في ظل مخاوف من انفجار الأوضاع الأمنية، يعكف الجيش
الإسرائيلي على إجراء مناورة جديدة لم يكشف النقاب عنها من قبل، في أرجاء متفرقة من
الضفة الغربية المحتلة..
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من ديوان رئيس وزراء الكيان المحتل بنيامين نتنياهو، في عددها الصادر الثلاثاء، عن محافل عسكرية إسرائيلية قولها إن هناك أساسًا للاعتقاد أن الأمور مرشحة للانفجار خلال الأشهر القريبة القادمة.
ونوهت الصحيفة إلى أن قيادة المنطقة الوسطى في الجيش المسؤولة عن الجهد الحربي في الضفة الغربية المحتلة تواصل إجراء تدريبات ومناورات في أرجاء متفرقة من الضفة، استعدادًا لمواجهة هذا الاحتمال.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار قيادة السلطة الفلسطينية التوجه للمحافل الدولية وقرار إسرائيل بوقف تحويل عوائد الضرائب لخزانة السلطة، يزيد من احتمالات الانفجار.
وزعمت الصحيفة أن الجيش والأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية تشتبه بدور الذراع العسكرية لحركة حماس في القطاع "كتائب عز الدين القسام"، بالتوجيه لتنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف الاحتلال داخل الضفة، زاعمة أن صالح عاروري، عضو المكتب السياسي للحركة، المقيم في تركيا يعلب دورًا مهمًا أيضًا في هذا الجهد.
ويذكر أن جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية "الشاباك" قد كشف قبل يومين، النقاب عن قيامه بتفكيك خلية تابعة لحركة حماس تعمل في قلقيلية نجحت في إيجاد "بنية لتنفيذ عمليات تفجير داخل إسرائيل".
ونوهت الصحيفة إلى أن هناك ما يدلل على أن حركة الجهاد الإسلامي، شرعت في استئناف أنشطتها "العدائية" في شمال الضفة الغربية، علاوة على بروز مظاهر عمل عسكري لدى بعض المجموعات التابعة لحركة فتح.
من ناحيتها نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، في عددها الصادر الثلاثاء، عن محافل عسكرية تحذيراتها من التداعيات "بالغة التعقيد" لقرار إسرائيل تجميد تحويل عوائد الضرائب للسلطة الفلسطينية، والتي بلغت قيمتها الآن أكثر من 1.7 مليار دولار.
وأكدت المحافل أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يبدو ملتزمًا بالحفاظ على الهدوء الأمني، مستدركة بأن قدرته على مواصلة ضبط الأمور غير مضمونة، بسبب التداعيات السياسية وخيبة أمل الفلسطينيين من المواقف التي عبرت عنها الحكومة الإسرائيلية مؤخرًا.
وأشارت المحافل إلى أن الجيش الإسرائيلي يحاول تقليص الأضرار الناجمة عن قرار وقف تحويل عوائد الضرائب، عبر السماح لأعداد كبيرة من الفلسطينيين بدخول إسرائيل للعمل.
وفي السياق ذاته، قال الصحافي أمنون أبراموفيتش، كبير المعلقين في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، إن تفجر الأوضاع الأمنية حاليًا في الضفة الغربية سيمثل ضربة "استراتيجية" من العيار الثقيل لإسرائيل، سيما بعد تعزز حكم اليمين المتطرف في إسرائيل.
وخلال تعليق بثته القناة الليلة الماضية، أوضح أبراموفيتش، أنه في ظل تعاظم مظاهر القطيعة من الولايات المتحدة على خلفية تنصل نتنياهو من التزامه بحل الدولتين، ومع تواتر الدعوات في أوروبا لفرض مقاطعة ضد إسرائيل بسبب سياساتها، فإن انفجار الأوضاع الأمنية واندلاع انتفاضة في الضفة الغربية سيقلص من هامش المناورة أمام القيادة الإسرائيلية.