يتعرّض "شيخ الإسلام"، تقي الدين أحمد بن تيمية، لحملة ضارية في الإعلام
المصري، تتهمه بأنه يقف وراء فتاوى تكفير المسلمين، وانتشار الإرهاب، وذيوع أفكار تنظيمي "القاعدة" و"الدولة"، حتى وصل الأمر إلى اتهامه بأنه السبب في حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وذبح
الأقباط المصريين، بيد تنظيم الدولة.
من جانبه، كتب نائب مستشار مفتي مصر، هاني ضوَّه، مقالا الاثنين بعنوان: "
ابن تيمية شيخ الإسلام أم شرخ الإسلام؟!"، زعم فيه أن من يقرأ آراء ابن تيمية وفتاواه، وما جاء فيها من "تطرف وتكفير"، وإن كان بطريقة غير مباشرة، يعلم جيدا أنه "شرخ في الإسلام، وليس شيخا للإسلام"، على حد قوله.
وعدّ ضوَّه أن ابن تيمية "أحد مرجعيات الجماعات المتطرفة على مدار التاريخ"، وأن آراءه هي المعتمدة عندهم، وأن اسمه يرد دوما، "بوصفه واحدا من أبرز المنظرين لمدرسة التكفير التي كانت لها اليد الطولى في تكفير الفرق والمذاهب الإسلامية، بل عُرف ابن تيمية بوصفه إمام هذه الجماعة المتطرفة، التي بدورها عملت على نشر أفكاره ومؤلفاته بشكل واسع في العالم الإسلامي"، وفق قوله.
وأضاف أن "انحرافات" ابن تيمية تظهر في الكثير من المسائل، ولذلك واجه الكثير من اعتراضات علماء الإسلام المعاصرين له، "الذين وجهوا سهام نقدهم لأفكاره ونهجه التكفيري"، ومنهم الإمام الحافظ تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي.
واتهم نائب مستشار مفتي مصر منهج ابن تيمية بالتوسع في التكفير، وإدخال بعض الخلافات الفقهية في باب "الشركيات"، وبذلك أحالوا هذه المسائل الفقهية المختلف عليها، وأدخلوها ضمن مسائل العقيدة الكبرى، ولم تكن قبل عصر ابن تيمية كذلك.
وكان قبل عصر ابن تيمية تناقش مسائل التبرك والتوسل والاستغاثة من ضمن المسائل الفقهية الفرعية المختلف عليها.
وأشار إلى أن من فتاوى ابن تيمية التي يعتمد عليها تنظيم الدولة "في اعتدائه على البلاد"،
الفتوى المعروفة باسم: "فتوى ماردين"، التي شجع فيها ابن تيمية على محاربة المدينة وأهلها، وقسم البلاد إلى "دار إسلام" و"دار كفر"، و"أعطى بذلك للمتطرفين فتوى تبيح لهم شنّ الحرب على أي مدينة، وفرض أحكام الشريعة الإسلامية بفهمهم المتطرّف، حتى داخل الدول التي يدين أهلها بالإسلام"، على حد تعبيره.
وقبل أيام، قال الإعلامي المصري إبراهيم عيسي إن ابن تيمية "قاتل"، وإنه المتهم الأول والمتسبب في قتل 21 مصريا قبطيا في
ليبيا، مضيفا: "هذا اللي بيقولوا عليه شيخ الإسلام، دعاة القتل والهدم والذبح يدرسونه في المناهج بالمعاهد في مصر".
وأضاف عيسى خلال برنامجه "25/30" على قناة "أون تي" أن ابن تيمية "قاتل أقباط مصر في ليبيا.. هو المتهم الأول والثاني والثالث".
وكان تنظيم الدولة في ليبيا، نشر شريط فيديو، يظهر ذبح 21 مصريا، في مدينة سرت الليبية، بثّته مواقع إلكترونية عدة، تحت عنوان: "رسالة موقّعة بالدماء لأمة الصليب".
وفي حلقة سابقة، هاجم عيسى أيضا علماء الأزهر، قائلا: "هؤلاء لا يملكون شجاعة مواجهة تلك الأفكار التي قدّسوها على مدى تلك السنوات، فمنذ 40 سنة تحديدا يحكم ابن تيمية مصر، ويحكم دماغها"، على حد قوله.
وعلى المنوال ذاته، سار الكاتب الصحفي، خالد إمام، فقال في مقاله: "ذبحهم ابن تيمية"، "الأزهر نعى شهداء مصر في ليبيا قبل كل الجهات التي نعت، ونحن لا نريد منه نعيا بل عملا، بأن يفّند مزاعم وأكاذيب سفاح
داعش، وينقي ويصفي مناهج التدريس في جامعته، ومعاهده".
وقال: "ما قاله السفاح (لدى ذبح المصريين الأقباط) موجود فعلا في الكتب التي يدرّسها الأزهريون، خاصة كتب ابن تيمية، و"في رأيي الشخصي أن من ذبح أولادنا في ليبيا ليس داعش، ولكن ابن تيمية"، على حد قوله.