تعرضت
مستشارة بمجلس مدينة الدار البيضاء، مساء الثلاثاء لاعتداء من قبل
الشرطة الإسبانية على الحدود
المغربية، حيث وصلت الدكتورة أسماء
الدباغ إلى مستشفى الزرقطوني بمدينة الدار البيضاء، في سيارة إسعاف بعد قضائها أكثر من 24 ساعة في ضيافة الشرطة الإسبانية، تعرضت فيها للتجريد من حجابها وثيابها.
وكانت الشرطة الإسبانية، قد أحالت صباح الثلاثاء، المستشارة عن حزب العدالة والتنمية"الدباغ"، ونائبة رئيسة مركز الدراسات الأسرية، ومحامية تدعى "متصدق" وابنتها على محكمة الجزيرة الخضراء، بعد
الاعتداء عليهن بالضرب، وتقديمهن في حالة اعتقال.
وقالت رئيسة مركز الدراسات الأسرية خديجة مفيد معلقة على الموضوع: "ننتظر بين الفينة والأخرى وصول أسماء إلى المستشفى، فهي لا تقوى على السير وتحملها سيارة إسعاف بعد أن تعرضت للضرب من طرف رجل شرطة إسباني وحرمت من شرب الماء وهي التي تعاني فشلا كلويا".
وتابعت خديجة مفيد في تصريح لـ"عربي 21" موضحة ما حدث مع الدباغ، أن "الأمر لم يتوقف عند الضرب بل تم تجريد أسماء الدباغ من حجابها، كما تم تجريدها من بعض ثيابها من طرف الأمن الإسباني، ولم يسمح لها حتى بالذهاب إلى المرحاض طيلة فترة اعتقالها، التي تجاوزت 24 ساعة".
وأضافت، أن "الشرطة الإسبانية تجاوزت كل الحدود في التعامل مع المغاربة، فلا معنى لحرمان مريض بالفشل الكلوي من الماء إلا السادية والرغبة في تعذيب الناس، بسبب رغبتهم في العودة إلى بلادهم والاحتجاج على منعهم من تغيير من بطاقات السفر".
وشددت، أن "جمعيات المجتمع المدني بصدد تنظيم وقفة أمام قنصلية إسبانيا بالدار البيضاء الخميس، احتجاجا على معاناة المغاربة في النقاط الحدودية مع إسبانيا، كما تعتزم إقامة ندوة صحافية بالموضوع في العاشر من الشهر الجاري".
وتوعدت مفيد بمتابعة الشرطة الإسبانية على خلفية اعتدائها على المواطنات المغربيات الثلاث، معتبرة ما قامت به السلطات الإسبانية مخالفة صريحة للاتفاقيات الدولية في مجال حقوق الإنسان في ما يخص "المرأة" و"العقيدة" و"الأطفال" و"الأم".
وأكد محمد الدباغ، شقيق أسماء الدباغ، أن أخته "تعرضت للضرب مساء الاثنين، من قبل الشرطة الإسبانية، ومن ثم تم توقيفها من قبل مفوضية الحرس، قبل تقديمها رفقة محامية مغربية وابنتها القاصر إلى القاضي صباح الثلاثاء".
وتابع محمد في تصريح لـ"عربي21" أنه "بعد تعرض أسماء الدباغ للضرب، قام رجال الشرطة بنقلها عبر سيارة الأمن إلى المستشفى عوض استدعاء سيارة الإسعاف، وهو أمر غير مفهوم خاصة وأن أسماء طبيبة ومستشارة اجتماعية، والأهم أنها لم تقم بأي عمل يجعل تخضع لهذه المعاملة المهينة".
وأضاف شقيق المستشارة في مجلس مدينة الدار البيضاء: "أختي وطفليها غيثة وعمر كانوا عائدين من إجازاتهم في
اسبانيا، وصلوا في وقت متأخر من الصباح في ميناء الجزيرة الخضراء واشتروا تذاكر الركاب للمعبر في الواحدة بالتوقيت المحلي".
وتابع "بعد اجتياز الرقابة الجمركية، وقفت مع مجموعة من الركاب الآخرين تنتظر موعد الرحلة، و بعد تأخير الموعد بساعة، تم إعلامهم أنه تم إلغاء الرحلة، وأن عليهم انتظار قارب الرابعة زوالا".
ومضى يقول: "ولأن القارب الآخر تابع لشركة أخرى، غير الأولى فقد كانوا مضطرين لتغيير أوراق الرحلة، ما دفعهم إلى العودة عبر الجمارك للقيام بهذه العملية، غير أنهم فوجئوا بمنعهم من قبل الجمارك الإسبانية".
وأفاد محمد، "مع ضغط الوقت والخوف من ضياع الرحلة الثانية، شرع الناس الذين كان معظمهم من النساء في الاحتجاج، لأنهم لم يتمكنوا من العودة إلى أكشاك المبيعات لتغيير تذاكرهم".
يضيف المتحدث "بعد هذا تدخلت الشرطة الإسبانية، ودفع أحد رجال الشرطة أسماء الدباغ بعنف، حتى سقطت على ركبتها، التي تعاني أصلا مرضا خطيرا، تحت أعين أطفالها وصدم جمهور المسافرين".
وشدد على أنه "في هذا الوقت تدخلت المحامية "متصدق" وابنتها، محتجة على التعامل العنيف من طرف الحرس الإسباني مع الدباغ، مشددة على ضرورة احترام حقوق الإنسان، في التعامل مع المحتجين الذين لم يخالفوا القانون بل طالبوا بحقوقهم في تغيير بطاقات الرحلة".
وقال الدباغ إن "جواب الحرس الإسباني كان غريبا، حين قام بوضع القيود في يد المحامية وابنتها القاصر التي دافعت عنها، في الوقت نفسه، كانت أختي لا تزال على الأرض غير قادرة على معرفة ما يحصل، في وقت كان بقية الناس يصرخون طلبا للمساعدة التي جاءت بعد أكثر من نصف ساعة".
وتعد هذه أحدث قضية اعتداء من طرف الشرطة الإسبانية على المواطنين المغاربة، حيث لوحظ تزايد في الممارسات المهينة للمغاربة والحط من كرامتهم على طول الحدود بين البلدين.