلى جانب أن هناك ما يقرب من ألف عامل يعملون في مجالي الزراعة والبناء والتشييد، وموزعين على المدن اليمنية المتعددة، لكنهم لا يستطيعون مغادرة منازلهم إلا للضرورة، خصوصا في الليل الذي يشهد الضربات الجوية.
 
استغاثات عبر الصحف
 
نشرت صحيفة "الوطن" الداعمة للانقلاب السبت مناشدات العديد من المصريين المقيمين في اليمن للحكومة المصرية بسرعة إرسال طائرة أو سفينة لإنقاذهم من جحيم الحرب الدائرة.
 
وأكد مدير العلاقات العامة للطلبة المصريين بالسفارة المصرية في اليمن مصطفى هجرس أن بعض المصريين تلقوا تهديدات بالقتل.
 
واتهم السفارة المصرية في اليمن بخداع المصريين، وأنها لم تنبههم إلى مغادرة اليمن قبل الضرب، مؤكدا أن السفير المصري غادر هو وجميع أعضاء السفارة إلى مصر قبل الضربات الجوية بيوم واحد، واصطحب معه جميع أعضاء السفارة، وأنه تخلف عن السفر؛ نظرا لكون أولاده في الجامعات والمدارس اليمنية.
 
وأضاف أنه حاول الاتصال بالمسؤولين المصريين في الخارجية المصرية عن طريق بعض الأرقام التي زوده بها السفير المصري بعد أن غادر اليمن، لكنه لم يتلق ردا من أحد، قائلا: "وزارة الخارجية غير سائلة فينا، والسفير كان مفروض ينبهنا قبل ما يسافر".
 
وزعم أن بعض المصريين في اليمن تلقوا تهديدات بالقتل والحرق من بعض الحوثيين، وأنه عندما يتعرف يمني على مصري في أحد الشوارع فإنه ينهال عليه بالسباب والشتائم، "لذلك نبهنا على المصريين ألّا يردوا عليهم، حتى لا تتطور الأمور، وتخرج عن السيطرة"، على حد قوله.
 
وأشار إلى أن أحد المصريين، ويُدعى السيد فوزي الكناني، توفي في التفجير الذي شهده مسجد بدر منذ أسبوع، وأنه حتى أمس لم يستطع أن يعيد جثمانه إلى أهله في مصر نظرا  للحظر الجوي الذي يشهده مطار صنعاء.
 
وأضاف أنه ذهب بالجثمان إلى مطار صنعاء، لكنه عاد به إلى ثلاجة مستشفى الثورة بصنعاء، نظرا لتوقف حركة الطيران في اليمن، واضطر إلى أن يدفنه في مقابر الشهداء في صنعاء بعد أن استأذن أهله حتى لا تتعفن الجثة.
 
لا طائرات مصرية للإجلاء
 
وفي مداخلة هاتفية مع المحامي خالد أبو بكر في برنامج "القاهرة اليوم"، عبر شاشة "اليوم"، الجمعة، شكا محمد المغاور، وهو أحد المصريين المقيمين في اليمن، من أنهم على أتم الاستعداد للمغادرة، ولكن لا يوجد أي طائرات مصرية لإجلائهم.
 
وأضاف المغاوري: "مجهزين الحقائب، ومش عارفين نمشي، وأي طيارة هتيجي هنروح على المطار، بس تيجي".
 
لكن رئيس شركة القابضة لمصر للطيران، سامح الحفني، أكد أن الشركة تنسق مع وزارة الخارجية "في حالة الاحتياج" إلى إجلاء المصريين المقيمين في اليمن!
 
وأضاف أنه في حالة زيادة الأوضاع سوءا، ستكون شركة "مصر للطيران" مستعدة لنقل المصريين عبر جسر جوي حفاظًا على سلامتهم، على حد قوله.
 
ابتعدوا عن مناطق الاشتباكات
 
وتعقيبا على أوضاع الجالية المصرية في اليمن، قال المتحدث باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي: إنه "جار الدفع بطاقم قنصلي إلى منطقة الحدود اليمنية مع البلدين.. إذا تطلب الأمر"!
 
وأضاف عبد العاطي -في تصريح صحفي السبت-: "يتعين على المصريين المتواجدين في اليمن الابتعاد تماما عن مناطق الاشتباكات قدر الإمكان، وأن يلزموا أماكنهم إن كانوا يقيمون في مناطق آمنة"!
 
وتابع أن من يرغب في العودة إلى مصر، إذا كان الطريق آمنا، يمكنه التوجه برا إلى منطقة الحدود مع المملكة العربية السعودية أو إلى سلطنة عمان، خاصة مع توقف الرحلات الجوية في اليمن، مضيفا أنه يتم حاليا التنسيق مع السلطات في البلدين، لتسهيل عودة الراغبين منهم في العودة إلى مصر، وأنه جار الدفع بطاقم قنصلي إلى منطقة الحدود اليمنية مع البلدين إذا تطلب الأمر!!
 
ليس هناك مكتب عمالي
 
ومن جهتها، كشفت وزيرة القوى العاملة والهجرة الدكتورة ناهد عشري عن أن الوزارة ليس لديها مكتب عمالي باليمن لمتابعة أوضاع المصريين في اليمن!
 
وقالت عشري -في تصريحات صحفية الجمعة- إن البعثة الدبلوماسية المصرية عادت منذ شهر تقريبا من اليمن، وإن البعثة تشمل أعضاء السفارة والقنصلية والمكتب العمالي التابع لوزارة القوى العاملة.
 
وأشارت إلى أن البعثة عادت منذ بدء سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، وأنها طلبت من إدارة التمثيل الخارجي بالوزارة قائمة بأعداد العمالة المصرية في اليمن، مؤكدة أن الغالبية العظمى منهم يعملون بمجالي التدريس والطب.
 
السفير المصري أول من غادر
 
وكان السفير المصري يوسف الشرقاوي وأعضاء القنصلية المصرية في اليمن، غادروا عدن الأربعاء إلى القاهرة، بعد اقتراب مسلحي الحوثيين من المدينة، قبل ساعات فقط من شن عملية "عاصفة الحزم"،  لفك الحصار عن المدينة!
 
كما أغلقت مصر سفارتها في صنعاء منتصف كانون الثاني/ يناير الماضي، متذرعة بسوء الأوضاع الأمنية والسياسية في صنعاء‍‍!