"
عرسال" بلدة حدودية
لبنانية شبه منسية تبعد عدة كيلومترات عن يبرود السورية تدور حولها العديد من الأسئلة منذ اندلاع الثورة في
سوريا؟ وعقب سقوط مدينة يبرود بيد النظام السوري وانسحاب المقاتلين المعارضين، دارت أسئلة كثيرة عن وجهة هؤلاء المسلحين وهل دخلوا إلى عرسال كما أشيع ؟ وما صحة الأخبار المتناقلة عن أن البلدة "كراج" خلفي للسيارات المفخخة التى تضرب المناطق اللبنانية؟
أسئلة وجهتها "عربي21" لبلدية عرسال ونواب من محافظة البقاع اللبنانية.
البلدة الحدودية نفت نفيا قاطعا وجود مسلحين داخلها وأكدت أن من نزح إليها هم مجرد
لاجئين مدنيين هربوا من الحرب والقصف.
أحمد الفليطي نائب رئيس بلدية عرسال أكد أن الحديث عن دخول 1500 مقاتل من جبهة النصرة إلى عرسال لا يوجد عليه أي دليل معتبرا أنها محاولات لتشويه صورة عرسال وتوصيفها كحاضنة للإرهاب.
الفليطي قال خلال حديثه مع "عربي21" إن 450 عائلة سورية نزحت بعد سقوط يبرود ما رفع عدد النازحيين داخل عرسال إلى أكثر من 95 ألف نازح مشيرا إلى أن 9 سوريين قتلوا وأصيب آخرون جراء غارتين منفصلتين للطيران الحربي السوري أثناء نزوحهم باتجاه عرسال.
هل تتخوفون من استمرار حصار عرسال واشتعال معركة مع
حزب الله والنظام السوري بحجة وجود مسلحين ضمن النازحين؟ راى الفليطي أن "اي معركة تحتاج إلى طرفين ونحن مجتمع مدني لا يوجد لدينا أحزاب أو مسلحين للوقوف بوجه حزب الله وأمن عرسال ومسؤوليتها وضبط حدودها يقع على عاتق الجيش اللبناني".
وعند سؤاله ما المطلوب في الوقت الراهن؟ أجاب نائب رئيس بلدية عرسال: " المطلوب تأمين خروج ودخول أهالي عرسال وفك الحصار عنهم باعتبارهم مواطنين لبنانيين" مضيفا أنه "اذا عجزت الحكومة عن تأمين الحماية للمواطنيها فالتتقدم باستقالتها".
من جانبه رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله) النائب كامل الرفاعي ان "عدد سكان بلدة عرسال نحو 30 ألف بالمقابل فاق عدد النازحين السوريين 95 ألف نسمة وبالتالي كيف يمكن لأهالي البلدة ضبط تحركاتهم، لا يستطيعون، هذه مهمة الجيش اللبناني".
الرفاعي الذي لم يتهم أهالي عرسال بدعم من أسماهم "بالارهابيين" قال أثناء حديثه مع "عربي21" إن "الحدود اللبنانية السورية واسعة فربما تمر بعض السيارات من النطاق الجغرافي الواسع لبلدة عرسال لكن ليس أهالي عرسال من يقومون بارسالها".
وأضاف أن المطلوب من أهالي عرسال أن يكونوا على مستوى المسؤولية وان يعملوا على منع "الإرهابيين" من تنفيذ هجماتهم ضد أشقائهم اللبنانيين حسب تعبيره مطالبا قيادة الجيش والاجهزة الأمنية بزيادة عدد العناصر والانتشار داخل عرسال وعلى الحدود وبإغلاق المعابر الترابية والتعاون مع اهالي المنطقة.
أما عضو كتلة المستقبل النيابية وأحد نواب محافظة البقاع النائب عاصم عراجي فاستبعد امكانية حدوث اقتحام عسكري لعرسال بحجة المسلحين لما قد يؤثر بشكل سلبي على كل أرجاء لبنان.
مضيفا أنه "لو كان هناك مسلحين فعليا في البلدة فان الجيش اللبناني هو المخول لالقاء القبض عليهم ومنعهم من تنفيذ مخططاتهم".
لماذا اتهام بلدة عرسال بأنها مصدر السيارات المفخخة؟ قال عراجي لـ "عربي21" إن "الأمن هو مسؤولية الجيش اللبناني وليس مسؤولية حزب أو تيار والمطلوب الآن هو أن ينتشر الجيش على الحدود أما هذه الاتهامات فهي لتبرير قتال حزب الله إلى جانب نظام بشار الاسد".
وعند سؤاله ما هي الوسائل لفك الحصار عن عرسال أجاب عضو كتلة المستقبل النيابية أن "هناك اتصالات مع قيادة الجيش لفك الحصار عن البلدة وتم الاتصال ايضا برئيس الحكومة تمام سلام لفتح الطرق لكن سقوط الصورايخ على بلدة اللبوة أعاد إغلاق الطريق باتجاه عرسال من جديد".