كشفت التحقيقات الجارية مع قتلة الشهيد
محمد أبو خضير من شعفاط شمال القدس المحتلة، أنّ الخاطفين اليهود أنفسهم هم من حاولوا خطف طفل آخر من بيت حنينا قبل يومين من حادثة اختطاف وقتل أبو خضير، حيث حاولت خطف الطفل موسى رامي زلوم (8 سنوات) من بيت حنينا قرب القدس، إلا أن الخاطفين لم يتمكنوا من ذلك وأصابوا الطفل بجروح في رقبته، بعد أن صرخت والدته وقاموا بالفرار من المكان.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن المجموعة هي خلية محلية غير منظمة، مددت محكمة الصلح في القدس اعتقالها، وتتكون من ستة أفراد، وقد اعترف أحد المعتقلين بتوريط البقية في جريمة القتل التي تمّت بصورة بشعة، إلا أنّ الشرطة والشاباك حظرا نشرها.
وتتزامن جريمة قتل الطفل أبو خضير بحرقه حيا مع سلسلة اعتداءات شنها مستوطنون على فلسطينيين في أرجاء محافظات الضفة والقدس المحتلة، وكان آخرها الليلة، حيث حاول مستوطنون من مستوطنة "يتسهار" الاعتداء على فلسطينيين في أطراف بلدة عينابوس جنوب مدينة نابلس، إلا أن المواطنين تصدوا لهم وتمكنوا من طردهم.
هذه الاعتداءات للمستوطنين كشفت برأي أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسن أيوب، قدرة المستوطنين على شن حرب منظمة ضد الفلسطينيين.
ويوضح قائلا لـ"عربي21": "الجغرافيا السياسية لصراعنا مع المحتل تغيرت بشكل كبير بفعل اتفاقيات أوسلو وما نتج عنها، وهو ما منح المستوطنين فرصة السيطرة على معظم الحيز الفلسطيني خارج إطار المدن الفلسطينية الكبيرة. اليوم هذا يبدو جليا في قدرة المستوطنين على شن حرب إرهابية منظمة مع شعور كبير بالتفوق في
الريف الفلسطيني؛ هم باتوا يمتلكون هذه الميزة على الفلسطينيين منذ حين".
بدوره قال بشار القريوتي منسق الحملة الشعبية لمواجهة الاستيطان في قريوت قضاء نابلس، إن اعتداءت المستوطنين ازدادت. واصفا إياها بأنها "فرض عملية عربدة على الأرض وعلى القرى المحيطة بالمستوطنات، وعملية إرهاب للمواطنين الذين يتوجهون دوما إلى أرضهم ومنازلهم. وحاليا، حكومة الاحتلال أعطت الضوء الأخضر للمستوطنين بالتصعيد على الشارع الفلسطيني ولتكثيف عمليات الانتقام".
وأوضح القريوتي لـ"عربي21" أن الحكومة الإسرائيلية تهدف من وراء ذلك إلى "السيطرة على الأرض وإرهاب أبناء الشعب الفلسطيني في الطرقات وأراضيهم ومنازلهم".
وحذر القريوتي من استفراد المستوطنين ببعض المناطق التي يمكنهم الوصول إليها وارتكاب جرائم، ما يستدعي "توحد أبناء القرى والمدن والمخيمات؛ وعلى المستوى السياسي فضح هذه الجرائم دوليا ورفعها إلى محكمة الجنايات الدولية ليتم محاسبة إسرائيل دوليا".
أصابوا "العديلي" بجروح خطيرة
الشاب طارق زياد عديلي من بلدة أوصرين قضاء نابلس، مثال لما يتعرض له الفلسطينيون من اعتداءات، فقد تعرض للخطف والضرب من قبل مستوطنين في الساعة العاشرة من الليلة قبل الفائتة.
وقال لـ"عربي21": "غادرت منزلي متجها إلى منزل عمتي في طرف بلدة أوصرين من الجهة الشرقية، وهو منزل بعيد عن منازل البلدة. شعرت بشخص يمسك بي من الخلف ويضع مادة منومة على وجهي فغبت عن الوعي ولم أستيقظ إلا بعد فترة طويلة من الوقت، وشعرت أن قدمي قد قطعت والدم ينزف وتمكنت من الاتصال مع والدي بصعوبة بسبب ضعف البث في المنطقة".
ويضيف: "بعد الاتصال بوالدي حضر مجموعة من شباب البلدة وأخذوني إلى مشفى رفيديا حيث تم إجراء اللازم، وتبين أن هناك تهتكا بالرجل وبروزا للعظام فيها، ووصفت الحالة بأنها بين خطيرة ومتوسطة وسيقرر الأطباء ماذا سيفعلون برجلي. وهناك تخوفات، وبخاصة أنها كانت مصابة في السابق بحادث سير وفيها بلاتين. علمت من الجيران أن مركبتين للمستوطنين تواجدتا في أطراف البلدة ويعتقد أن الخاطفين كانوا فيها حيث اختفت المركبتان لاحقا، علما بأن أقرب مستوطنة على البلدة هي مستوطنة مجدوليم".
وأوضح أنه "في وقت لاحق دعت الإغاثة الزراعية في محافظة نابلس "متطوعيها وأصدقاءها والمزارعين إلى الانخراط في اللجان الشعبية والبدء بتشكيل لجان الحراسة في جميع المواقع وخصوصا مواقع التماس وتفعيل القائم من هذه اللجان والانخراط فيها". كما أنها دعت كافة فصائل العمل الوطني والمحافظة إلى الوقوف صفا واحدا في وجه هذه الاعتداءات.
يشار إلى أن مؤسسات المجتمع المدني طالبت بأخذ "دورها الريادي إلى جانب فصائل العمل الوطني في دعم ومساندة أبناء شعبنا ومزارعينا، وخصوصا في المناطق البعيدة والمهمشة والتي هي أكثر عرضة من غيرها لمثل هذه الاعتداءات".