صحافة دولية

إندبندنت: مساعدات غربية بالملايين تذهب لمناطق داعش

عناصر داعش قرب آبار النفط في سوريا - أرشيفية
في تقرير لمراسلتها "إيزابيل هنتر" كشفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية  أن مساعدات غربية بملايين الجنيهات الإسترلينية، تذهب للمناطق التي تسيطر عليها “داعش” في شمال سوريا.

 وأشارت في التقرير إلى أن "المساعدات تدفع ثمنها الحكومة البريطانية والحكومات الأوروبية والأمريكية، وتتضمن مساعدات غذائية وطبية وتدخل إلى الأراضي السورية التي مزقتها الحرب عن طريق معبرين حدوديين على الحدود السورية التركية ريحانلي وكلس".

وتقوم المؤسسات الغربية مثل "جمعية الرحمة الدولية" و"مجلس اللاجئين النرويجي" و"لجنة الإنقاذ الدولية" و"برنامج الغذاء العالمي" التابع للأمم المتحدة بتقديم الدعم لمئات آلاف الناس في مناطق "الدولة الإسلامية"، وهذه تتضمن مدنا مثل الرقة ومنبج وجرابلس التي شهدت قطع الرؤوس والصلب وتفسيرات صارمة أخرى للشريعة منذا أن سيطرت عليها "داعش" بداية العام.

ويقول عامل إغاثة غربي "نرسل بشحنات مباشرة كثيرة إلى المناطق التي تسيطر عليها “داعش” من معبر كلس. وأحيانا تتعطل القوافل في الطريق وتنتظر أسبوعين أو ثلاثة بسبب اشتعال المعارك أو بسب عدم رضا مجموعة معارضة عن دخول مساعدات من خلال حواجز داعش". وتقول مؤسسات الإغاثة إن هدفها هو مساعدة الناس المحتاجين وليس دعم داعش. ودفعت إدارة التنمية الدولية التابعة لحكومة المملكة المتحدة لجمعية الرحمة الدولية والتي تتواجد مكاتبها في أمريكا وبريطانيا 27.3 مليون جنية استرليني.
 
وقالت متحدثة باسم الجمعية: "قمنا بإيصال المساعدات لمئات الآلاف من المدنيين المحتاجين في جميع مناطق الصراع، بغض النظر عن عرقهم أو إثنيتهم أو دينهم أو انتمائهم السياسي - وهذا تفويضنا كمؤسسة إغاثة مستقلة وغير منحازة".

وبحسب الصحيفة، تستخدم “داعش” مواقع التواصل لتعرض فظاعاتها وكيف تعامل أعداءها، وفي نفس الوقت تستخدمها لتعرض كيف توزع المساعدات وتقدم الخدمات الطبية للناس الذين يقعون تحت حكمها.

وتمكنها من توزيع المساعدات والمحروقات المجانية ساعدها في اقناع السكان المحليين في المدن التي احتلتها حديثا مثل الموصل من قبول حكمها.

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم إدارة التنمية الدولية قوله إنهم لا يقدمون المساعدات لـ"داعش" مباشرة: "نقدم المساعدات للناس المحتاجين بما يتوافق مع المباديء الإنسانية الدولية بما في ذلك عدم التمييز".

وعندما أدى بشار الأسد القسم اليوم لفترة رئاسة ثالثة قال إن الدول التي دعمت الإرهاب ستدفع الثمن وأنه سيحارب المتمردين حتى يعود الأمن للبلد.

وقال: "سنرى قريبا الدول العربية والإقليمية والغربية التي دعمت الإرهاب ستدفع الثمن غاليا".

وأضافت الصحيفة: "وفي نفس الوقت هناك مخازن ومناطق صناعية ملأى بالحاويات التي تنتظرتفريغ الحمولة ويقوم العمال بتفريغ صناديق لا تحمل علامات ويحملونها على شاحنات وتحتوي المساعدات الغذائية على القمح والأرز والبندورة المعلبة والسكر والزيت. والمساعدات الطبية عبارة عن مواد أساسية لا تحتاج للتبريد مثل الضمادات وبعش الأدوية الأساسية". 

هذه الشاحنات ترسل من خلال الحدود إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة والمجموعات الإسلامية مثل جبهة النصرة، الفرع الرسمي للقاعدة في سوريا والتي تحارب “داعش” أيضا.

وتقوم "داعش" التي تعززت قوتها بالغنائم التي كسبتها من الجيش العراقي من أسلحة أمريكية بتجديد هجماتها على القوات المعارضة للنظام السوري بما في ذلك المجموعات الكردية والجيش السوري الحر المدعوم غربيا.

ومع أن "داعش" رسميا تحارب جبهة النصرة والجبهة الإسلامية والجيش السوري الحر، إلا أن المساعدات الإنسانية والبضائع عادة ما يسمح لها بالدخول إلى المناطق التي تسيطر عليها داعش.

ثم يتم توزيع المساعدات بإشراف لجان الإغاثة السورية المدنية وكثير من هذه اللجان كانت موجودة قبل دخول “داعش” بحسب ما ذكر عمال إغاثة يعملون في جنوب تركيا.

ويقول عمال الإغاثة إن "داعش" التي خطفت في السابق صحفين وعاملين غربيين تسمح لهم بالعمل غالبا دون تدخل، وبحسب أحد العمال الغربيين: "إنهم سعداء بأن يسمحوا لنا بالعمل في مجال واسع دون شروط مسبقة".

ووضعت الولايات المتحدة "داعش" على قائمة الإرهاب كما حددت مكافآة مقدارها 10 ملايين دولار لأي معلومات تؤدي إلى اعتقال قائدها أبو بكر البغدادي الذي أعلن نفسه خليفة.

وتقول هنتر: "بالإضافة للمساعدات الدولية فإن مناطق سيطرة "داعش" مثل الرقة ودير الزور مناطق خصبة وتنتج الكمية الأكبر من قمح المنطقة كما أن دير الزور تحوي على أكبر حقول النفط السورية".

وتختم التقرير بقولها بالإشارة إلى أن داعش تحاول استقطاب الأطباء والممرضين بدفعها رواتب مغرية مقابل الولاء بحسب طبيب سوري يعمل مع منظمة طبية نرويجية في الرقة: "إنهم يشترون الناس واحدا تلو الآخر فهم يعرضون حوال 100000 ليرة سورية على الأطباء وهذا مبلغ كبير هناك الآن.. في البداية كانوا يأخذون أي مساعدة مجانية يستطيعون الحصول عليها ولكنهم ومنذ اعلنوا الخلافة فإنهم يحاولون تقديم خدمات ليصبحوا أقرب إلى الدولة".