يبدو أن مفاوضات موازية لمفاوضات جنيف، كانت تجري في العاصمة السويسرية،
برن، بين ممثلين روس وأميركيين وإيرانيين وممثلين عن المعارضة السورية، حيث أكدت مصادر فرنسية انعقاد سلسلة
محادثات سرية موازية للمفاوضات المعلنة، وضمت أطرافاً سورية وروسية وإيرانية وأميركية، وأشارت إلى أن ما حصل في جنيف ليس سوى الشكل الخارجي.
وبالرغم من إنكار حصول مفاوضات برن من طرف عدة اطراف معنية، إلا أن مصادر فرنسية نقلت عن السفير الأميركي في دمشق، روبرت فورد، تأكيده حدوث المفاوضات السرية بشكل غير مباشر، حيث أشار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية لم تشارك رسمياً في المفاوضات السرية، الأمر الذي يستنتج منه أن مفاوضات حصلت بالفعل في برن.
وتفيد مصادر في الوفد المفاوض للمعارضة أن الأميركيين باتوا يتقبلون فكرة إشراك إيران في المفاوضات بين النظام والمعارضة. ويحبذون أن يشكل الائتلاف السوري المعارض لجنة للتفاوض مع لإيران، نظراً لدورها المحوري في الأزمة السورية، وقدرتها على التأثير على بشار الأسد ونظامه بطرق متعددة.
من جهة أخرى، أشارت المصادر الفرنسية إلى وجود اتصالات بين أطراف من المعارضة ومنشقين مازالوا تحت جناح النظام، للنظر في كيفية المحافظة على مؤسسات الدولة السورية، وتفادي حدوث سيناريو مشابه للسيناريو العراقي، الذي أفضى إلى تدمير الدولة ومؤسساتها، وحل الجيش وأجهزة الأمن، وانتشار الفوضى العارمة.
يذكر ان مفاوضات بين وفد من المعارضة السورية وآخر من النظام السوري، بدأت مع انعقاد مؤتمر "جنيف 2"، الذي بدأ في 22 من الشهر الماضي في منتجع مونترو السويسري، قبل أن تبدأ الجولة الأولى للمفاوضات المباشرة في جنيف بعد يومين، واستمرت حتى 31 يناير / كانون الثاني الماضي، دون التوصّل إلى أي توافق أو حل.
ورغم ذلك قرر المبعوث المشترك، العربي والأممي، الأخضر الإبراهيمي، عقد جولة ثانية من المفاوضات في الـ10 من فبراير/شباط الجاري وافق عليها وفد المعارضة، فيما طلب وفد النظام السوري استشارة دمشق قبل إعلان الموافقة على الحضور، ولم يعلن حتى اليوم عن موقفه النهائي من المشاركة.