المتابع للحلقات السبع التى تم نشرها لمعرفة دور الأجهزة الأمنية فى الحياة
المصرية طوال أكثر من 60 عاما يجعل من الضرورى التعامل مع ماهو كائن ومترسخ لدى البعض بشكل يضمن تغيير حقيقى فى عقيدتها لتكون أجهزة حقيقية تحمى الوطن والمواطن لا عمالة فى أدائها ولا سيطرة لشخص أو أفراد عليها ولا غموض أو فجور فى أدائها وليس بسر أن فى اجتماعات مجلس شورى جماعة الإخوان للنظر فى قرار نزول انتخابات الرئاسة من عدمه أن أحد اعتراضاتى الأساسية التى لم أحصل على إجابة عليها وقتها وجاءت نتيجة التصويت بفارق 4 أصوات مما أكد لى أن هذا خيار الله تبارك وتعالى وقدره لنا ولمصر حيث تساءلت " بفرض أننا نجحنا فى الوصول لمنصب الرئاسة كيف ندير دولة الأجهزة الأمنية فيها عاشت عشرات السنيين وعقيدتها الأمنية تقوم على معاداة التيار الاسلامى وحصاره واستئصاله لو لزم الأمر ؟!"
والسؤال هنا هل نجاح ثورة الشعب المصرى ضد الانقلاب تعنى الإبقاء على سياسة و استراتيجية هذه الأجهزة الأمنية ؟ وهل ذلك يناسب المرحلة الجديدة التى ستبدأ فى مصر ان شاء الله بعد انكسار هذا الانقلاب وافتضاح تآمره وعلاقته الاستراتيجية مع أعداء الأمة المتمثل فى المشاركين تحت مظلة المشروع الصهيونى الأمريكى ؟ نتابع نهاية الدراسة - التى أعيد وأكرر أنها وصلت لى ولغيرى فى نهاية يوليو 2012 خلال الشهر الأول من فترة الرئاسة المدنية لمصر وبعثت بها لمن يهمه الأمر – فى توضيح لخطورة الإبقاء على سياسات هذه الأجهزة الأمنية .
1- استغلال تلك الأجهزة الأمنية لعامل الزمن في اختزال شعبية التيار الاسلامي والتي أنشئت من أجل القضاء عليه وبنيت أركانها على محاربته وترسخت المفاهيم لديها أن ذلك التيار هو العدو وقد بلغ ذلك إلى الحد الذي يصل إلى مرتبة العقيدة عند تلك الأجهزة .
2- سعي تلك الأجهزة الأمنية للمحافظة على ميكانيكية عملها حتى لو حملت لفترة على السكون والكمون النسبي فإنها سرعان ما ستجدد نشاطها للإرتداد إلى توجهها المألوف .
3- وجود تلك الأجهزة الأمنية في وضع تربص وتحين للحظة المناسبة لاقتناص الفرصة للتخلص من التيار الإسلامي والذي يهدد وجوده مصالحها الداخلية والخارجية .
4- استمرار سيطرة الأجهزة الأمنية على معظم وسائل الإعلام المختلفة وذلك لتوجيهها الى مايخدم مصالحها المقترنة بمصالح تيارات معادية للتيار الاسلامي .
5- قيام تلك الأجهزة الأمنية بتفعيل أنشطة هدامة من خلال استخدام عملائهم في جميع أنحاء الدولة للحيلولة دون النهوض بالبلاد .
6- قيام تلك الأجهزة الأمنية بتشويه صورة رئيس الجمهورية وجماعة الإخوان المسلمين أمام الرأي العام باستخدام أساليب ماكرة وخفية من خلال العمليات النفسية .
7- قيام تلك الأجهزة الأمنية في اختلاق عراقيل سياسية وإقتصادية وإجتماعية لاستدراج الرأي العام إلى التفاعل مع الأزمات المترتبة على تلك العراقيل من أجل إستنزاف جهود رئيس الجمهورية والحكومة واختزال المساحة الزمنية المتاحة لكل منهما لإعاقة تنفيذ برامج النهضة وفقا للأجندة الزمنية المعلنة ." انتهى
أعتقد أن ما قيل وتم تنفيذه بوضوح وبدقة فيما بعد وانتهى بالانقلاب العسكرى المشئوم الذى أفقد مصر أعز وأنضح وأخلص ابنائها ما بين قتيل ومصاب وسجين ومطارد كما أفقدها لحمتها الوطنية واستقرارها السياسى وفرص التنمية الحقيقية التى بدأت مصر السعى اليها وما ترتب على ذلك من إثارة الخلاف وزرع الكراهية فى نفوس المصريين وبعدما كان الخلاف السياسى يحل بشكل سلمى وديمقراطى فى صندوق الانتخابات صار التشكيك والتحريض على القتل بل وتبريره وإهدار الحقوق الانسانية هو الأساس فى التعامل بين الشعب الواحد ومظاهر الفرقة والتحريض أكثر من أن تحصر فى مقالات شارك فيها مرتزقة من السياسيين والاعلاميين ورجال دين وقضاة وأساتذة قانون وقد افتضح موقفهم فى هذه الأزمة التى تم بموجبها أكبر عملية فرز وتجنيب لمن وقف مع الحق والعدل والانسانية و ولم تدع فرصة لأحد أن يمسك العصى من المنتصف أو يبقى فى المنطقة الرمادية التى تكتفى بكلام معسول مع تأييد لكل ما جرى وما يحدث خوفا من ذهب السيسى وسيف ميليشياته المجرمة !!!
يقينا لن يستمر هذا الانقلاب لكن كيف سينتهى ؟ هذا موكول الى رب الأسباب يكفينا أننا شعب رفض الذل ونفض يده من الاستسلام لأى حاكم وثار ضد الفساد وطالب بالقصاص من القتلة ولن يقبل بأى حلول وسط خاصة بعدما اتضحت أبعاد المؤامرة ولعل ما نشرته فى المقالات الثمانية قد ساعد فى ذلك ويحتاج من كل المخلصين المشاركة فى وضع تصور للحلول تحفظ أمن مصر وتستفيد من كل الكفاءات لتحقيق الأمان الذى تشتهر به مصر دوما ، حفظ الله مصر والمصريين من كل سوء.
للاطلاع على سلسلة المقالات السابقة:
https://arabi21.com/Story/771253
https://arabi21.com/Story/781545
https://arabi21.com/Story/783092
https://arabi21.com/Story/784666
https://arabi21.com/Story/786461
https://arabi21.com/Story/787522
https://arabi21.com/Story/789471