سياسة عربية

معارضة الجزائر تتضامن مع الجنوب ضد استغلال الغاز الصخري

المعارضة تدعو لمظاهرات احتجاجية ضد استغلال الغاز الصخري - أرشيفية
قررت "تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي"، التي تضم أحزابا معارضة في الجزائر، جعل يوم 24 شباط/ فبراير (الثلاثاء المقبل) يوما للغضب عبر محافظات البلد الـ48، وذلك تضامنا مع أهالي الجنوب في مظاهراتهم ضد استغلال الغاز الصخري.

ويصادف 24 شباط/ فبراير المقبل الذكرى الـ34 لإعلان الحكومة الجزائرية تأميم حقول النفط في الجنوب عام 1971، التي كانت تستغلها فرنسا، واحتفظت بها بعد تسع سنوات من استقلال الجزائر، في الخامس من شهر تموز/ يوليو 1962.

وكان أهالي بلدة "عين صالح"، التابعة لمحافظة تمنراست، شرعوا باحتجاجات منذ الأول من شهر كانون الثاني/ يناير من العام الجاري، وتصاعدت حدّتها للتحوّل إلى مظاهرات رفضا لقرار الحكومة البدء بالتنقيب عن الغاز الصخري في بلدتهم، بسبب ضرره على الصحة والبيئة.

وانتقلت الاحتجاجات إلى العاصمة الجزائر، تمثّلت في مظاهرة نظّمتها حركة"بركات" المعارضة، يوم الثالث من شباط/ فبراير الجاري، وفرقتها قوات الأمن الجزائرية بالقوة.

وقال الأمين الوطني للشؤون السياسية في حركة "مجتمع السلم" -أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر- فاروق أبو سراج الذهب، إن "الحراك في الجنوب الجزائري بخصوص الغاز الصخري يدل على هشاشة الحلول التي عولجت بها مثل هكذا قضايا حيوية وحساسة بالنظر إلى طبيعة هذه الأزمات".

وتابع في تصريح لـ"عربي21"، الأربعاء" إن المسؤولية تتحملها السلطات التي تتعامل مع مثل هذه القضايا باستخدام سياسة "التبسيط والتسكين"، في الوقت الذي تثمن فيه حركة مجتمع السلم جهود المجتمع المدني والشخصيات المجتمعية والدينية والسياسية في المنطقة بهدف المعالجة الدائمة لإشكالية يبرز فيها معطى الاستخدام والتوظيف، وتؤول نحو مآلات لا نتمناها، وتتطلب منا جميعا مقاربة شاملة للحل المستدام".

ومنحت "تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي"، التي تضم ستة أحزاب معارضة وشخصيات سياسية بارزة، تتمثل على الخصوص برؤساء حكومات ووزراء سابقين، الضوء الأخضر لمكاتبها في المحافظات بتحديد شكل يوم الغضب، كل محافظة حسب خصوصيتها، بين تنظيم مسيرات أو وقفات احتجاجية، على أن تختتم بمؤتمرات صحفية ينشطها أمناء مكاتب المحافظات التابعين لهذا الفضاء المعارض.

وبحث أعضاء التنسيقية، في اجتماع عقد الثلاثاء، التنسيق بين الفعاليات السياسية للتنسيقية عبر المحافظات، وخلص الاجتماع إلى توجيه نداء لطلبة الجامعات والعمال والموظفين عبر القطر الجزائري، لتنظيم وقفات احتجاجية بأماكن عملهم. 

وشدد أبو سراج الذهب على أنه "لا يهمنا عدد الأشخاص الذين سيشاركون بالاحتجاجات بقدر ما يهمنا أن تصل الرسالة إلى المجتمع لبلورة وعي مجتمعي ضد الغاز الصخري، الذي بدأت دول أوروبية تتخلى عنه، بينما الحكومة الجزائرية تتشبث باستغلاله رغم ضرره".

وأفاد رئيس الحكومة الأسبق في الجزائر، سيد أحمد غزالي، في تصريح لـ"عربي21"، الأربعاء، أن "استغلال الغاز الصخري في الجزائر لا يمكن أن يكون قبل 15 عاما من الآن".

وتابع بأن "هذا النوع من الطاقة ليس جديدا في الجزائر، فقد اكتشفناه منذ عقود، لكن الجزائر لم تكن تتوفر لديها تقنيات عالية لاستخراجه".

ويرى غزالي أن "تكلفة استخراج الغاز الصخري كبيرة جدا، لذلك فإن الربح منه ضئيل، مقارنة مع النفط العادي".

وأضاف: "أؤيد مطالب سكان الجنوب، لكني أعتقد أن الحكومة خلقت هذه الفوضى من أجل التغطية على ما هو أهم من الغاز الصخري، ويتعلق الأمر بالسياسة الطاقوية التي فشلت في تسييرها".

ويرى غزالي أن "ارتباك الحكومة بعد تدهور أسعار النفط دليل على فشل السياسة الطاقوية في الجزائر".