دعا نائب أهالي طهران بمجلس الشورى
الإيراني، حميد رسائي، الرئيس الإيراني إلى عزل مستشاره الخاص لشؤون القوميات والأقليات الدينية، علي يونسي، من أجل إخماد الفتنة في المنطقة التي بدأت بتصريحاته، وفقاً لوكالة فارس للأنباء.
وتوقع مراقبون تحدثت إليهم "عربي21" في بيروت أن هذه التصريحات، ونشرها في وكالة فارس الإيرانية الرسمية، ربما جاءت بطلب من دوائر لبنانية وعربية شيعية ساءها استخدام التصريحات من قبل أعداء التحالف الإيراني في المنطقة.
من جانبه أعرب عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، محمد صالح جوكار، عن أسفه لتصريحات مستشار الرئيس الإيراني بشأن
العراق، ورأى أنها قد تمس بالوحدة الإسلامية.
وكان مستشار الرئيس الإيراني علي يونسي، قال إن "إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ، وعاصمتها بغداد حالياً، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي"، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، وهي التصريحات التي أثارت ولا زالت تثير الكثير من ردود الفعل.
وفي إطار لملمة تداعيات تصريحات
مستشار روحاني، كتب حميد رسائي مقالاً نشره على صفحته الشخصية، في إشارة إلى التصريحات الأخيرة ليونسي، وقال إنها أثارت مشكلة جديدة للبلاد على حكومة روحاني أن تدفع ثمنها.
وأضاف رسائي في مقاله أن تصريحات (يونسي) المستغربة، تحولت في ذروة انتصارات جبهة المقاومة في العراق، إلى ذريعة لوسائل الإعلام الغربية والعربية المناوئة والحكومات المتحالفة معها، لتكثيف الضغوط على الحكومة العراقية، وفسح المجال للأعداء الداخليين لجبهة المقاومة في العراق وحتى سوريا، بحسب وكالة فارس.
ولفت رسائي إلى أنه رغم أن يونسي قام بتعديل تصريحاته لاحقاً، إلا أنه لا يمكن إعادة المياه المراقة إلى مجاريها، وهو ليس بالشخص عديم المعرفة بهذه الأمور، وتبعات العبارات التي تفوه بها. فيونسي تولى لسنوات عديدة مسؤولية أهم مؤسسة أمنية في البلاد، ويعرف أن موقفاً غير مدروس في مقام ما، قد ينطوي على تكبد ثمن باهظ؛ فالذريعة التي منحها يونسي لوسائل الإعلام العربية العميلة ولدول كالسعودية الآيلة للانهيار، لا يمكن إزالتها بمجرد تبرير ومقابلة مع قناة العالم، سواء كان ذلك الموقف خطأ غير متعمد أو ناجماً عن نظرة خاطئة للمنطقة.
وتابع رسائي قوله: لعل أفضل خطوة، هي عزله من منصبه الحكومي ليكون ذلك بمنزلة سكب الماء على الفتنة، التي ينشغل البعض بتأجيجها الآن في المنطقة، وإذا لم يرضخ رئيس الجمهورية لهذه الخطوة، فعليه أن يبادر شخصياً بتقديم إيضاحات من أجل إخماد هذه الفتنة الإقليمية، رغم أنه لا ينبغي لوزير الخارجية أيضاً أن يلتزم الصمت.
تصريحات يونسي تمس بالوحدة الإسلامية
وفي السياق ذاته قال محمد جوكار في تعليقه على تصريحات مستشار روحاني: نأمل أن تكون هذه مشاكسات إعلامية، وفي إطار مخطط التخويف من إيران، الذي ينفذه الأعداء، لكن إذا كانت نسبة هذه التصريحات إلى يونسي صحيحة، فهذا يدعو إلى الأسف حقاً.
وأضاف أن كل دولة مستقلة، ولها سيادة مستقلة، والعراق أيضاً له سيادة مستقلة، ولابد من تجنب تصريحات كهذه، من شأنها أن تثير التوتر وتربك العلاقات بين البلدين. إن أشخاصاً كيونسي وبهذه المكانة، لابد أن يتجنبوا بشدة طرح قضايا انحرافية، وذلك في هذه الظروف الراهنة للمنطقة حيث يسعى الأعداء للتخويف من الإسلام ومن إيران، بحسب وكالة فارس.
وتابع جوكار، يجب عدم طرح تصريحات كهذه مؤسفة، في الظروف الراهنة، حيث وجد الاتحاد والانسجام القوي بين دول المنطقة، هويته التامة.
وأكد أن هوية دائرة الحضارة الإسلامية إنما تحققت في ظل استقلال الدول الإسلامية ذات الأهداف الموحدة، ذات الجوانب التنموية والتقريبية بين المجتمعات الإسلامية، لذلك فليس من الصحيح الإدلاء بتصريحات كهذه في غير محلها، ومن شأنها أن تمس بالوحدة الإسلامية، وعلى أي كان وفي أي مقام، أن يتجنب التصريحات المثيرة للتوتر.
وفي الختام لفت جوكار إلى أن الثورة ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمكن من المضي قدماً، بغض النظر عن الدول التي ينتمي إليها المسلمون، لذلك لا نريد العودة إلى الماضي، إنما هذه تصريحات تحريفية ويجب ألا تطرح، بحسب وكالة فارس.