مدونات

في مصر يؤسسون لدولة المنامات والأحلام

رضا حمودة - (عربي21)
ويأبى المحامي مرتضى منصور إلا أن يظل دائماً في دائرة الضوء والإثارة والتربع على صدارة المشهد الإعلامي بتصريحاته المثيرة للجدل ومعاركه التي لا تنقطع مع خصومه، بعد تمثيلية ترشحه القصيرة للرئاسة السيسيّة التي لم تنطل على غالبية من ألقى السمع وهو بصير.

واعتقد الرجل واهماً أنه سيجد من يصدق أنه مرشح حقيقي بالفعل في انتخابات حقيقية بالفعل وليس أكثر من مجرد (دوبلير)، وأداة زاعقة في يد ولي أمره كما أُريد له أن يكون، ذلك أن المكان الحقيقي لمرتضى في الفضائيات ليمارس مهاراته في النيل من عباد الله بالحق والباطل عبر أدواته المعروفة، حيث الصوت الزاهق والألفاظ الطائشة هنا وهناك، والطعن في الأعراض والتفتيش في العورات.

فضلاً عن سلاح "السيديهات" الفاضحة الأكثر فتكاً بالخصوم، التي لم يفصح عن أىٍّ منها حتى الآن، والنتيجة يزداد الرجل شهرةً وبريقاً، وبالتالي ترتفع (الفيزيتا) أو الأتعاب وترتفع أسهمه في عالم المحاماة .

انسحب منصور من السباق المسرحي بطريقة أكثر كوميدية وإثارة من دخوله، حيث عزا انسحابه بصلاة الاستخارة ورؤية منام لإثنين من ضباط القوات المسلحة، فهم منها أنه يجب أن ينسحب لصالح الجنرال السيسي وطالب كل من يحبه أن يدعم السيسي رجل المرحلة، ومرشح الضرورة مقتفياً أثره وسيراً على خطاه بالاستشهاد بالأحلام والمنامات عندما راودته نفسه ورأى في منامه منذ أكثر من ثلاثين عاماً أنه سيصبح رئيساً بالسيف والدم الأحمر والساعة الأوميجا مع فارق أن مرتضى منصور قد تنازل لولى نعمته عن أحلامه في القفز على كرسي الرئاسة كرهاً أو طوعاً.

المهم توافق المصالح الشخصية المشتركة، ودعك من المصطلحات الخادعة من عينة إرادة الشعب وحب الوطن ومصر أم الدنيا .. إلخ، فكلها للاستهلاك الإعلامي المحلي والتدليس على الناس والبسطاء منهم، على وجه الخصوص، فقصة المنام محض اختلاق وتدليس باعتراف منصور الضمني دون أن يدري في مداخلة هاتفية مع الإعلامي جمال عنايت لبرنامج "مساء جديد" على قناة "التحرير"، كاشفاً له بعض الحقائق عن لقاءه بالسيسي ضمن وفد من الرياضيين بتاريخ "26 أبريل"، وهو الثالث من نوعه مع السيسى حسب قوله.

وقال مرتضى حينها:" إن السيسى يعلم جيداً سر انسحابي من سباق الرئاسة"، "مشيراً إلى أن ضغوط من نادي الزمالك كانت وراء انسحابه ، في تناقض واضح لكلامه، وهذا ما يكشف كذب ادعاءه بلسانه بشأن الاستخارة والمنام بعد صلاة الفجر.  

العجيب أن من سخروا من منامات وأحلام بعض أهل العلم ومشايخ الدين الإسلامي، إبان حكم الرئيس محمد مرسي، على اعتبار أنها من قبيل الخرافات والخزعبلات والدروشة وزج للدين في آتون السياسة، هم من يرسخون الآن لدولةٍ تدار بالمنامات والأحلام، وكأنهم يُوحى إليهم من فوق سبع سماوات! ، فشربوا من الكأس نفسه، مع اختلاف جوهري أن أحلامهم وأمانيّهم بالأساس هي من قبيل الهلوسة القائمة على الكذب والبهتان.